شريف عادل (واشنطن)
جذبت صناديق الاستثمار في الأسهم الأسهم الأميركية تدفقات تتجاوز ما شهدته خلال التسعة عشر عاماً السابقة، بعد حصول 60% من الشعب الأميركي على جرعتي المصل، واقتراب البلاد من اكتمال إعادة الفتح واستئناف النشاط الاقتصادي الذي كان قبل ظهور الفيروس.
بمساهمة من الحكومة والبنك الفيدراليين، اللذين أنفقا تريليونات الدولارات على مدار الأشهر العشرين الأخيرة لمساعدة الاقتصاد على تجاوز ركود العام الماضي، أظهر تقرير صادر عن بنك أوف أميركا ومؤسسة EPFR Global المعنية بتحليل البيانات ومتابعة تدفقات الأموال إلى صناديق الاستثمار حول العالم، ضخ المستثمرين ما يقرب من 900 مليار دولار في صناديق الاستثمار في الأسهم التي يتم تداولها في البورصات الأميركية خلال العام الحالي، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ بداية التداول على تلك الصناديق قبل ما يقرب من ثلاثة عقود، بينما لم تجتذب صناديق الاستثمار في السندات سوى 496 مليار دولار، واكتفت صناديق الاستثمار قصير الأجل في سوق المال بتدفقات بقيمة 260 مليار دولار خلال نفس الفترة.
الارتفاعات القياسية
وبعد الارتفاعات القياسية التي وصلت بتقييمات الأسهم لمستويات رآها أغلب المحللين شديدة المبالغة، ومع اتخاذ بنك الاحتياط الفيدرالي قرار بدء عملية إنقاص مشترياته من سوق السندات، التي بدأها العام الماضي في أعقاب ظهور الفيروس لضمان توفير السيولة في الأسواق، عاد الغموض ليسيطر على أسواق الأسهم بشأن تحركاتها خلال العام المقبل، إلا أن حركة الصناديق مازالت تشير إلى أن طمع المستثمرين في الربح مازال أقوى من خوفهم من الخسارة حتى الآن. وخلال 46 أسبوعاً مضت من عام 2021 كانت صناديق أسهم المؤسسات المالية وشركات إنتاج السلع الاستهلاكية والطاقة صاحبة النصيب الأكبر من الأموال المتدفقة للأسواق، بينما لم تسجل تدفقات الأموال إلى صناديق الأسهم قيمة سلبية صافية إلا مرتين، كانت إحداهما الأسبوع الماضي، وفقاً لتقرير بنك أوف أميركا.
معدلات الفائدة
وبرغم تنامي القلق لدى المستثمرين من إقدام البنك الفيدرالي على رفع معدلات الفائدة قريباً، مازالت أسهم شركات النمو، التي يكون أغلبها شركات تكنولوجيا يتوقع لها أن تحقق نمواً في أرباحها خلال الفترة المقبلة أكبر من المعدل المتوسط، ويقل الإقبال عليها مع ارتفاع معدلات الفائدة، مازالت تستحوذ على النسبة الأكبر من التعاملات في السوق الأميركية. وبينما يستقر سعر أسهم الشركات المكونة لمؤشر إس آند بي 500 عند قيمة سوقية تبلغ في المتوسط ثلاثة أضعاف مبيعات الاثني عشر شهراً الأخيرة لتلك الشركات، وصلت 18 من أكثر شركات النمو جاذبية للمستثمرين إلى سعر سهم يصل بقيمتها السوقية إلى نحو 13 ضعف مبيعاتها، وفقاً لشركة داو جونز لبيانات الأسواق.