حسام عبدالنبي (دبي) قررت شركة «دراجون أويل» استثمار 555 مليون دولار في مصر، خلال العام الحالي، متضمنة المصاريف التشغيلية والتطويرية، بعد نجاحها في تحقيق أحد أكبر الاكتشافات النفطية في منطقة خليج السويس على مدار 20 عاماً بمخزون متوقع 100 مليون برميل. 
وأكد المهندس علي راشد الجروان، الرئيس التنفيذي للشركة المملوكة بالكامل لحكومة دبي، أن مجلس إدارة الشركة قرر أيضاً إطلاق مسمى الوصل على اكتشافها الأخير في مصر، كاشفاً خلال حفل نظمته الشركة في دبي لإعلان تفاصيل أدائها عن العام الماضي، أن طموحات ومخططات الشركة تستهدف تخصيص ملياري دولار لتنفيذ عدد من الاستحواذات الجديدة بشكل عام في عدد من الدول بشرط الحصول على فرص استثمارية واعدة وذات جدوى اقتصادية.
وقال الجروان، إن «دراجون أويل» حققت أداء متميزاً خلال العام المالي الماضي، خاصة في مصر وتركمانستان، وذلك رغم تحديات الجائحة والاغلاقات التي شهدتها بعض الدول التي تعمل فيها الشركة. وأضاف أن تميز الأداء خلال العام 2021 كان من ناحية الصحة والسلامة، وتحقيق جميع مستهدفات الإنتاج، إضافة إلى الكفاءة المالية الناتجة عن تحسن أسعار النفط والحفاظ على مستويات الإنتاج. 
وأوضح أنه في مصر حفرت الشركة مؤخراً 8 آبار للتحري والاستكشاف عن النفط وكانت جميعها ناجحة، ولذا سيتم صرف 31 مليون دولار على الاستكشاف الجديدة في مصر «امتياز شمال شرق رمضان»، والذي سيطاق علية «الوصل»، مشيراً إلى أن الاحتياطي المعلن للاستكشاف الأخير في مصر 100 مليون برميل، ولكن الشركة تتوقع أن يكون الإنتاج أكبر حيث سيضيف نحو 20% من احتياطي الشركة مع وجود فرص واعدة لزيادة الاحتياطي الإجمالي من خلال استكشافات جديدة في منطقة خليج السويس.
وذكر الجروان، أن الشركة ستضع بئرين ضمن امتياز «شمال صفا» في مصر على الإنتاج خلال السنة القادمة وسيتم صرف 63 مليون دولار على هذا الاستكشاف الذي يعد قبل الأخير ضمن اكتشافات الشركة في مصر. وأضاف أن الشركة تستهدف أيضاً رفع سقف إنتاجها في تركمانستان من 60 ألف برميل إلى 70 ألف برميل يومياً، منوهاً بأن «دراجون أويل»، تخطط لزيادة حجم إنتاجها الذي يقدر حالياً بـ 160 ألف برميل مكافئ يومياً ليصل إلى 300 ألف برميل مكافئ يومياً بحلول 2026، في جميع مشاريعها.

توسعات جديدة
ورداً على سؤال لـ «الاتحاد» عن نية الشركة تنفيذ استحواذات جديدة أو التوسع في دول أخرى، أجاب الجروان، بأن «دراجون أويل» دائماً ما تدرس وتقيم جميع الفرص المتاحة لتحديد الأولويات، وهناك فرص واعدة في دول شمال افريقيا، خاصة في مصر والجزائر إلى جانب أميركا الجنوبية وروسيا، وهناك خطط جديدة سيتم الإعلان عنها في القريب العاجل، منبهاً أن الشركة تركز على زيادة الاستثمارات في الاستكشافات في الدول التي تعمل بها، وفي حال تنفيذ عملية استحواذ سيقتصر الأمر على الاستحواذ على شركات قائمة ومنتجة، ولديها أصول تحقق جدوي ومردود عالي على الاستثمار.
وفيما يخص تأثير ارتفاع أسعار النفط لمستويات تفوق المائة دولار للبرميل أفاد، الجروان بأن الاستثمار في تطوير حقول النفط كان ضعيفاً خلال الخمس سنوات الماضية في ظل تراجع أسعار النفط لمستويات غير مسبوقة، ما أثر سلباً على الطاقة الإنتاجية للدول النفطية عموماً، ولكن الأمر تغير الآن مع زيادة فرص النمو الاقتصادي خاصة في الكثير من الدول مثل الهند والبرازيل والصين، ما انعكس على زيادة الطلب على النفط، متوقعاً أن تظل أسعار النفط فوق مستوى 85 دولاراً للبرميل خلال النصف الأول من العام الحالي، وأن تتراوح مستويات 75 – 85 دولاراً للبرميل خلال النصف الثاني من العام الحالي، مع وجود تنبؤات إيجابية للأسعار خلال الثلاث سنوات المقبلة.

الطرح العام

وأشار الجروان، إلى أن شركة «دراجون أويل» مهيأة وجاهزة للطرح العام والإدراج في أسواق الأسهم المحلية، ولكنها تنتظر الضوء الأخضر من حكومة دبي لتنفيذ عملية الطرح إذا ما كان هناك قرار حكومي بذلك، مؤكداً أن الشركة تحقق أداءً عالمياً ونمواً من عام لتال ما يظهر أنها ستمثل فرصة استثمارية ممتازة للمستثمرين.
وأرجع ذلك إلى أن الملاءة المالية للشركة قوية ولاتوجد أي ديون مستحقة عليها، كما أن الشركة يمكنها في أي وقت تدبير السيولة من أي بنك في ظل ربحيتها والكفاءة المالية التي تتسم بها، لافتاً إلى أنه خلال جائحة «كوفيد -19» لم تتأثر أعمال الشركة ولم يحدث توقف للعمليات رغم أن 2020 كانت سنة قاسية على الشركات العالمية ولكن «دراجون أويل» تمكنت من مواصلة العمل وإدارة المتغيرات ومواجهه التحديات عبر تنفيذ خطة تقليص وترشيد النفقات بنسبة بلغت 35% من الميزانية السنوية، والتي مكنت الشركة من توفير 500 مليون دولار من الميزانية عبر 3 مراحل خلال العام بقيمة 300 مليون، و125 مليون، و75 مليون دولار على التوالي.
ووفقاً لتصريحات الجروان، فإن «دراجون أويل» تتميز بسمعة طيبة وأصبحت تصنف ضمن أهم الشركات العالمية العاملة في القطاع مثل «بي بي» و«شل» في ظل النجاحات العالمية التي حققتها، كاشفاً عن وجود خطة استراتيجية محددة من قبل مجلس إدارة الشركة لتنويع الإنتاج بحيث يشمل النفط والغاز الطبيعي، وسيتم التوجه لإنتاج الغاز متى توافرت الفرص الاستثمارية التي تحقق جدوى اقتصادية.