مصطفى عبد العظيم (دبي)

سجلت المبادلات التجارية بين دولة الإمارات وبلدان أميركا اللاتينية نمواً تصاعدياً خلال السنوات الأخيرة ليرتفع إجمالي حجم التجارة غير النفطي بين الجانبين في الفترة من 2012 وحتى نهاية العام 2021 إلى نحو 221.8 مليار درهم، وفقاً لبيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
وبحسب البيانات التي حصلت «الاتحاد» على نسخة منها، زاد التبادل التجاري بين الجانبين بنسبة 41% خلال السنوات العشر الماضية، بارتفاعها من 18.9 مليار درهم في العام 2012، إلى 26.78 مليار درهم في العام 2021.
وأظهرت البيانات استحواذ البرازيل على نحو 50% من تجارة الإمارات ودول أميركا اللاتينية خلال العقد الماضي، بإجمالي 106 مليارات درهم، متصدرة قائمة أكبر 5 شركاء تجاريين للإمارات في هذه المنطقة، تلتها سورينام بنحو 29 مليار درهم ثم بيرو بنحو 19.1 مليار، وفنزويلا بنحو 12.7 مليار ثم الأرجنتين بنحو 12.5 مليار.

نمو الصادرات
ووفقاً للبيانات ارتفعت قيمة صادرات الإمارات إلى بلدان أميركا اللاتينية العام الماضي بنسبة 68.7% لتصل إلى 3.56 مليار درهم، مقارنة مع 2.1 مليار درهم في العام 2020، فيما ارتفعت الواردات بنسبة 3%، لتصل إلى 23.2 مليار درهم، مقارنة مع 22.5 مليار درهم في العام 2020
وعلى الرغم من البعد الجغرافي بين دولة الإمارات ودول أميركا اللاتينية، شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية وكذلك الشراكات الاستثمارية بين دولة الإمارات وهذه البلدان نمواً ملموساً خلال السنوات القليلة الماضية، بعد أن أبدت دولة الإمارات خلال الفترة الماضية اهتمامها بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وتبادل الخبرات مع هذه الدول في مظلة واسعة من القطاعات والأنشطة، يأتي في مقدمتها قطاعات الزراعة والاستثمار الزراعي والمنتجات الغذائية الزراعية والحيوانية، وكل ما يتعلق بمجالات الأمن الغذائي، حيث تعد دول أميركا اللاتينية من الدول الرئيسية المنتجة للأغذية في العالم. إلى ذلك، تمثل قطاعات مثل السياحة، والصناعة، والخدمات، وحلول المياه، والبنى التحتية، والنقل والخدمات اللوجستية، والقطاع المصرفي والمالي، محاور بارزة على خريطة التعاون المطروحة بين الجانبين.

الإمارات تتصدر الاستثمارات
وكشفت دراسة حديثة لغرفة تجارة دبي أجرتها بالتعاون مع «إيكونومست إمباكت» استحواذ دولة الإمارات على 77% من إجمالي استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في أميركا اللاتينية بين عامي 2016 و2021 والمقدرة بنحو 14.7 مليار درهم(4 مليارات دولار)، تلتها المملكة العربية السعودية بنسبة 22%، وذلك وفق تقديرات منصة أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر«إف دي آي ماركتس.
وأظهرت الدراسة الصادرة على هامش الاستعدادات لتنظيم الدورة الرابعة من المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية التي تنلق فعالياتها في دبي اليوم، والذي تنظمه غرفة تجارة دبي بالتعاون مع إكسبو 2020 دبي، أن نصف هذه الاستثمارات في أميركا اللاتينية كانت استثمارات لشركات الخدمات اللوجستية والتوزيع والنقل، مع استحواذ «دي بي ورلد» على حصة كبيرة من هذه الاستثمارات.
وكشفت الدراسة أن الاستثمار الأجنبي المباشر من أميركا اللاتينية إلى دول مجلس التعاون الخليجي كان أقل بكثير، حيث قُدّر بأقل من 500 مليون دولار أميركي بين عامي 2017 و2021، كانت حصة البرازيل منها 85% وحصة الأرجنتين 13%. وتعود أكبر الاستثمارات في دول مجلس التعاون الخليجي لشركة بي آر إف البرازيلية، وهي واحدة من أكبر شركات تصنيع الأغذية في العالم ومورد رائد للدواجن إلى أسواق دول الخليج. وخلال السنوات القليلة الماضية، أسست الشركة مصانع لمعالجة الأغذية في كل من السعودية والإمارات.