يوسف العربي (ابوظبي)
يبلغ حجم الانفاق على البرمجيات في الإمارات نحو 6.7 مليار درهم «1.83 مليار دولار» بنهاية العام 2021، وفق المؤسسة الدولية للبيانات «أي دي سي» المتخصصة في بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتوقعت «أي دي سي» نمو حجم الإنفاق على البرمجيات في الإمارات بنسبة %9.5 ليصل إلى 7.34 مليار درهم «مليارا دولار» خلال العام 2022، مدفوعاً بتسارع وتيرة الابتكار والتعافي الاقتصادي.
وأكد خبراء بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن المبادرات الحكومية والتطور الهائل للبنية التحتية وتوسيع قدرات ونطاق شبكات «5G» يمهدان الطريق لبناء صناعة برمجيات قوية تعرف طريقها إلى الأسواق الخارجية.
وأشاروا إلى أن نمو صناعة البرمجيات في الدولة يساعد مختلف القطاعات على الولوج إلى الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها التي بدأت في الانتشار بالقطاعات الحكومية والخاصة.
بنية متطورة
من جانبه، قال علاء الشيمي، المدير التنفيذي والنائب الأول لرئيس مجموعة أعمال «هواوي إنتربرايز» بمنطقة الشرق الأوسط لـ«الاتحاد»: إن التطور الهائل للبنية التحتية الشبكية في الإمارات يشكل ركيزة أساسية للابتكار، لا سيما في قطاع البرمجيات.
ونوه إلى أن التوسع بشبكات الاتصالات الحديثة وزيادة قدراتها بما في ذلك شبكات الجيل الخامس والألياف الضوئية فتح آفاقاً لا حدود لها لابتكار برمجيات وحلول لم يكن من الممكن تطويرها قبل هذا النوع من الشبكات المتقدمة التي تتميز بقدرة فائقة على نقل البيانات.
وأشار الشيمي، إلى أن التجربة العالمية أثبتت أن الدول الرائدة في مجال تطوير الشبكات هي الأكثر قدرة على مواكبة تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتبني التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وتحليل البيانات.
وتمثل شبكة «5G» تمثل ركيزة أساسية لتطور صناعة البرمجيات اللحظية التي تعد جزءاً رئيساً من الثورة الصناعية الرابعة التي تتوسع الإمارات في تطبيقاتها في الوقت الراهن.
وتوفر شبكة الجيل الخامس شبكة لاسلكية سرعات عالية وسرعة استجابة فائقة ما يوفر الدعم اللازم للبرمجيات، لا سيما في الروبوتات المتطورة وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.
وفي الوقت الذي يصعب فيه دعم الروبوتات والأجهزة المؤتمتة المتحركة من خلال شبكة الالياف الضوئية تبرز أهمية الجيل الخامس لتوفير هذه السرعات لضمان معالجة برمجية لحظية لتنفيذ الأوامر.
صناعة قوية
وأكد إحسان عنبتاوي، الرئيس التنفيذي للعمليات في مايكروسوفت الإمارات، أن الإمارات من أهم الدول المؤهلة لبناء صناعة برمجيات قوية مستفيدة من توافر بنية شبكية قوية وشركات ناشئة واعدة تعتمد معظمها على مطوري البرمجيات.
وقال عنبتاوي، في تصريحات سابقة: إن مايكروسوفت تدعم برنامج الإمارات لاستقطاب 100 مبرمج يومياً، حيث توفر الشركة منصات تدريبية وتعليمية في مجال البرمجة وبناء التطبيقات والذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي والحوسبة السحابية، حيث قامت الشركة خلال الفترة الماضية بتدريب عشرات الآلاف في هذه المجالات. وأوضح أن الشركة تستخدم منصتين لدعم المبرمجين أولها منصة «فيجوال ستوديو» التي تعد من أهم المنصات لتطوير البرمجيات، ومنصة «جيت هب» التي استحوذت عليها «مايكروسوفت» قبل عامين، والتي تضم 30 مليون مبرمج حول العالم.
وأضاف أن الإقبال على المنصتين في الإمارات كبير جداً، بالنظر لأهمية صناعة البرمجيات والرؤية الحكومية لهذه الصناعة الحيوية.
برنامج وطني
وأطلقت الإمارات أكبر برنامج وطني مختص في تمكين المبرمجين، وإطلاق القدرات الكامنة لدى مجتمعات المبرمجين في الإمارات، وشمل البرنامج 100 ألف إقامة ذهبية، واستحداث 1000 شركة تقنية، وإنشاء 10 أقسام للبرمجة بالجامعات، و100 تحدي برمجة في القطاع فضلاً عن آلية موحدة لتقييم المبرمجين.
من جانبه، قال غانم الشاعر، الرئيس التنفيذي لمجموعة «شيبكال»: إن النجاحات التي حققتها الإمارات في قطاع التكنولوجيا بشكل عام وقطاع البرمجة على نحو الخصوص، تأتي انطلاقاً من رؤية حكومية ثاقبة أسست لقطاع اتصالات متطور لصنع مستقبل أفضل.
وأشار الشاعر إلى أن مشاريع الإمارات في مجال البرمجة، والتي يأتي في مقدمتها مبادرة استقطاب المبرمجين تسهم في تلاقح الأفكار وتوطين تكنولوجيا البرمجة في الدولة لتصبح الإمارات في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال.