سيد الحجار (أبوظبي) ينعقد اجتماع جمعية الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) الثاني عشر بشكل افتراضي يومي 15 و16 يناير، وذلك ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي تستمر فعاليته خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير الحالي.
ويمثل هذا الاجتماع أول لقاء رفيع المستوى لمجتمع الطاقة والبيئة العالمي لهذا العام، وسيكون بمثابة متابعة للتعهدات التي قُطعت لدعم تحول قطاع الطاقة والزخم الذي شهده عام 2021 في هذا المجال.
ويجمع هذا اللقاء أكثر من 1100 مندوب من 137 بلداً، بما فيهم رؤساء دول، ووزراء، ورؤساء منظمات دولية، ورؤساء تنفيذيين.
وينعقد تحت شعار «تحول الطاقة: من الالتزامات إلى العمل»، والذي يعكس الحاجة المتزايدة لترجمة الطموحات الجريئة إلى خطوات ملموسة، من شأنها دفع التحول إلى نظام طاقة أكثر نظافةً وعدالةً ومرونة.وقال فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: تزداد خطورة التحدي الذي نواجهه مع مرور كل عام، وإذ نلتقي في هذا الاجتماع، فإننا ندرك بأن عام 2021 وضع معايير جديدة للطموح والالتزام ونشر الطاقة المتجددة في أنحاء العالم، ويجب أن نبني على هذا الزخم ونجعله دافعاً لنا في العام الجديد«.
وتترأس الجمعية السيدة ألكسندرا هيل تينوكو، وزيرة الشؤون الخارجية بجمهورية السلفادور.
وأشار تقرير »توقعات تحولات الطاقة حول العالم« الصادر عن »آيرينا« أن إزالة الكربون بشكل كامل من نظام الطاقة العالمي بحلول عام 2050، بما يتماشى مع تحقيق هدف وقف ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، تتطلب خفض الانبعاثات المرتبطة بالطاقة بصورة سريعة وحادة خلال هذا العقد.
وبحلول عام 2030، يجب أن يصل إجمالي قدرة الطاقة المتجددة العالمية إلى 10700 جيجاواط، أي حوالي أربعة أضعاف القدرة الحالية. وسجل العالم في العام الماضي رقماً قياسياً في توليد الطاقة من المصادر المتجددة يبلغ 260 جيجاواط، أي بزيادة تقارب 50% عن الرقم السابق.
ويشهد هذا الحدث العالمي، الذي يقام في بداية أسبوع أبوظبي للاستدامة، متابعة لمجريات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP26) بحضور رفيع المستوى، بالإضافة إلى الكشف عن تقريرين رئيسيين لـ »آيرينا« هما: »تحليل سوق الطاقة المتجددة: أفريقيا ومناطقها« والجغرافيا السياسية لتحول قطاع الطاقة: عامل الهيدروجين«، كما تتطرق المحادثات أيضاً إلى دور الشباب في تحول قطاع الطاقة، مع استعراض آراء برلمانيين وشخصيات من القطاع الخاص حول هذا التحول.
إلى ذلك، قالت الدكتورة نوال الحوسني المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة »آيرينا« لـ»الاتحاد«: عام 2022 يحمل الكثير من التحديات، وسط آمال بتحويل هذه التحديات إلى فرص، علينا أن نرسخ التزاماتنا ونجدد تعهداتنا، ونضاعف عملنا من أجل المناخ في هذا العام الاستثنائي الهام لضمان التحول الفعلي والعملي نحو عالم تحركه حلول الطاقة المتجددة والنظيفة.
وأضافت: شهدنا خلال عام 2021 توليد مزيد من الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسية، والرياح، وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة بشكل أسرع وأكبر في مختلف أنحاء العالم.
وأوضحت أن أحدث الدراسات تشير التي أنجزتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة »آيرينا« إلى أن عام 2021 قد يحقق رقماً قياسياً عالمياً جديداً في حجم ومستوى المنشآت الجديدة لتوليد الطاقة المتجددة، وتشير التوقعات الحالية إلى أن المنشآت الجديدة للطاقة المتجددة قد تصل بطاقتها الإنتاجية حتى 300 جيجاواط عام 2021، مقارنة برقم 260 جيجاواط عام 2020، والذي كان قياسياً حينها.
وأشارت الحوسني إلى أهمية المبادرة العالمية الهامة التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة »آيرينا« في قمة المناخ »كوب26« تهدف إلى توفير ما يصل إلى 3.67 مليار درهم (أي 1 مليار دولار) لتمويل تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة في الدول النامية، من خلال مشاريع جديدة توفر 1.5 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وقالت الحوسني: نتوقع لعام 2022 أن يكون عاماً تجتمع فيه ثلاثة مفاهيم أساسية هي: الشراكات، والتكنولوجيا، والتمويل، لتحقيق التقدم المنشود في قطاع الطاقة المتجددة، وتكامل أطراف هذه المعادلة الثلاثية سيكون جوهرياً في تحقيق أهداف استراتيجية لعام 2022 بنجاح، خاصة في ما يتعلق بتطبيق حلول الطاقة المتجددة، كما في تقنيات الهيدروجين الأخضر ضمن »خارطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين«، أو »مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ« بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، أو الاستثمارات في المواهب والكفاءات والقدرات، وتعزيز حضور الشباب والمرأة في مواقع ريادية لتحقيق مستهدفات »المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي" بحلول عام 2050.