سيد الحجار (أبوظبي)

تراجعت أسعار الحديد في السوق المحلي بداية العام الحالي ليستقر سعر الطن بين 2450 إلى 2550 درهماً للطن، مقابل نحو 3 آلاف درهم للطن منتصف العام الماضي، فيما شهدت بعض مواد البناء ارتفاعات متباينة وفي مقدمتها الخرسانة الجاهزة والطابوق.
وقال مقاولون وتجار مواد بناء لـ «الاتحاد» إنه رغم استقرار أسعار الحديد حالياً عند متوسط 2500 درهم للطن، مقابل 3 آلاف درهم منتصف العام الماضي، إلا أن أسعار الصلب لا تزال مرتفعة مقارنة بالأسعار منتصف عام 2020، حيث سجل سعر الطن آنذاك نحو 1500 درهم. وشهدت أسعار الحديد بالسوق المحلي تبايناً ملحوظاً خلال العامين الماضيين، ارتفاعاً من 1700 درهم للطن في يوليو 2020، إلى 2050 درهماً في ديسمبر 2020، وصولاً إلى 2500 درهم للطن بداية العام 2021، ثم 3 آلاف درهم منتصف العام الماضي، قبل أن تسجل تراجعاً لمتوسط 2500 درهم حالياً. وأشار مقاولون إلى استقرار تكلفة البناء بأبوظبي لتتراوح بين 2800 و3500 درهم للمتر المربع الخاص بالفلل السكنية. 
وأشار تقرير أسعار مواد البناء الصادر مؤخراً عن مركز الإحصاء في أبوظبي، إلى ارتفاع أسعار البحص والطابوق بنسبة %12.3 في نوفمبر 2021 مقارنة بذات الشهر من عام 2020، كما ارتفعت أسعار مواد التسقيف بنسبة %22.4، وكابلات الكهرباء %21.9، الزجاج %13.7، والحجر الطبيعي %9.3، والمواد العازلة بنسبة %16.4، خلال ذات الفترة.

  • علي العبيدي

جودة عالية
وأوضح المهندس علي محمد العبيدي، مدير مؤسسة برج البلد للمقاولات العامة أن أسعار الحديد بالسوق المحلي تشهد حالة من الاستقرار منذ نحو 3 أشهر، حيث يتراوح سعر الطن بين 2450 إلى 2500، فيما تشهد بعض مواد البناء ارتفاعات متباينة، موضحاً أن بعض المواد الكهربائية ارتفعت أسعار بنحو 100%.
وأوضح أن سعر تكلفة بناء المتر المربع في أبوظبي تتراوح حالياً بين 3 و3,5 ألف درهم، وترتفع الأسعار أحياناً بناء على رغبة العميل في تشطيبات ذات مواصفات أعلى وجودة عالية.

  • أحمد متولي

تسعير المناقصات
بدوره، أوضح المهندس أحمد متولي، مدير شركة القوة السريعة للمقاولات العامة أن أسعار مواد البناء بالسوق المحلي تشهد حالة من الاستقرار على ذات المعدلات المرتفعة التي وصلت لها خلال العام الحالي.
وقال إنه رغم استقرار أسعار الحديد منذ نحو 3 أشهر عند متوسط 2500 درهم حالياً، مقابل 3 آلاف درهم خلال يونيو 2021، إلا أن الأسعار لا تزال مرتفعة، مقارنة بعام 2020، والذي سجلت فيه الأسعار نحو 1600 درهم، موضحاً أن أسعار الحديد بالسوق المحلي تتماشى مع الأسواق العالمية.
وأشار متولي إلى أن سعر بناء المتر المربع للفلل في أبوظبي يبدأ حالياً من 2800 درهم، مقابل 2400 درهم خلال 2020، لاسيما في ظل زيادة أسعار الخرسانة، فضلاً عن زيادة بنود أخرى مثل بند التكييف، والخشب «الكونتر».
وأوضح متولي أن المشاريع التي يتم تصميمها اليوم لا تشهد خلافات بين الملاك والمقاولين، حيث يتم التسعير وفق الأسعار الجديدة، بينما العملاء الذين أنجزوا أعمال التصميم قبل نحو عام ولكن لم يبدؤوا في أعمال التنفيذ والبناء، يجدون صعوبة في تنفيذ هذه الأعمال حالياً.
ولفت متولي إلى أسعار بقية العوامل المؤثرة في تكلفة البناء مثل العمالة والنقل، موضحاً أن قيمة مواد البناء تظل الأكثر تأثيراً في تكلفة البناء، بنحو 60%، مقابل 30% للعمالة، و10% للأعمال الإدارية.
ولفت متولي إلى الدور الإيجابي للجهات المختصة عن تمويل مساكن المواطنين بأبوظبي خلال هذه الفترة، ما ساعد المقاولين في الحصول على مستحقاتهم، ومن ثم عزز من قدرة شركات المقاولين على تجاوز صعوبات زيادة أسعار مواد البناء خلال العام الماضي.
وأوضح أن الفترة الأخيرة شهدت خروج كثير من المقاولين غير الجادين من السوق، والذين كانوا يميلون لحرق الأسعار، عبر تقديم أسعار منخفضة لجذب الملاك، ثم التوقف عن استكمال المشروع بعد إنجاز جزء محدود من أعمال البناء.

  • حمزة إبراهيم

الخرسانة والطابوق
إلى ذلك، أشار حمزة إبراهيم المدير التنفيذي في شركة الموناليزا للمقاولات، إلى وجود زيادة بأسعار الخرسانة والطابوق بالسوق المحلي، بسبب زيادة أسعار الرمل والبحص، فيما تسهد أسعار الإسمنت استقراراً نسبياً.
وأوضح أن أسعار الطابوق زادت بنحو 5 إلى 7%، فضلاً عن زيادة أسعار ماكينات التكييف بنحو 10% خلال 6 أشهر بسبب زيادة تكلفة الشحن عالمياً، مشيراً إلى أن أن أسعار الحديد بأبوظبي تقدر حالياً بنحو 2600 درهم. 
وقال إبراهيم: استقبلنا رسائل من مصانع الخرسانة الجاهزة بزيادة أسعار الخرسانة بنحو 10 دراهم للمتر المكعب، وسط اتفاق بين المصانع على زيادة الأسعار.
وذكر أن مكونات الخرسانة تضم الرمل والبحص والإسمنت وبعض المواد الكيماوية، موضحاً أن بعض مشاريع الفلل تضم 1700 إلى 1900 متر مكعب من الخرسانة، والتي تستخدم في «القواعد، والجسور، والأرضية، والأعمدة، والأسقف، ودروة السقف»، وبالتالي فإن زيادة أسعار الخرسانة بنحو 10 دراهم، يعني زيادة تكلفة الخرسانة للفيلا بنحو 17 إلى 19 ألف درهم، بالإضافة إلى زيادة بنحو 5 آلاف درهم في الطابوق.
وأضاف إبراهيم أن سعر الخرسانة في السوق كانت تتراوح بين 200 و205، فيما ارتفعت حالياً لتتراوح بين 215 و220، موضحاً أنه رغم ذلك فإن المصانع كثيراً ما تمنح العملاء المتميزين الذين يوردون كميات كبيرة من الخرسانة أسعاراً خاصة، مع قبول التفاوض لزيادة الأسعار بنحو 5 أو 8 دراهم فقط، فيما تصل الزيادة لنحو 15 درهماً لبعض المقاولين الذين ربما لا يتعاملون بشكل منتظم مع المصنع، أو العميل الذي يرغب في الحصول على كمية محدودة لمشروع صغير.
وأوضح أن تكلفة البناء بأبوظبي لم تشهد تغيرات ملحوظة خلال الأشهر الستة الأخيرة، وذلك بعد زيادتها لأكثر من 3 آلاف درهم بسبب زيادة أسعار الحديد العام الماضي.
وذكر أن تسعير المشاريع الجديدة لا يشهد خلافات بين الملاك والمقاولين، حيث يتم التسعير وفق الأسعار الجديدة.

  • سالم محمد المرزوقي

تباين المواصفات 
إلى ذلك، قال سالم محمد المرزوقي، المدير العام لشركة «دريم سيتي» للنقليات والمقاولات العامة: إن أسعار الحديد تشهد حالة من الاستقرار على ذات المعدلات المرتفعة التي وصل إلى العام الماضي عن متوسط 2400 إلى 2500 درهم، رغم ارتفاع الأسعار لفترة محدودة منتصف العام بين 2800 و3000 درهم.
وذكر أن أسعار الخرسانة شهدت زيادة متوالية خلال الأشهر الأخيرة، لتصل قيمة الزيادة لنحو 20 درهماً، موضحاً أن أسعار الخرسانة تختلف بناء على المواصفات، حيث تتوفر مواصفات بقيمة 200 و240 و250 درهماً.
وقال المرزوقي: استقبلت رسائل من أحد مصانع الخرسانة بمنطقة المصفح في أبوظبي حول اشتراط الموافقة على زيادة الأسعار بنحو 10 دراهم بالمتر المكعب، فيما أرسل مصنع آخر إشعاراً بزيادة الأسعار بنحو 15 درهماً لاستمرار توريد الخرسانة.
وأوضح أن بعض المصانع تقبل التفاوض لخفض قيمة الزيادة في كثير من الأحيان.

زيادة محدودة
إلى ذلك، قال مدير أحد مصانع الخرسانة بأبوظبي، إن المصانع اضطرت لزيادة أسعار الخرسانة الجاهزة بنحو 10 إلى 12 درهماً بعد زيادة أسعار البحص الذي يتم الحصول عليه من الكسارات بالفجيرة ورأس الخيمة، موضحاً أنه رغم ذلك فإن المصنع يقبل التفاوض مع المقاول والمورد لخفض قيمة الزيادة أحياناً لنحو 5 أو 8 دراهم فقط، بناء على رغبة العلاقة مع المقاول، والكميات التي يتم توريدها.
وأضاف أنه رغم ذلك فإن بعض المصانع لم تلجأ لزيادة الأسعار تجنباً لخسارة العميل أو المقاول المتميز، والذي يحصل على كميات كبيرة من الخرسانة بشكل دوري.
وأوضح أن الفيلا العادية تستهلك نحو 800 إلى 1000 متر مكعب من الخرسانة، والكبيرة من 1500 إلى 2000 متر مكعب، فيما تصل كميات الخرسانة في بعض المشاريع الكبيرة والأبراج إلى نحو 20 أو 50 ألف متر مكعب.
وذكر أن الزيادة الحالية في الأسعار لا تعد الأولى، حيث اضطرت بعض المصانع لزيادة أسعار الخرسانة خلال شهر أكتوبر الماضي بنحو 10 دراهم بسبب زيادة أسعار الإسمنت.

نشاط في سوق البناء
أشار أحمد العبداللات، المدير التنفيذي لشركة فن البناء للوساطة التجارية إلى استقرار أسعار الحديد بين 2450 و2550 درهماً للطن، موضحاً أن الأسعار مستقرة منذ نحو 6 أشهر، بعد ارتفاعها لمعدلات منتصف العام الماضي لنحو 3 آلاف درهم.
ولفت إلى استقرار أسعار معظم أسعار مواد البناء وفي مقدمتها الأسمنت والأخشاب، وسط توفر بالمعروض، مشيراً إلى وجود طلب على الحديد خلال هذه الفترة، في ظل النشاط الاعتيادي بالسوق مقارنة بأشهر الصيف.
وأكد العبداللات أن استقرار أسعار الحديد يفيد المقاول في تسعير المناقصات خلال هذه الفترة، موضحاً أن كثيراً من المقاولين تضرروا خلال فترة ارتفاع الأسعار.