ريم البريكي (أبوظبي)

 أحمد مبارك المزروعي دفعه عشقه للنحل والعسل إلى الاستثمار في إنتاج العسل، بيد أنه لجأ إلى البحر لتربية النحل وإنتاج عسل بحري إماراتي.
انطلقت رحلة المزروعي نحو الاستثمار في العسل منذ سنوات طويلة، لتصل إلى إنتاج أقراص العسل والعسل الصافي بكميات كبيرة، محاولاً تلبية الطلب المتزايد والمستمر لعمليات شراء العسل محلياً. 
وحول بداية المشروع، يقول المزروعي: «بدأت مشروعي في العام 2001، برأس مال لا يتجاوز الـ3000 درهم» وست خلايا نحل فقط، واليوم أملك أكثر من 500 خلية نحل».
واجه المزروعي في بداية تأسيس المشروع مشكلة إيجاد مزرعة لتكون الموطن الثابت للنحل، فاتجه لاستئجار مزرعته لتربية النحل، وركز على اختيار أنواع محددة من الأشجار المعروفة بأن العسل المنتج منها يعد الأفضل مثل شجرة السدر والسمر، وهما من الأشجار الموجودة في الإمارات، وخلال فترة منذ بداية مشروعه تمكن أحمد المزروعي من استئجار مزارع أخرى بلغت نحو 5 مزارع، وكما اعتمد النحال الإماراتي أحمد المزروعي على الترحال والتنقل من موقع لآخر، وذلك بحثاً عن أفضل المواقع في الدولة لإنتاج عسل مميز.
ويتطلع المزروعي إلى أن يملك مزرعته الخاصة التي يستطيع أن يجعلها مزاراً سياحياً لمحبي تربية النحل، ولتعريف الزوار والسياح بالمنتج المحلي، وبمنتجاته الفريدة، ومنها أول عسل بحري من شجرة القرم، وعسل الغاف التي ترمز كشعار للتسامح في الدولة، كذلك شجرة الأشخر.
وأشار المزروعي إلى أنه لم يرث هذه المهنة، وكل مصادر معلوماته عن تربية النحل جاءت من تعلمه وقراءته المكثفة عن كل ما يتعلق بالنحل، كما أنه كان يقف متابعاً للنحالة العاملين بمزرعته واستفاد منهم، وبعد عشرين عاماً قدم المزروعي خبراته في تربية النحل عبر دورات بالمجان للعديد من الجهات، منها على سبيل المثال مدارس طلاب أجنبية تابعة لإمارة دبي، ومن الشارقة، كذلك مراكز تحفيظ القرآن وجمعيات نسائية.

إنتاج محلي 
وأراد المزروعي كمواطن إماراتي أن ينقل رسالة للعالم أن دولة الإمارات لديها ما يميزها بالإنتاج، حتى في العسل والذي يقتصر في العالم على أنواع محددة من الأشجار والزهور، ولكن البيئة الإماراتية أنتجت عسلاً جديداً وبمميزات وخواص جديدة ذات جودة عالية وفيها فوائد صحية وعلاجية كثيرة، ومنها عسل الغاف وعسل القرم وعسل الأشخر، ويعد عسل القرم أول عسل بحري على مستوى العالم وتم إنتاجه من أشجار القرم في إمارة أبوظبي.
ورأى المزروعي أن الدولة تمتلك الطبيعة المناسبة لتربية النحل، والقدرة المالية والاستثمارية لدعم مشاريع تربية النحل وتوفير الأمن الغذائي عبر دعم ملاك النحل، وحثهم على زيادة الإنتاج من هذه المنتجات التي وجدت ترحيباً واسعاً عند عرضها في المعارض الدولية، وعند تصديرها لدول خليجية مثل السعودية التي حظي بها العسل الإماراتي قبولاً كبيراً وطلباً واسعاً، وهناك طلب عالمي على العسل المنتج محلياً، بيد أننا ونتيجة للطلب المحلي المتزايد والقوي لم نتمكن من تغطية الطلب داخل الدولة، لذلك فضلنا التركيز على السوق المحلي أولاً، ومن ثم سنتوجه لتلبية الطلب العالمي. 
وتنتج مناحل المزروعي سنوياً ما يقارب من 5-7 أطنان من جميع أنواع العسل، ويؤكد أن هذه الكمية الكبيرة تنفد مع نهاية السنة ليبدأ العام الجديد مع طلبات مضاعفة على العسل.
وأكد المزروعي أن اقتصاره على تصدير نماذج من إنتاج العسل كان فقط ليعرف العالم بالمنتج الإماراتي من حيث جودته وإنتاجه، كما شارك بمسابقات كثيرة على مستوى الخليج أو حصل خلالها على المركز الثاني وعن منتجه عسل الغاف.

شهادات جودة ومطابقة
وحرص المزروعي على توثيق جودة العسل المنتج بمزارعه من خلال شهادات الجودة والمطابقة الإماراتية التي تمنح أي منتج السمعة الطيبة والثقة الأكيدة، وذلك بفضل مصداقية وقوة أجهزة الرقابة والتفتيش والمختبرات في الإمارة التابعة لمجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، مشيراً إلى أن الكثير من المستثمرين والعملاء من خارج الإمارات يؤكدون لنا كمستثمرين محليين على ثقتهم المطلقة بأي منتج صنع في الإمارات لهذه القوة والإمكانيات في فحص المنتج بدقة عالية في المختبرات قبل منحه شهادات مطابقة للمواصفات والمقاييس المحلية.
استلم المزروعي ثلاث شهادات من منظمة الآيزو، في الأمن، والنظافة، وجودة إنتاج العسل، وكذلك تم تسليمه عبر مشاركاته العديد من الشهادات، منها شهادة مهرجان الوثبة ومهرجان ليوا، مهرجان عجمان والذيد للرطب، مهرجان حتا، هذا بالإضافة لمشاركاته السنوية والمستمرة لجميع المهرجانات المحلية ودوماً تحتل مشاركته المراكز الأولى.

أسعار متفاوتة
وعن أسعار منتجات العسل أشار المزروعي إلى أن الأسعار تختلف، وتبدأ الأسعار من 100 درهم وتتصاعد الأسعار للأعلى بحسب كمية العسل ونوعه، ويبلغ سعر كيلو عسل السدر نحو 200 درهم، وعسل شجرة السمر بنحو 300 درهم للكيلو، كما تختلف الأسعار من تاجر لآخر وتتراوح أسعاره في الغلب ما بين 200-500 درهم ولا يمكن المزايدة على سعر أعلى من ذلك، فيما أن سعر العسل الأبيض نحو 300 درهم للكيلو، وعسل القرم 200 درهم، وسعر الكيلو من عسل شجرة الغافة 150 درهماً، وهذه الأسعار في متناول الجميع وغير مبالغ بها، مبيناً أن الأسعار تعود لاختلاف الأشجار وطرق العناية بها وندرتها وكثرتها.