يوسف العربي (دبي)

قال سلطان بن مجرن مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي، إن قيمة المبيعات العقارية في دبي خلال الربع الثالث من العام الجاري تجاوزت 42 مليار درهم عبر 15 ألف مبايعة، محققة أعلى مستوى فصلي للمبيعات منذ الربع الرابع 2013.
 وأوضح ابن مجرن، خلال مؤتمر سيتي سكيب جلوبال في دبي أمس، أن الربع الأول من العام شهد تسجيل أعلى عدد للرهون العقارية في دائرة الأراضي والأملاك بأكثر من 6 آلاف رهن عقاري بقيمة 39 مليار درهم.
 ولفت إلى أن الحركة العقارية في دبي كانت مستقرة حتى أثناء الجائحة ولم يكن هناك هبوط قوي، وسجلت 20 - 22 مليار درهم في شهري الإغلاق خلال العام الماضي، معتبراً أن ذلك دليلاً على أن حركة التحسن مستمرة وما يحدث حالياً من زخم كبير يدعم هذا التحسن خصوصاً مع تنظيم إكسبو ومكانة الإمارات وحكومة دبي وما يقدمانه من حوافز داعمة.

الحركة المعمارية والاقتصادية
ونوه ابن بطي بنشاط الحركة المعمارية والاقتصادية في دبي، مؤكداً أن الإمارة تخطو خطوات مستقبلية طموحة جداً.
وقال مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي: إن دبي تخطو خطوات واثقة نحو مستقبل عقاري واعد بعد أن لامسنا آثار جائحة كورونا في جميع جوانب حياتنا وتجاوزناها بصمود وقوة لنكون استباقيين ونحقق نمواً إيجابياً من خلال تحدينا لهذه الأزمة ليصبح القطاع العقاري أكثر قوة ونضجاً.
وأضاف ابن مجرن أنه بفضل حسن إدارة الأزمة من جانب الحكومة بتوفير جميع الممكنات والدعم والمحفزات إضافة إلى التكامل الملموس بين القطاع العام والخاص، زادت ثقة المستثمر في اقتصاد دبي وانعكس ذلك على أداء السوق العقاري الذي حقق قفزات هائلة عززت من أنشطته وجاذبيته.

 إقبال كبير 
ورداً على سؤال حول فائض المعروض في السوق العقارية في دبي قال ابن بطي:لا يوجد شيء يسمى فائض معروض لدينا مشاريع تطرح وخلال أسبوع أو اثنين تتم عمليات الشراء من قبل المستثمرين.
وكشف أن المستثمرين القادمين إلى دبي أصبحوا مستثمرين جدداً، مشيراً إلى أن نسبة المستثمرين الجدد بالقطاع العقاري أكبر من المستثمرين الذي يعيدون الاستثمار في القطاع العقاري.
وأوضح أن المستثمرين الجدد اختاروا دبي كمحطة للإقامة والاستثمار فيها خصوصاً أصحاب رؤوس الأموال القوية، ليعكس الثقة الكبيرة في دبي كمدينة والإمارات كحكومة رشيدة حققت نجاحاً قوياً.
وأفاد بأن الأمور تستمر في التحسن ونسير بخطى ثابتة نحو تحقيق خطة دبي الحضرية 2040 والانتقال إلى حياة أفضل بالمستقبل.

فرص كبيرة 
وانطلقت أمس أعمال قمة سيتي سكيب العالمية في مركز دبي للمعارض (موقع إكسبو 2020). وتناول مسؤولون ومتخصصون ومراقبون للقطاع العقاري والاقتصادي بوادر الانتعاش الأولى، ومع ارتفاع أسعار العقارات الفاخرة، والفرص الكبيرة للقطاع العقاري في دبي خاصة بعد تجاوزها تداعيات كوفيد -19، 
وتناولت القمة الخطة الحضرية لدبي 2040 لتكون أفضل مدينة للعيش والعمل في العالم.
 وقال ناصر بوشهاب المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في هيئة طرق ومواصلات دبي: من المتوقع أن يرتفع عدد السكان المقيمين في دبي من 3.3 مليون نسمة في 2020 إلى 5.8 مليون نسمة في 2040، وسيرتفع عدد المتواجدين بالإمارة خلال ساعات النهار من 4.5 مليون نسمة من 2020 إلى 7.8 مليون نسمة في 2040، حيث سيتم استغلال المساحات المتوفرة ضمن حدود خط التنمية العمرانية الحالي، وستتركز التنمية العمرانية في نطاق المنطقة الحضرية القائمة.
 وأضاف أنه سيتم توفير كل احتياجات السكان من خلال تطوير مراكز خدمية متكاملة بكل مناطق دبي سيراً على الأقدام أو باستخدام الدراجة الهوائية أو وسائل التنقل المستدام، والتركيز على رفع مستوى جودة الحياة، ورفع الكثافة السكانية ضمن المناطق القريبة من محطات النقل الجماعي الرئيسة. 
وتضمن المخطط الحضري 2040، توفير الاحتياجات الإسكانية المستقبلية للمواطنين في مجتمعات متكاملة وفق أفضل المعايير العالمية التخطيطية تشمل المساحات الخضراء والمراكز التجارية والمرافق الترفيهية بما يعزز من جودة ورفاهية حياة المواطن لأكثر من 20 عاماً، حيث ستصل مساحة الأراضي المخصصة لإسكان المواطنين إلى 157 كيلومتراً مربعاً في 2040، وتتضمن الخطة إعادة إسكان المواطنين في المناطق القديمة لتعزيز ارتباطهم بتلك المناطق.

 المساحات الخضراء والترفيهية
ووفقاً للخطة ستتضاعف المساحات الخضراء والترفيهية والحدائق العامة، يتم توزيعها لخدمة أكبر عدد من السكان، وسيتم إنشاء شبكة من المسارات الخضراء تربط مناطق الخدمات والمناطق السكنية وأماكن العمل، لتسهيل حركة المشاة والدراجات ووسائل التنقل المستدام عبر أنحاء المدينة، وذلك بالتنسيق مع المطورين والجهات الحكومية المعنية، وستتضاعف مساحة الأنشطة الفندقية والسياحية بنسبة 134%، وسترتفع مساحة الأنشطة الاقتصادية إلى 168 كيلومتراً مربعاً لتعزيز مكانة دبي كمركز اقتصادي ولوجستي عالمي، وزيادة مساحات الأراضي المخصصة للمنشآت التعليمية والصحية بنسبة 25%، كما ستزيد أطوال الشواطئ المفتوحة للجمهور بنسبة 400% في عام 2040.
وتشمل خطة دبي الحضرية 2040، استكمال خطة التنمية والتطوير لمنطقة حتَّا خلال العشرين عاماً المقبلة، وتتضمن تطوير خطة تنمية متكاملة للمنطقة تتماشى مع توجه الدولة نحو تشجيع السياحة الداخلية والعمل على استقطاب المزيد من السياحة الخارجية، وذلك من خلال تعزيز جاذبية منطقة حتّا ومقوماتها الطبيعية والتراثية والحفاظ على استدامة بيئتها.

وضع مثالي 
قال إيان غولدين أستاذ العولمة والتنمية في جامعة أكسفورد: يوجد فرص كبيرة لدبي التي توفر العيش والعمل بأجواء ممتعة. وأضاف: أنا متفائل، فنحن نشهد حقاً ارتداداً عن المستويات التي رأيناها قبل الوباء وسيستمر هذا.
وأوضح غولدين أن دولة الإمارات العربية المتحدة في وضع مثالي لتكون جسراً ومركزاً للاقتصاد، مضيفاً أن تكوين النشاط الاقتصادي يتحول بانتظام من التصنيع إلى الخدمات كالرقمية والمالية والخدمات العمة، والضيافة، والصحة والتعليم.

إطلاق مؤشر أسعار العقارات التجارية
أطلقت دائرة الأراضي والأملاك في دبي أمس بالتعاون مع شركة جيه إل إل، للاستشارات والاستثمارات العقارية، أول «مؤشر لأسعار العقارات التجارية بدبي» خلال فعاليات معرض سيتي سكيب العالمي 2021.
ويأتي إطلاق المؤشر ضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في أواخر عام 2020، وقد أعلنت عنه ماجدة علي راشد، المدير التنفيذي لقطاع تشجيع وإدارة الاستثمار العقاري بدائرة الأراضي والأملاك، وتيري ديلفو، الرئيس التنفيذي لشركة جيه إل إل الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويُعد مؤشر أسعار العقارات التجارية بدبي المؤشر الوحيد من نوعه في الإمارة، وسيكون مصدراً موثوقاً للبيانات للمستثمرين والشركات والمؤسسات. بالإضافة إلى ذلك، سيساعد المؤشر المستثمرين على رصد أداء السوق التجاري عند اتخاذ قرارات الاستثمار وإدارة المحافظ.
وقالت ماجدة علي راشد: «إن مؤشر أسعار العقارات التجارية يشكل قيمة مضافة للقطاع العقاري في دبي، ونتطلع إلى التعاون مع شركائنا من شركة (جي إل إل) ليكون المؤشر على قدر عالي من الثقة والشفافية، التي تسهم بدورها في تمكين وتعزيز المناخ والبيئة الاستثمارية العقارية في الإمارة».