يوسف العربي (أبوظبي) 

يشهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الإمارات أكبر عملية لصناعة العقول والكوادر المواطنة المتخصصة في أحدث علوم الاتصالات والتحول الرقمي ليقودوا دفة الابتكار لصياغة واقع جديد أكثر تطوراً وإبهاراً في عصر الثورة الصناعة الرابعة، فيما بلغ عدد المستفيدين من برامج التدريب والتأهيل والتعلم في قطاع الاتصالات المتقدمة نحو 200 ألف مستفيد.
ووضعت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية بصفتها الجهة المشرفة على القطاع استراتيجية مستقبلية تضمن استباق متغيرات المتسارعة واحتفاظ الدولة بصدارة المؤشرات العالمية ذات الصلة. 
ووفق إفادة الهيئة لـ «الاتحاد» يقع محور بناء الكوادر والعقول في صميم  استراتيجيتها لضمان التفوق الدائم في البنية التكنولوجية للشبكات الأرضية واللاسلكية مع تحصينها بما يضمن بيئة اتصالات آمنة ومستدامة لدعم وتمكين التحول الرقمي
واضطلعت دولة الإمارات العربية المتحدة بدور بارز في تأهيل وتدريب الشباب بقطاع الاتصالات من مختلف أنحاء العالم، انطلاقاً من ريادة في أكثر من 87 مؤشراً عالمياً في قطاع الاتصالات.
واستفاد من برامج الأكاديمية الافتراضية التي أطلقتها هيئة تنظيم الاتصالات نحو 80 ألف متدرب، كما حصل 100 ألف شخص من 120 دولة على تدريب متكامل عبر مركز إبداع الحكومة الرقمية. 
وتحتل الإمارات موقع الريادة عالمياً في أكثر من 87 مؤشراً منها نسبة تغطية شبكات الهاتف المتحرك للسكان، ونسبة انتشار الخدمة، ومعدل وصول شبكة الألياف الضوئية للمنازل، ومعدل اشتراكات إنترنت النطاق العريض والنطاق العريض المتنقل.
كما حققت الإمارات المركز الأول عالمياً في الشراكة بين القطاع العام والخاص وتأثيرها في التطور التكنولوجي، وفي استخدام الشبكات المهنية الافتراضية، وفي شراء الحكومة لمنتجات التكنولوجيا المتقدمة. وبطبيعة الحال حققت الدولة المركز الأول إقليمياً في عدد كبير من المؤشرات منها: مؤشر تنمية الحكومة الرقمية EGDI ومؤشر الخدمات الإلكترونية OSI، ومؤشر المشاركة الرقمية، والوصول إلى تكنولوجيا المعلومات، والبنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مخزون البيانات المفتوحة (ODIN).

ووفق رصد أجرته «الاتحاد» بلغ عدد المستفيدين من برامج التدريب والتأهيل والتعلم في مجال الاتصالات المتقدمة نحو 200 ألف مستفيد نصفهم حصلوا على التدريب من خلال مركز إبداع الحكومة الرقمية التابع لهيئة الاتصالات والحكومة الرقمية بالإضافة إلى 80 ألف متدرب عبر الأكاديمية الافتراضية، كما وصل عدد الخريجين في برنامج «بعثة» إلى 300 خريج مواطن متخصص بعلوم الاتصالات وبقية العلوم ذات الصلة، فضلاً عن وجود 700 مبتعث يستكملون دراستهم في أرقى الجامعات المحلية والعالمية في الوقت الراهن.
واستكملت شركتا الاتصالات المرخصتين في الدولة إعداد وتوظيف نحو 200 كادر قيادي، فضلاً عن تدريب أكثر من 18 ألف متدرب عبر أكاديميات الرقميات والتّقنيات الحديثة والمستقبليّة، وأكاديمية المبيعات وأكاديمية التميّز في خدمة العملاء التابعة لاتصالات وبرنامج «مسار» التابع لشركة «دو».

قيادات مواطنة
في هذا السياق، أكد محمد الكتبي، نائب المدير العام لقطاع الخدمات المساندة الرئيس التنفيذي للابتكار بهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية لـ «الاتحاد» أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الإمارات العربية يمتاز بكوادر وطنية مؤهلة وقيادية ساهمت بقوة في الحضور النشط والقوي للإمارات في المنظمات الدولية، ما جعلها شريكاً في صنع العديد من القرارات الدولية ذات الصلة، وبما يخدم الإنسانية جمعاء. 
وأوضح أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الإمارات يمثل دعامة مهمة للتحولات الرقمية على مستوى الدولة، الأمر الذي يعزز مكانة الهيئة كجهة مسؤولة عن تمكين التطورات الرقمية في مختلف القطاعات والمجالات وبفضل هذا المستوى المتقدم في القطاع، حققت الدولة مراكز متقدمة في العديد من المؤشرات العالمية. وأكد أن الهيئة تولي اهتماماً بالغاً بإعداد وتمكين الكوادر الوطنية، ولا سيما في هذه المرحلة التي تتسم بسرعة التغيرات، حيث أصبحت مهمة استشراف المستقبل أكثر صعوبة، وتحتاج إلى عقول تتحلى بالقدرة على الابتكار والتحليل والجرأة في اكتساب المعارف الجديدة.  وأضاف: تحدثت تقارير عالمية عديدة عن مهارات المستقبل، وأشارت إلى أن ما يصلح اليوم قد لا يكون صالحاً غداً في هذا المجال، وبالتالي فإن دور الهيئة هو تهيئة الشباب الإماراتي للتعامل مع أدوات العصر الجديد بما يمتاز به من تقنيات غير مسبوقة تسمى التقنيات المزعزعة (Disruptive) مثل البلوك تشين، والروبوتات المتقدمة، وتعلّم الآلة، وتحليل البيانات الضخمة، والحاسوب الكمومي، والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من التقنيات.
وأضاف: «في ضوء الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة وضعنا استراتيجية تضمن استباق المتغيرات المتسارعة واحتفاظ الدولة بصدارة المؤشرات العالمية ذات الصلة، وترتكز هذه الاستراتيجية الوطنية على بناء الكوادر والعقول، والتفوق الدائم في البنية التكنولوجية للشبكات الأرضية واللاسلكية، مع تحصينها بما يضمن بيئة اتصالات أمنة ومستدامة.،
وأكد أن جميع التحولات والتغييرات في مختلف المجالات مثل قطاع العمران والصحة أو التعليم سوف تعتمد بشكل أو بآخر على البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات أو ما يمكننا تسميته بالبنية الرقمية. وشدد على التزام الهيئة بالحفاظ على التفوق العالمي للإمارات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليبقى القطاع الممكن الرئيس للتطور في شتى المجالات. وقال إنه على سبيل المثال فإن مبادرة الجيل الخامس سبقت احتياجات مختلف القطاعات وهيأت السبيل لجميع القطاعات، بما في ذلك القطاعان الحكومي والخاص لطرح المبادرات والحلول الابتكارية التي تحتاج إلى سرعات إنترنت مضاعفة وزمن استجابة أقل. 
ولفت إلى وجود تنسيق على مستوى الدولة، حيث تتواجد الهيئة في الكثير المبادرات المسرعات الحكومية، وهناك الكثير من المبادرات المشتركة مع الجهات الحكومية للاستفادة من التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي والبلوك تشن وأنترنت الأشياء.

  • محمد الكتبي

بناء الكوادر 
وقال الكتبي إن الهيئة ممثلة بشبابها وشاباتها تقود عدة لجان وفرق عمل في الاتحاد الدولي للاتصالات في تخصصات كالاتصالات والأمن السيبراني، ومؤخراً قطاع التنمية كما تمثل الهيئة المنطقة العربية في مجموعة بناء القدرات في مجال للاتصالات وتقنية المعلومات.
وأشار إلى أن هذا التمثيل الدولي الرفيع للإمارات يؤكد نجاح خطة الدولة في بناء كوادر وعقول متخصصة في أحدث علوم الاتصالات وأكثرها تقدماً، وهي خطة مستمرة لضمان بناء كادر وطني قادر على قيادة دفة القطاع والحفاظ على تفوقه العالمي على مدار الخمسين عاماً المقبلة.
وأكد أن قيادتنا الرشيدة تعتمد الاستراتيجيات وخطط التطوير التي تضع الإنسان في مقدمة الأولويات وانطلاقاً من هذه الرؤية تكاتفت جهود قطاع الاتصالات في تنفيذ خطة متكاملة لبناء الكوادر الوطنية قائلاً: «أعددنا خطة متكاملة لبناء الكوادر المواطنة داخل الهيئة واستندت هذه الخطة إلى عملية قياس الإنتاجية التي شملت جميع العاملين بالهيئة بما فيهم المدير العام والنواب والمديرون ورؤساء الأقسام ورؤساء المشاريع، ونعمل باستمرار على مراجعة خططنا التدريبية والتأهيلية لتتوافق مع المستجدات العالمية والمحلية».
وركزت عمليات القياس والتقييم على مهارات القيادة والاستشراف والقدرة على التواصل والتأثير بقطاع الاتصالات الدولي والدراية بآليات عمل التقنيات الناشئة. 
وأوضح الكتبي أنه نظراً للمتغيرات المتسارعة التي يشهدها قطاع الاتصالات اعتمدت الهيئة خطة متكاملة تشمل نوعين من التدريب أولهما التدريب المتعلق بالمهارات الصلبة أو التخصصية، والثاني يتعلق بالمهارات الناعمة والكفاءات ذات الصلة، مثل القيادة والعمل ضمن الفريق والتواصل والتكيّف، كما تحصل فرق العمل على برامج تدريبية في مجال الابتكار والتفكير الخلاّق. كما تضمنت الخطة استشراف مستقبل المهارات في السنوات المقبلة في ظل التحولات العالمية. 

محافل دولية 
وأضاف الكتبي أن ما حققته كوادر الهيئة من مراكز مرموقة في المنصات والمحافل الدولية راجع إلى ما اكتسبوه من تأهيل رفيع مكّنهم من إثبات وجودهم في كل المجالات ذات الصلة، ولفت إلى أن الكوادر استفادت أيضاً من الزخم الذي تتمتع به الدولة في مجال البحوث والتطوير، وتوافر حاضنات الأعمال المستعدة لتمويل المشاريع الابتكارية بما يضمن احتفاظ الدولة بمكانتها العالمية بالقطاع الحيوي. 
وأشار الكتبي إلى فرص التدريب العملي التي يتم توفيرها للكوادر المواطنة من خلال العمل لدى مشغلين خارجيين في إطار شراكات تهدف إلى تعزيز الجانب التطبيقي لدى قيادات القطاع. وقال إن سوق الاتصالات الإماراتية تتمتع حالياً بمخرجات تعلمية جيدة وخطط تدريب متكاملة وبرامج إعداد للقادة من شأنها تزويد القطاع بما يحتاجه من كوار مواطنة قادرة على قيادة دفة الابتكار والتحديث.

وأكد أن الهيئة تولي الابتكار أهمية قصوى، كونه عنصراً من المحاور الوطنية لرؤية الإمارات 2021، التي تندرج تحت عنوان متحدون في المعرفة، الذي ينشد تحقيق اقتصاد معرفي ومتنوع ومرن، تقوده كفاءات إماراتية ماهرة وتعززه أفضل الخبرات، بما يضمن الازدهار بعيد المدى لدولة الإمارات وشعبها.
وأضاف أنه من هذا المنطلق حرصت الهيئة على تبني وإطلاق المبادرات التي تعزز الابتكار في العمل والأداء، الأمر الذي من شأنه تقديم أفضل الخدمات، وبالتالي تحقيق سعادة أفراد المجتمع الإماراتي. وأضاف الكتبي: «إن دور الهيئة في تعزيز الكفاءات ونشر ثقافة الابتكار لا يقتصر على الإطار المؤسسي الداخلي، فلدينا مبادرات مجتمعية مهمة في هذا السياق، منها مثلاً هاكاثون الإمارات الذي نقيمه كل عام في إمارات الدولة السبع بالتعاون الوثيق مع مكتب رئاسة الوزراء، وبالشراكة مع عدد من الجامعات الوطنية. 
وكانت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية أطلقت هاكاثون الإمارات للمرة الأولى في 2018، ومنذ ذلك الوقت أصبح حدثاً سنوياً للتنافس الإبداعي على تطوير الحلول والمشاريع الرقمية، استناداً إلى تحليل البيانات المفتوحة. 
وقد بلغ عدد المشاركين في الهاكاثون منذ إنشائه 5240 متسابقاً، قدموا 212 فكرة مبتكرة، واستفادوا من 2610 منظومات بيانات استخدمت في التحليل. 
كما أطلقت الهيئة مخيم هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية للابتكار، وهو مخيم سنوي يهدف لتعزيز مهارات النشء وبناء الشغف بالمهارات التقنية العملية لدى الأجيال الناشئة وتزويدهم بملكات التفكير النقدي والاستخدام الآمن للتقنية والتواصل الاجتماعي والإبداع في صناعة المستقبل. وقد شارك في المخيم أكثر من 15,000 طالب وطالبة حصلوا على تدريبات تقنية، وتمكن الطلبة المشاركون من تركيب وبرمجة ما يقرب من 1000 روبوت من خلال المختبرات المنزلية. 

برنامج بعثة 
ومن ناحيته قال المهندس عمر المحمود الرئيس التنفيذي لصندوق تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن قطاع الاتصالات في الإمارات يشهد حالياً أكبر عملية لصناعة العقول والكوادر المواطنة المتخصصة في أحدث علوم الاتصالات لصياغة واقع جديد أكثر تطوراً وإبهاراً في هذا القطاع الحيوي على مدار الخمسين عاماً المقبلة.
وقال المحمود، إن العديد من الأفراد كانوا يذهبون لتخصصات أخرى غير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى أن أطلق صندوق تطوير الاتصالات برامج بعثة الذي يتكفل بسداد تكلفة الابتعاث لدراسة التخصصات المتقدمة بالقطاع.

  • عمر المحمود

وأضاف المحمود أن الصندوق أطلق برنامج بعثة الذي يبدأ بانتقاء المتفوقين والعقول المتقدة من طلبة الثانوية العامة والراغبين في استكمال الدراسات العليا لابتعاثهم بأرقى الجامعات العالمية في التخصصات المتقدمة في مجال الاتصالات. وكشف المحمود في تصريحاته لـ «الاتحاد»عن وصول عدد الخريجين إلى 300 خريج مواطن متخصص بعلوم الاتصالات وباقي العلوم ذات الصلة، فضلاً عن وجود 700 مبتعث يستكملون دراستهم في أرقى الجامعات المحلية والعالمية.  ولفت إلى أن صندوق تطوير الاتصالات الممول لمشروع بعثة قرر مؤخراً ربط قيمة المكافأة الشهرية للمبتعث بدرجة التحصيل العلمي، مشيراً إلى أنه تم رصد العديد من الآثار الإيجابية لهذا القرار منذ تطبيقه. وأوضح المحمود أن الهيئة تنظر إلى برنامج «بعثة» باعتباره استثماراً استراتيجياً في رأس المال البشري، وأحد أهم مسرعات نقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا في الإمارات، كما أنه ضرورة لبناء مستقبل القطاع في الدولة.
وأكد أن خطط الهيئة في مجال إعداد الكوادر والكفاءات المواطنة شكلت نموذجاً عالمياً وأثبتت فعالياتها ونجاحها، حيث تقود هذه الكفاءات قطاع الاتصالات المحلي، ويمثل شباب الوطن دولتهم خير تمثيل في المحافل العالمية.

«اتصالات»: المواطن نواة الريادة التكنولوجية
أكد الدكتور أحمد بن علي النائب الأول للرئيس للاتصال المؤسسي في«مجموعة اتصالات» أن اتصالات سخرت إمكاناتها التكنولوجية ومواردها المالية والبشرية للمساهمة في الاقتصاد الوطني والارتقاء بمكانة قطاع الاتصالات على المستويين المحلي والإقليمي. 
وقال لـ«الاتحاد» إن البنية التحتية المتطورة لقطاع الاتصالات إحدى الروافد الرئيسة لريادة الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي، علاوةً على رفع كفاءة الخدمات والأداء والتمكين الرقمي.

  • أحمد بن علي

وأكد أن اتصالات تؤمن بأن العنصر المواطن هو النواة الأساسية في بناء وريادة هذا التطور التكنولوجي الذي تشهده دولة الإمارات، وتنتهج من أجل ذلك استراتيجية طموحةً لاستقطاب المواطنين، وإيجاد الحوافز الكافية لإسعادهم، علاوةً على توفير بيئة العمل الصحية الكفيلة بتنمية مواهبهم، إضافة إلى تمكين الكوادر الوطنية بالمؤهلات اللازمة للاستجابة لمتطلبات العصر الرقمي ومواكبة أحدث المستجدات التكنولوجية والقدرة على مواجهة التحديات.  وحققت «اتصالات» إنجازاً غير مسبوق لها في ملف التوطين باستقبالها أكثر من 100 خريج في برنامج «اتصالات» للذكاء الاصطناعي على امتداد عام 2021 وجاء هذا الإنجاز القياسي بعد انضمام ما يزيد عن 60 خريجاً إلى الدفعة الثانية من البرنامج لتكون هذه الدفعة هي الأكبر على الإطلاق في تاريخ الشركة.

التدريب والتّطوير 
وقال إن اتصالات أحد الشركاء والمؤسسين لمركز مركز «إبتيك» للبحث والإبداع والابتكار بالشراكة مع «بريتيش تيليكوم» وجامعة خليفة، والذي حاز العديد من براءات الاختراع، وهو الأمر الذي جاء انطلاقاً من إيمان «اتصالات» بضرورة إرساء الأسس اللازمة والكفيلة بتحقيق تطلعات المستقبل، من خلال دفع عجلة الابتكار ورعاية المبدعين من العلماء والمهندسين وغيرهم، لاسيما وأنها ترى الابتكار والتحول الرقمي هما الركيزتين الأساسيتين لتحقيق التفوق والريادة في قطاع الاتصالات على المستويين المحلي والإقليمي. وأكد أن التدريب يمثل أولوية استراتيجية وركناً أساسياًّ في «اتصالات»، حيث يتم توفير العديد من البرامج لتطوير المهارات القياديّة ومهارات الاتصال الفّعال، كما تم تدريب المواطنين في العديد من البرامج التخصصّية التقنية باستخدام أحدث أساليب تعلم الكبار من خلال الدورات عن طريق الإنترنت، بالإضافة إلى حضور ورش العمل والمؤتمرات محلياً وعالمياً.  واستحدثت اتصالات أكاديميات متخصصة مع شركاء استراتيجيين عالميين مثل: أكاديميّة الرّقميات والتّقنيات الحديثة والمستقبليّة، أكاديمية المبيعات وأكاديمية التميّز في خدمة العملاء، بالإضافة إلى أكاديميات تخصصية أخرى بهدف تأهيل وتمكين الموظّفين المواطنين على الاستمرار في تقديم أفضل الخدمات المتميّزة للعملاء بما يفوق التّوقعات.
وأوضح أن اتصالات عقدت اتفاقيات مع عدد من كبريات المؤسسات البحثية والأكاديمية على مستوى العالم بغرض توفير البرامج التأهيلية والتدريبية لكوادرها البشرية. 

  • الياه سات توفر خدمة الإنترنت عبر الاتصالات الفضائية بجودة عالية (الاتحاد)

الاتصالات الفضائية.. ريادة إماراتية واستعداد للمستقبل
حققت دولة الإمارات العديد من الإنجازات المهمة في الأقمار الصناعية والاتصالات الفضائية، حيث تدير الإمارات في الوقت الحالي تسعة أقمار صناعية ومؤخراً وسعت «الياه سات» أسطولها إلى خمسة أقمار صناعية بعد استحواذها على شركة «الثريا»، أول شركة إماراتية لخدمات الاتصالات الفضائية المتنقلة. 
وشكل قطاع الاتصالات الفضائية في الإمارات ركيزة أساسية لتوفير مجموعة واسعة جداً من خدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، سواء المتنقلة، أو التي تتطلب معدات ثابتة.
وأكدت منى المهيري، الرئيس التنفيذي للأصول البشرية في «الياه سات» أن الإمارات امتلكت زمام السبق والمبادرة في مجال الاتصالات الفضائية واحتفظت بريادتها في هذا المجال على مدار العقدين الماضيين، مشيرة إلى أن الشركة مستمرة في تبني النهج الذي وضعه الأب المؤسس ورؤية القيادة الرشيدة التي ترتكز على الإنسان خلال تنفيذها لمختلف خطط التوسع في مجال الاتصالات الفضائية.
وقالت إنه تماشياً مع رؤية أبوظبي 2030، نطمح لجعل الإمارات في طليعة المساهمين في تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية على الصعيد العالمي من خلال الاستثمار في المواهب المحلية. 
وأضافت أن «الياه سات» تعتبر محطة انطلاق ممتازة للكوادر الإماراتية الشابة الراغبة بالعمل في قطاع الفضاء، ونحن ملتزمون بجذب أفضل المواهب في الدولة والحفاظ عليها وتطويرها، حيث تدعم الخريجين الجدد في المجالات التي يختارونها من خلال التدريب المكثف وبرامج التطوير المهني. 
وقالت إنه تم دعم مختبر الياه سات للفضاء في جامعة خليفة بشكل تام بمهندسين إماراتيين من الخريجين الجدد في مساعيهم لإطلاق أول قمر صناعي مصغر إماراتي من محطة الفضاء الدولية، ونسعى هذا العام لتكرار هذا البرنامج مع مجموعة جديدة من طلاب هندسة الطيران، وسنقدم المزيد من التفاصيل في الشهور المقبلة.

  • منى المهيري

وأضافت المهيري أن قطاع الاتصالات يشكل مكاناً جيداً للعمل مع تواصل التطوّر والنمو الحاصلين فيه، والميزات التي توفرها التقنيات المتقدمة الجديدة لتحقيق المتطلبات المتغيرة لدى العملاء. 

دو: المواطنون المجهزون بالخبرات جوهر النمو المستدام
أكد علي المنصوري نائب الرئيس الأول - الموارد البشرية للأعمال في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو» أن قطاع الاتصالات في دولة الإمارات شهد خلال العقد المنصرم تحولات كبيرة ساهمت بظهور العديد من التقنيات والابتكارات والخدمات الذكية التي غيرت معالم قطاعات الأعمال والمجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أيضاً. 
وقال إن شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة ساهمت منذ تأسيسها بدور محوري في تعزيز التحول الرقمي عبر جميع القطاعات من خلال ابتكار خدمات وحلول اتصال عالمية المستوى، إلى جانب إبرام شراكات عديدة مع الجهات الحكومية وشركات القطاعات الخاص.
وقال إن الشركة تؤمن أن المواطنين المجهزين بالخبرات والمهارات العالية هم جوهر النمو المستدام لأي شركة، ولكي تضمن المؤسسات مواكبة التطورات الجارية وتلبية متطلبات العصر، ينبغي عليها أولاً ضمان تحقيق استدامة الموارد البشرية لديها من خلال تزويد موظفيها بالأدوات والوسائل والمعرفة اللازمة. وندرك بشكل جيد أن إعداد جيل جديد من المواطنين الذين يدركون حجم التحديات والتحولات القادمة يتطلب توفير برامج تأهيل وتدريب وورش عمل يمكن من خلالها تزويد الكادر الوظيفي بالمعرفة والأدوات التي يمكن الاعتماد عليها في العمل. وأكد أن ملف إعداد وتمكين الكوادر المواطنة يحظى بدعم متواصل من الإدارة العليا للشركة والمسؤولين في قسم الموارد البشرية من خلال إطلاق مبادرات وبرامج تدريب استثنائية للشباب الإماراتيين وإتاحة المجال أمامهم للشروع في مسارات مهنية ناجحة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأضاف أن الشركة حرصت الشركة على توفير مسارات وظيفية مجزية لأبناء الإمارات بمختلف أعمارهم ومتطلباتهم، إلى جانب توفير فرص وظيفية بدوام جزئي للإناث والسيدات الإماراتيات وكذلك طلبة الجامعات، بحيث يمكنهم العمل واكتساب الخبرة، بينما يتابعون دراساتهم الأكاديمية.

  • علي المنصوري

وأوضح أن الشركة توفر حالياً العديد من البرامج التدريبية المخصصة للمواطنين تحت مظلة برنامج التوطين «مسار»، وتشمل خططها في هذا الإطار برامج مخصصة لاستقطاب وتأهيل الخريجين الجدد من مختلف التخصصات إضافة إلى برنامج «رؤية» الخاص بتدريب الموظفين العاملين في الشركة، وإلحاقهم بدورات تدريبية سواءً داخل الدولة أو خارجها، بالتعاون مع شركات وهيئات عالمية.

%25 نمو الإنفاق على الذكاء الاصطناعي 
تتسابق دول العالم للحاق بركب الجيل الخامس وأبدت عدة دول منها دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامها بالجيل السادس من شبكات الهاتف المتحرك التي تركز على تطوير نظام عصبي إدراكي يدمج الذكاء الاصطناعي والإدراك اللاسلكي، بما يضمن توفير استجابات ذكية فائقة الفعالية.
وتعتمد عمليات التطوير في مختلف المجالات مثل التشييد والصحة أو التعليم على الاستعداد الجيد للبنية التحتية للشبكات ليبقى قطاع الاتصالات الممكّن الرئيس للتطور في شتى المجالات.
وتشهد الدولة نمواً مطرداً في الاستثمارات الموجه للتقنيات المتقدمة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والبلوكتشين وتحليل البيانات الضخمة والحوسبة السحابية والأمن السيبراني.
ووفق مؤسسة البيانات الدولية «أي دي سي» بلغ حجم الإنفاق على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الإمارات خلال العام الحالي 61.5 مليار درهم (16.75 مليار دولار).
وتستحوذ الدولة على أكثر من 26% من إجمالي الإنفاق على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دول مجلس التعاون.
وتوقعت مؤسسة البيانات وصول حجم الإنفاق المتوقع بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال 2022 إلى 64.8 مليار درهم (17.67مليار دولار) البرمجيات 
وبلغ حجم الإنفاق على البرمجيات خلال العام 2021 نحو 6.7 مليار درهم «1.83 مليار دولار»، من المتوقع أن تصل إلى 7.34 مليار درهم «مليارا دولار» خلال العام 2022
وعلى صعيد أمن المعلومات يبلغ حجم الإنفاق على برمجيات أمن المعلومات في الدولة خلال العام 2021 نحو 866.12 مليون درهم (236.06 مليون دولار) من المتوقع أن تصل إلى 961.6 مليون درهم «262 مليون دولار» في العام 2022.
وتستحوذ دولة الإمارات العربية المتحدة على نحو 20% من إنفاق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على أنظمة الذكاء الاصطناعي «AI» ونما الإنفاق المحلي على الذكاء الاصطناعي 25% في 2020.
ويصل حجم الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدولة إلى 698 مليون درهم «195.76 مليون دولار» بنهاية العام 2021.

8 توصيات
1- التدريب المستمر على التقنيات سريعة التطور
2- الاهتمام بمخرجات مراكز الأبحاث والتطوير في الدولة
3- تمويل المبتكرين من طلبة الجامعات ورواد الأعمال
4- مساعدة القطاع الخاص على تبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة
5- تعزيز استفادة الشركات الناشئة من الشبكات الحديثة
6- توطين صناعة الشبكات والمعدات التكنولوجية
7- تلبية الطلب على الكوادر المتخصصة في تأمين الشبكات فائقة السرعة
8- دراسة دور الأقمار الصناعية في توفير خدمات مجانية