شريف عادل (واشنطن)
في أعقاب ظهور متحور أوميكرون في الولايات المتحدة، استدعى مجلس الشيوخ الأميركي جانيت يالين، وزيرة الخزانة الأميركية، وجيرمي باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي)، ليدليا بشهادتهما فيما يخص توقعات الفترة المقبلة للاقتصاد والوظائف والتضخم الأميركيين.وخلال الاجتماع فاجئ باول الأسواق بإعلان استعداده للإسراع بعملية إنقاص مشتريات البنك من السندات، ليتم الانتهاء منها أقرب من موعد منتصف العام المقبل الذي سبق وضربه قبل ما يقرب من عشرة أسابيع.وخلال استجوابهما الذي استمر على مدار يومين، وبعد فوزه بترشيح الرئيس الأميركي جو بايدن لفترة جديدة في رئاسة البنك المركزي الأكبر في العالم على حساب لائل برينارد المتحفظة على بدء إنقاص مشتريات البنك من السندات، اعترف باول باستمرار معدل التضخم المرتفع أطول مما كان متوقعاً، وطالب بنسيان كلمة «مؤقت» التي سبق وأطلقها عليه، وقال إن «البنك المركزي الأميركي قد يضطر للإسراع بإنهاء سياسات التيسير الكمي» التي طبقها منذ ظهور الوباء وانتشاره في الأراضي الأميركية.
وأضاف باول، الذي يعد أول رئيس للبنك من غير الاقتصاديين في العقود الأربعة الأخيرة، أن «الاقتصاد الأميركي قوي جداً، إلا أن الضغوط التضخمية مرتفعة، وهو ما يجعل التفكير في الإيقاف التام لمشتريات البنك من الأصول مناسباً، ربما قبل شهور من الموعد المقرر».وأكد أن هذا الأمر «سيتم مناقشته خلال اجتماعات لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة التابعة للبنك المقرر عقدها يومي الرابع عشر والخامس عشر من ديسمبر الجاري».
مشتريات السندات
بدورها، أكدت لوريتا مستر، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، انفتاحها لإنقاص مشتريات السندات بمعدل أسرع، ليكون هناك وقت لرفع معدل الفائدة على أموال البنك مرتين قبل نهاية العام القادم إن استلزم الأمر. وفي لقاء لها مع تليفزيون بلومبرج، قالت مستر «تعجيل علية الإنقاص هو بالتأكيد تأمين لنا وتوفير للبدائل، بحيث إنه إذا لم يتراجع التضخم بشكل كبير العام المقبل، نكون في وضع يمكننا من رفع معدلات الفائدة إذا اضطررنا لذلك»، مشيرة إلى أن البيانات التي أتيحت للبنك مؤخراً تدعم هذا التوجه.
ورغم توقع الأسواق إبطاء مشتريات البنك، والاستعداد بعد إنهائها لرفع معدل الفائدة على أمواله، جاءت أنباء احتمالات التعجيل كما سمعها المستثمرون من باول لتزيد من معاناتهم، خاصة وأن مسؤولين في شركة تصنيع اللقاحات مودرنا استبقوها بتأكيد ضعف فعالية اللقاحات المتاحة في الأسواق حالياً في مواجهة متحور أوميكرون. وبانخفاض بنسبة 3.1% في تعاملات يومي الثلاثاء والأربعاء مجتمعين، حقق مؤشر إس آند بي 500 أكبر خسارة له منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، وأصبح مؤشر داو جونز، الذي خسر خلال نفس الفترة 3.14% من قيمته، منخفضاً بنسبة 1.7% من مستواه قبل ستة أشهر كاملة.