لندن (رويترز)
اتفقت منظمة أوبك وحلفاؤها في ختام اجتماعها أمس على الالتزام بالسياسة القائمة على ضخ زيادات شهرية في إنتاج النفط، على الرغم من المخاوف من أن يؤدي سحب الولايات المتحدة من احتياطياتها من الخام والسلالة الجديدة من فيروس كورونا إلى انهيار جديد في الأسعار. وهبط خام برنت أكثر من دولار بعد الإعلان عن الاتفاق ليجري تداوله دون 70 دولاراً للبرميل، بعيداً عن أعلى مستوياته التي سجلها في أكتوبر فوق 86 دولاراً. وسجلت الأسعار في نوفمبر بالفعل أكبر انخفاض شهري منذ بداية الجائحة.
وبموجب اتفاقها الحالي، وافقت أوبك بلس على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر في إطار الرجوع تدريجياً عن تخفيضات الإنتاج القياسية التي اتفق عليها المنتجون في 2020 عندما هوى الطلب على النفط بفعل الجائحة.
تراجع الأسعار
وأدى الاتفاق على الالتزام بهذا الترتيب وإضافة 400 ألف برميل يومياً في يناير، والذي أكدته مسودة بيان لـ«أوبك بلس» ومصادر في التكتل، إلى هبوط الأسعار دون 67 دولاراً قبل أن تتعافى قليلاً. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.21 دولار بما يعادل 1.7 بالمئة إلى 67.66 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.30 بتوقيت جرينتش، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.24 دولار أو 1.8 بالمئة إلى 64.33 دولار للبرميل.
وقالت مصادر قبل الاجتماع إن حالة الضبابية في السوق دفعت التحالف إلى النظر في خيارات مثل الوقف المؤقت للزيادة المقررة في يناير أو زيادة الإنتاج بمقدار أقل.
وحتى قبل ظهور المخاوف من أوميكرون كان تكتل «أوبك بلس» يدرس تداعيات الإعلان الذي صدر الأسبوع الماضي عن الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى المستهلكة للنفط بشأن سحب كميات من احتياطيات النفط الخام لتهدئة الأسعار.
وقال خبراء «أوبك بلس» في تقرير اطلعت عليه «رويترز» أمس الأول إن تأثير أوميكرون مازال غير واضح، رغم أن العديد من الدول بدأت في فرض عمليات إغلاق وقيود أخرى.
السحب من الاحتياطيات
وقال البيت الأبيض أمس إنه يرحب بقرار أوبك بلس بزيادة إنتاج النفط، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة ليس لديها خطط لإعادة النظر في قرارها بالسحب من احتياطيات الخام. وكان ديفيد تيرك نائب وزير الطاقة الأميركي قال أمس الأول، إن إدارة الرئيس جو بايدن قد تعدل توقيت السحب من الاحتياطيات إذا انخفضت الأسعار بشدة.وفي العام الماضي، أجرت «أوبك بلس» تخفيضات قياسية في الإنتاج بلغت 10 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل نحو عشرة بالمئة من الإمدادات العالمية. وتم تقليص تلك التخفيضات منذ ذلك الحين إلى نحو 3.8 مليون برميل يومياً.
تطورات «أوميكرون»
وفقاً لبيان صادر عن تحالف أوبك بلس فإن الاجتماع سيظل في حالة انعقاد لمتابعة تطورات متحور «أوميكرون» الجديد ومواصلة مراقبة السوق عن كثب وإجراء تعديلات فورية إذا لزم الأمر. وفقدت أسعار النفط العالمية أكثر من عشرة دولارات للبرميل منذ يوم الخميس الماضي عندما أصابت أنباء ظهور أوميكرون المستثمرين بالصدمة.
وهبطت أسعار النفط إلى نحو 70 دولاراً للبرميل مقارنة مع أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 86 دولاراً للبرميل في أكتوبر. وسجلت الأسعار في نوفمبر أكبر انخفاض شهري لها منذ بداية الجائحة بفعل مخاوف بشأن تخمة إمدادات بسبب انتشار السلالة أوميكرون.
كما تم الاتفاق على عقد الاجتماع الوزاري الرابع والعشرين لـ«أوبك بلس» في الرابع من يناير 2022. اجتماع «أوبك بلس» أقرّ أيضاً، تمديد فترة التعويض حتى نهاية يونيو 2022 وفقاً لمطالب بعض الدول المتأخرة في الأداء، كما طالب الاجتماع تلك الدول أن تقدم خططها بحلول 17 ديسمبر 2021.
جدد المجتمعون التأكيد على استمرار التزام الدول المشاركة في إعلان التعاون بضمان سوق نفط مستقر ومتوازن، كما أعادوا التأكيد على الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة الكاملة للإنتاج، وآلية التعويض.
وكانت لجنة المراقبة الوزارية في تحالف أوبك بلس بدأت محادثات أمس قبل اجتماع وزاري شامل عبر الإنترنت في الساعة 13.00 بتوقيت جرينتش.