سيد الحجار (أبوظبي)

أكد خالد عبدالله المرزوقي الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للتبريد المركزي «تبريد» أن الشركة كشفت خلال العام الحالي عن 4 مشاريع تجريبية في إطار التزام «تبريد» بتمويل عمليات البحث والتطوير، موضحا أن الشركة تسعى من خلال هذه المشاريع إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية، وإطالة العمر التشغيلي لمحطات تبريد المناطق ورفع مستويات الموثوقية بقدراتها، فضلاً عن خفض البصمة البيئية للمحطات، وتعزيز جهود ترشيد الطاقة.
وقال المرزوقي لـ«الاتحاد»: إن المبادرات تشمل «مستقبل التبريد»، وتهدف إلى توفير مفهوم جديد لفلسفة التصميم والتحكّم، بالإضافة إلى تحديث كل محطة تبريد مناطق بتقنيات ابتكارية غير تقليدية، مما يسهم في إحداث تحسينات ملموسة في أداء المحطات، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى عمر أطول وتكلفة أقل لدورة حياة المحطات.
وأضاف أن المبادرة الثانية هي «أنابيب الكربون النانوية»، والتي تحمل إمكانات كبيرة لتحسين الأداء والعمر الافتراضي للمحطات والمعدات، بالإضافة إلى خفض البصمة البيئية لمحطات تبريد المناطق وعمليات نقل الطاقة باستخدام مادة أنابيب الكربون النانوية، والتي تتمتع بمزايا استثنائية فيما يتعلّق بنقل الحرارة.
وتابع: كما تم إطلاق مبادرة «توقّع درجة الحرارة الرطبة»، والتي جرى تصميمها لتعزيز جهود ترشيد الطاقة، وذلك من خلال التنبؤ باحتياجات العملاء خلال الـ 24 ساعة القادمة بدقة أكبر لتحسين عمليات إنتاج التبريد بما يضمن كفاءة تشغيلية أكبر، أمّا المبادرة الرابعة فتهدف إلى إعادة تصميم دائرة المكثّف وبرج التبريد في محطات تبريد المناطق، والتي تعد من أهم المكوّنات التي تؤثر بشكل كبير على أداء المحطة. وأوضح المرزوقي أن «تبريد» بدأت برنامجاً خاصاً بالتحوّل الرقمي، حيث ستقوم الشركة بدمج البنية التحتية والعمليات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات في نظم متطوّرة مصممة وفق أعلى المعايير، ويتكوّن هذا البرنامج من عدد من المشاريع الطموحة المخصصة لتأسيس بنية تحتية جديدة لتكنولوجيا المعلومات، والاستفادة من مخزون يتضمّن بيانات تكنولوجيا التشغيل والأعمال على مدى 20 عاماً.
وأكد أن خطط «تبريد» للتوسّع لا تزال قائمةً، كما أن برنامج الشركة للنمو المستدام لم يشهد أي تغيرات.

استحواذات جديدة
وعن عمليات الاستحواذ التي نفّذتها الشركة في السوق المحلي مؤخراً، أوضح المرزوقي أن «تبريد» حققت خلال العاميين الماضيين نمواً كبيراً من خلال سلسلة من عمليات الاستحواذ الاستراتيجية في داون تاون دبي وجزيرة السعديات ومدينة مصدر، بالإضافة إلى جزيرة المارية، حيث تم رفع حصة الشركة في حق الامتياز الحصري لخدمات تبريد المناطق لأبرز وجهات الجزيرة لتبلغ 100%.
وفيما يتعلق بالأداء المالي وحجم السيولة النقدية لدى الشركة، أكد المرزوقي أن السيولة التي تتمتع بها «تبريد» أقوى من أي وقت مضى، وخلال النصف الأول من عام 2021، حققت الشركة صافي ربح بلغ 233.5 مليون درهم، بزيادة 4% بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، كما ارتفعت إيرادات المجموعة بنسبة 22% لتبلغ 869 مليون درهم، كما أن هناك تسهيلاً ائتمانياً متجدداً تبلغ قيمته 600 مليون درهم.

  • خالد المرزوقي

تحديات «الجائحة»
وعن تأثر «تبريد» بجائحة كوفيد-19 من الناحية التشغيلية، قال المرزوقي: برهنت الجائحة على عزيمة موظفي «تبريد» وقدرتهم على التعامل معها بشكل إيجابي، ومن جانبها، قامت الشركة باتخاذ خطوات عديدة للحد من تأثير الجائحة على عملياتها، وفي نفس الوقت توفير الحماية المطلقة لموظفيها وللمقاولين المتعاقدين معها. 
وأضاف: قمنا بترتيب عمليات نقل الموظفين بين المواقع على الرغم من التحديات الكبيرة، كما قمنا بتشييد مساكن مجهّزة بالأساسيات لتأمين الحماية لبعض الموظفين، بالإضافة إلى توفير الطعام والشراب لمنحهم الراحة والقدرة على متابعة أعمالهم وفق المعتاد، وذلك من أجل ضمان استمرار تقديم خدمات مميزة يمكن لعملائنا الاعتماد عليها.
وتابع: نحن مزوّد خدمات أساسي، فنحن نقدّم خدمات تبريد المناطق لعدد من المؤسسات والوجهات المهمة بما فيها المستشفيات، لذا فإن انقطاع خدماتنا ليس خياراً مطروحاً، كان علينا متابعة العمل وابتكار حلول عملية لمواجهة أي مشكلة، لقد أصبحت جميع عمليات «تبريد» رقميةً بمجرد دخول الدولة في مرحلة الإغلاقات، وهذا شهادة تميّز لعدد من الإدارات داخل الشركة، فنحن مستعدون بشكل أفضل من غيرنا للتحديات القادمة.
وأكد أنه لم يتم تسريح أي شخص من «تبريد» بسبب الجائحة، حيث تكاتف جميع العاملين في الشركة لجعلها أقوى وأكثر متانة.

تنوع العملاء
وأشار المرزوقي إلى تنوع قائمة عملاء الشركة، حيث تشمل وجهات ومشاريع رائدة من مختلف القطاعات، بما فيها المرافق الترفيهية، والمعالم السياحية، وأماكن العبادة، والمولات، والمستشفيات وغيرها الكثير.
وأضاف: نولي كل عميل من هؤلاء العملاء أهمية كبيرة، ونعمل على تزويدهم بالخدمات الأساسية التي تتميز بالرفق بالبيئة والكفاءة في استهلاك الطاقة، ونعتمد على التكنولوجيا والبنية التحتية التي تتوافق مع متطلّبات عملائنا الجدد، ونتوقع أن تواصل قائمة العملاء النمو خلال الأشهر والسنوات القادمة، خاصةً أن تبريد المناطق يعد ركيزة أساسية لأهداف الحياد الكربوني التي تسعى الإمارات العربية المتحدة لتحقيقها.

84 محطة في دول «التعاون»
قال خالد عبدالله المرزوقي: إن «تبريد» تمتلك وتدير 84 محطة في دول مجلس التعاون الخليجي، بالإمارات، والسعودية، وعُمان، والبحرين، موضحاً أنه بحلول نهاية العام 2020، تمكّنت الشركة من تزويد عملائها بـ 1404 ملايين طن تبريد من خلال هذه المحطات، فيما سيتم تشغيل المزيد من المحطات في المستقبل القريب.
وأضاف أن «تبريد» تمتلك وتدير حالياً 75 محطة في مختلف أنحاء الإمارات، بواقع 47 محطة في أبوظبي، و22 محطة في دبي، و6 محطات في بقية الإمارات، موضحاً أن هذه المحطات توفر خدمات تبريد المناطق وتتسم بالكفاءة في استهلاك الطاقة لعدد من أهم المعالم والمشاريع في المنطقة، ومنها برج خليفة، ودبي مول، ودبي مترو، ومسجد الشيخ زايد الكبير، وعالم فيراري، ومتحف اللوفر أبوظبي، وكليفلاند كلينك أبوظبي، بالإضافة إلى العديد من أهم الفنادق في الدولة.