حسام عبدالنبي (دبي)

استحوذت صناديق الاستثمار على نسبة 58% من الصفقات في مجال الرعاية الصحية في النصف الأول من عام 2021، حسب تقرير لشركة «ألفاريز آند مارسال»، الشركة العالمية المتخصصة في تقديم الخدمات الاستشارية. وأكد التقرير أن 81% من الصفقات في مجال الرعاية الصحية، بين عامي 2016 و2021، كانت مدفوعة بعمليات استحواذ أو دمج لمقدمي الخدمات، ولكن بعد جائحة «كوفيد - 19» أصبحت هناك زيادة في صفقات التكنولوجيا الطبية والصحية والأدوية.
وأوضح التقرير الذي صدر بعنوان «أداء القطاع الصحي الثاني في دولة الإمارات لعام 2021» أنه نظراً لتداعيات «الجائحة»، نشطت المزيد من صناديق الاستثمار في مجال الرعاية الصحية، وجذبت الأرباح المرنة للقطاع في مسار نمو طويل الأجل. وأشار إلى أن الأسهم الخاصة شكلت 50% من الاستثمارات في شركات التكنولوجيا الطبية/ التكنولوجيا الصحية، مع زيادة إقبال المستثمرين، مما أتاح تدفق الصفقات للتعافي في عام 2021، لافتاً إلى تزايد استثمار شركات الأسهم الخاصة في التكنولوجيا الصحية، كما يتضح من زيادة حصة الاستثمار في المرحلة المتأخرة.
ووفقاً لتقرير «ألفاريز آند مارسال»، فقد شهدت عمليات الدمج والاستحواذ في مجال الرعاية الصحية نمواً قوياً خلال النصف الأول من عام 2021، حيث واصل المستثمرون السعي وراء فرص الصفقات في القطاع الذي لعب دوراً حاسماً في إدارة الجائحة، مؤكداً أن الرعاية الصحية تستمر في جذب مستثمرين جدد يبحثون عن فرص استثمارية محلية لتنويع المحافظ، حيث تمثل الأصول المحلية للأدوية والتكنولوجيا الحيوية فرصة مهمة؛ لأنها تدعم توطين الإنتاج وتقليل الاعتماد على الواردات، بالإضافة إلى أنها تشير أيضاً إلى فرصة نمو للاقتصاد المحلي جنباً إلى جنب مع بناء قدرات التصدير.
وقال كريم بن حمر العين، العضو المنتدب ورئيس قسم الرعاية الصحية وعلوم الحياة في ممارسة تحسين الاستراتيجية والأداء لدى «ألفاريز آند مارسال الشرق الأوسط»، إن مقدمو الرعاية الصحية في دولة الإمارات يركزون بشكل نموذجي على الدمج بهدف الحصول على حصة إضافية في السوق عبر العديد من التخصصات الطبية وبؤر الاهتمام، منبهاً إلى أن ذلك أدى إلى مخاوف من زيادة العرض في القطاع إلى جانب حاجة المنظمات إلى التفكير بشكل مختلف فيما يتعلق الاستراتيجية والاستدامة والنمو، على النحو الذي دعت إليه «الجائحة».
ونصح حمر العين، المستثمرون بأن يستهدفوا موفري التخصصات الفرعية لاستكمال سلاسل الرعاية الحالية، ولتعظيم القيمة وتنويع العروض من خلال الإمكانات والخدمات الجديدة. وذكر أن التقرير حدد المجالات التالية «كمناطق جذب لعمليات الاندماج والاستحواذ» في قطاع الرعاية الصحية بدولة الإمارات على المدى القصير إلى المتوسط، وأولها أن يجد مقدمو الخدمات قيمة متزايدة في اعتماد برمجيات التكنولوجيا الصحية، مثل الذكاء الاصطناعي، التحليلات، الحلول السحابية لمعالجة القضايا الحرجة، وتحسين كفاءة القوى العاملة، وتحسين العمليات.

التكنولوجيا الطبية 
وأشار إلى أنه مع تحول التكنولوجيا الطبية المعقدة من الاستخدام التجريبي إلى السائد، سيسعى مقدمو الخدمات إلى دمج هذه التقنيات لتحسين رعاية المرضى وتمييز أنفسهم، ومن المحتمل أن تبني المرافق الرائدة عروض القيمة الخاصة بها حول مجموعة من الأطباء ذوي الكفاءة العالية والدعم القوي للتكنولوجيا الطبية لتحسين النتائج. ولفت إلى أنه على الرغم من التبني المتزايد للخدمات الصحية «عن بُعد»، خلال جائحة «كوفيد - 19»، إلا أنها لا تزال ذات دور محدود في معظم عروض الرعاية الصحية؛ ولذا سيسعى مقدمو الرعاية الصحية إلى تحديد المناطق بشكل انتقائي لنشر الخدمات الصحية عن بُعد لتعزيز القدرات الحالية، مرجحاً أن يواصل أصحاب المصلحة الرئيسيون جهود الدمج بهدف تعويض الرعاية القائمة على القيمة.
ومن جانبها، أفادت الدكتورة سارة ألوم رويز، مديرة الرعاية الصحية وعلوم الحياة في ممارسة تحسين الاستراتيجية والأداء لدى «ألفاريز آند مارسال الشرق الأوسط» في دبي، بأن عمليات الاندماج والاستحواذ في مجال الرعاية الصحية في عام 2021 تتميز بمزيد من الصفقات الاستراتيجية مع النمو الثابت في الرعاية الصحية القائمة على التكنولوجيا.