دبي (الاتحاد) أكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة أن دولة الإمارات تمكنت من ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً لريادة الأعمال، من خلال إطلاق الاستراتيجيات والمبادرات والبرامج التي أسهمت في إيجاد بيئة صديقة للابتكار في ريادة الأعمال، وتمكين رواد الأعمال من النجاح والوصول إلى العالمية، مضيفا أنها وبفضل هذه الجهود حلت في المرتبة الأولى عالمياً في المؤشر العالمي لريادة الأعمال في العام 2021، بحسب التقرير الصادر عن المرصد العالمي لريادة الأعمال.
وقال معاليه خلال مؤتمر ستيب بدبي: «وما يعزز من مكانة دولة الإمارات موطناً لريادة الأعمال الإنجازات التي تحققت في هذا القطاع، حيث وصل عدد الشركات المصنفة بالصغيرة والمتوسطة حتى العام 2020 إلى 350 ألف شركة، والتي تمثل أكثر من 94٪ من إجمالي الشركات، وتوظف أكثر من 86٪ من القوى العاملة في القطاع الخاص، والتي تمثل أكثر من 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، هذا بالإضافة إلى تصنيف الإمارات في العام 2019 كأفضل حاضنة للشركات المليارية».
الشركات المليارية
وتابع معاليه قائلاً: «إن إطلاق مشروع موطن ريادة الأعمال والذي يأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، يؤسس إلى منصة عالمية لاستشراف مستقبل القطاع، ولجذب الشركات المليارية الواعدة ودعم الشركات المحلية التي تبلغ قيمتها مليار دولار، وذلك ضمن السعي لتحقيق رؤيتنا طويلة المدى بأن تكون الإمارات موطناً لـ 20 شركة مليارية ناشئة بحلول العام 2031. ولتحقيق هذا الهدف نحرص على تعزيز ثقافة وبيئة ريادة أعمال متطورة عبر توفير كل الموارد اللازمة وتنفيذ الخطط الفاعلة، مما يسهم في تعزيز سمعة الإمارات، ويمكنها من أن تكون الوجهة الأولى لرواد الأعمال والمبتكرين الموهوبين في العالم».
وبين معاليه أن المبادرات والبرامج التي يتم العمل عليها ضمن مشروع «موطن ريادة الأعمال»، تهدف إلى تدريب 15 ألف من رواد الأعمال، ودعم 8 آلاف شركة ناشئة للانطلاق نحو العالمية خلال السنوات العشر المقبلة.
وأوضح معاليه أنه مع ما يشهده العالم من تعاف اقتصادي فإن قطاع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة سيشهد معدلات نمو كبيرة ومشاركة أكثر فاعلية في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، نظراً لطبيعة هذه المشاريع والمساهمة التي تقدمها في تحفيز الأداء الاقتصادي.
وقال معاليه: «إن الأفكار المبتكرة لرواد الأعمال هي الأقدر على إحداث التغييرات الكبرى في جميع القطاعات، ومن هنا فإن على الحكومات العمل على تحفيز منظومات عملها لتمكين رواد الأعمال من النجاح والاستفادة في الوقت ذاته من الآثار والعوائد الإيجابية لهذه الأفكار المبتكرة في مواصلة النمو، ومن هنا تبرز الأهمية لتكثيف الجهود والعمل يداً بيد لوضع رؤية عالمية للتأسيس لنظام عالمي مبتكر يسهم في تحفيز ريادة العقول».
مهرجان التكنولوجيا
وانطلق مؤتمر ستيب، مهرجان التكنولوجيا للأسواق الناشئة، اليوم في دورته العاشرة بالشراكة مع مدينة دبي للإنترنت.
وشملت حوارات اليوم، مناقشة التصورات لمنظومة الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عشر سنوات، وذلك من خلال حلقات نقاشية تضم جهات تنظيمية وأصحاب مصلحة رئيسيين يضطلعون بدور مهم في رسم ملامح منظومة الشركات الناشئة.
وناقشت حلقة حوارية بعنوان الاهتمام العالمي بالأسواق الناشئة، كيف يُظهر المستثمرون العالميون اهتماماً كبيراً بالشركات الناشئة في أسواق ناشئة مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب المزايا والتحديات التي ترافقها. وأقيمت جلسة أخرى بعنوان Web3 ويب3 – مصطلح طنان أم واقع جديد؟ تشهد مناقشة الخبراء حول ما إذا كان Web3 سيحل محل الإنترنت، وأي مستقبل ينتظرنا مع هذا المفهوم الجديد.
ويشكل مؤتمر ستيب فرصة للاحتفاء بعقد من الإنجازات مع مجتمع الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأظهر تطور المؤتمر على مدى السنوات العشر الماضية نمواً متسارعاً لبيئة ومجتمع الشركات الناشئة في المنطقة والأسواق الناشئة. ووصل معدل النمو المركب لستيب إلى 261% خلال السنوات الخمس الماضية فقط. أما النسخة الأولى من مؤتمر ستيب عام 2012 فكانت شهدت حضور 100 شخص، بينما يُتوقع أن يشارك في فعالية العام الجاري أكثر من 8000 شخص من حول العالم. خلال عقد من الزمن، شهدت مؤتمرات ستيب المنعقدة إبراز 1224 شركة ناشئة، ومشاركة أكثر من 30 ألف شخص، وما يزيد عن 1200 متحدث ومتحدثة، و252 مستثمراً متمرّساً. وفي المحصلة، أكثر من 500 مليون دولار من التمويل لشركات ناشئة رائدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب أسواق ناشئة أخرى.
رواد الأعمال والمواهب
قال عمار المالك، المدير العام لمدينة دبي للإنترنت: «منطقتنا تحتضن ثروة هائلة من رواد الأعمال والمواهب وهم في الخطوط الأمامية للابتكار ومسيرة التحول الرقمي، ولطالما وفرت دبي واحة للطموحين ورواد الأعمال من خلال توفير بيئة أعمال ممكنة وداعمة للنمو بالإضافة الى منصات تسهل التواصل وبناء الشراكات التي تساعد الشركات الناشئة على توسيع أسواقها ومواصلة نموها. وانطلاقا من مكانتنا الرائدة كأكبر مجمع أعمال للشركات والمواهب في مجالات التكنولوجيا مستمرون في دعم بيئة ريادة الأعمال ومساعدة الشركات الناشئة والمستثمرين للتواصل واقتناص الفرص وتعريف الجمهور العالمي، بما يضمن خروج المزيد من قصص النجاح من دبي والمنطقة ككل وتحولها إلى الإقليمية والعالمية».
تطوير البرمجيات
وكانت العديد من الشركات الناشئة ممثَّلة باستمرار في مؤتمرات ستيب على مدار السنوات العشر الماضية، لا سيما من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر ولبنان، لكن المجتمع التكنولوجي عرف نمواً كبيراً وبات يضم شركات ناشئة ومشاركين من جنوب آسيا وآسيا الوسطى، فضلاً عن المملكة المتحدة والولايات المتحدة. كما أن القطاعات الممثَّلة في المؤتمر متنوعة للغاية إذ إنها تشمل شركات ناشئة ومفاهيم ومشاركين من ميادين عديدة على غرار تطوير البرمجيات، والتكنولوجيا المالية، والأزياء، والصحة واللياقة، والتعليم، والنقل، والأنشطة الترفيهية.
أما مؤتمر ستيب لعام 2022 فهو يركز على 4 مسارات رئيسية تُعنى بالتكنولوجيا المالية، وخصوصاً المدفوعات، وعملات الكريبتو المشفرة، والتجارة الإلكترونية؛ والابتكارات المستقبلية مع التركيز على الذكاء الاصطناعي، والتنقل، والطاقة والحوسبة السحابية؛ والحلول الرقمية مع تسليط الضوء على وسائل الإعلام، والتسويق، والمحتوى؛ وأخيراً الغوص في مجال الرفاهية من خلال تكنولوجيا الصحة وأسلوب الحياة.
300 شركة ناشئة
وقال راي درغام، رئيس ستيب التنفيذي: «شكلت السنوات العشر المنصرمة قفزة هائلة بالنسبة لنا وبيئة الشركات الناشئة في المنطقة. فعندما بدأنا مؤتمر ستيب عام 2012، كانت بيئة الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال في مراحلها الأولى. وكنا قد كافحنا لجمع 10 شركات ناشئة معاً في أول فعالية لنا. أما اليوم، فلدينا أكثر من 300 شركة ناشئة تشارك سنوياً، ويفاجئني عدد المؤسسين، والمستثمرين، والشركات المسرّعة للأعمال، والمنظمات الحكومية، والاهتمام العام البحت بالتكنولوجيا والشركات الناشئة الآن في منطقتنا. وعاماً بعد عام، وعلى مدار السنوات العشر الفائتة، اتّسع مجتمع ستيب بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 30%. ويُعدّ مؤتمر ستيب 2022 فرصة للدفع بتطور بيئة الشركات الناشئة قدماً مع التركيز بشكل خاص على تعزيز المواهب، والمهارات، والوعي بين المؤسسين بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ناهيك عن دعم الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحتل مكانة عالمية، فيما ينصبّ تركيزنا على مساعدة مؤسسي الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تحسين سمعتهم في وادي السيليكون وخارجها. وبشكل عام، سيمكننا تحقيق هذه الأهداف من دعم الشركات الناشئة بالتمويل والحلول المستدامة من جميع أنحاء العالم».