دبي (الاتحاد) أكدت تسع مؤسسات من أصل 10 في دولة الإمارات العربية المتحدة (90%) أن  حماية البيانات أصبحت أولوية قصوى في استراتيجيتها الأمنية أكثر من أي وقت مضى، نظراً لتنامي تحديات المشهد الأمني بشكل عام، حسب دراسة أجرتها مؤسسة البيانات الدولية "IDC" بتكليف من شركة مايكروسوفت حول أبرز التوجهات الأمنية للمؤسسات في دولة الإمارات، والتي سلطت الضوء على أحدث التطورات الأمنية السحابية عبر جميع الصناعات والقطاعات في الدولة.
وكشف الدراسة، التي تم استعراضها خلال معرض جيتكس جلوبال بدبي، أن نسبة اعتماد المؤسسات على إمكانات الحوسبة السحابية آخذه بالارتفاع، حيث يتطلع قادة الأعمال إلى امتلاك المرونة اللازمة والقدرة على التكيف والتطور لضمان استمرارية الأعمال ونموها. وبهذا الصدد أظهرت الدراسة الاستطلاعية "IDC" أن أكثر من 70% من الشركات قامت بتسريع وتيرة خطط التحول الرقمي الخاصة بها لمدة عام على الأقل ، في حين تصدرت الحلول السحابية النسبة الأعلى لهذا التوجه في خضم تزايد ثقة المؤسسات بالاعتماد على قدرات الحوسبة السحابية للاستعداد والتكيف لما بعد حقبة الجائحة.

الحوسبة السحابية
يذكر أن المعدلات العالية للعمليات السحابية بشكل عام جذبت انتباه الجهات التي تتبنى الهجمات الضارة، لذلك شهد العالم مؤخراً زيادة ملحوظة في الهجمات الإلكترونية. وفي هذا السياق بالتحديد شهدت دولة الإمارات قفزة كبيرة بلغت نسبتها 250٪ في الهجمات الإلكترونية خلال عام 2020. ويعزى ذلك بسبب تداعيات أزمة جائحة (كوفيد-19) التي أجبرت الناس على التعلم والعمل والتسوق والاتصال عبر الإنترنت أكثر من أي وقت مضى، الشيء الذي بدوره أدى إلى اتساع نطاق مشهد التهديدات نظراً للضغط الكبير على استخدام الأجهزة والشبكات ونقاط الاتصال لتلبية احتياجات الناس، وبالتالي أسفر هذا الأمر إلى الحاجة لاستراتيجية أمنية قوية قادرة على ردع مخاطر التهديدات الأمنية المتزايدة.
هجمات برامج الفدية
كما أشارت الدراسة إلى أكبر التحديات الأمنية التي واجهتها المؤسسات في دولة الإمارات خلال العام الماضي، والتي تمثلت في هجمات برامج الفدية والبرامج الضارة الأخرى، ونتيجة لذلك جاء الاعتماد على الحلول الأمنية الخاصة بحماية نقاط الاتصال والأجهزة والتي يطلق عليها بمصطلح (نقاط النهاية)، كحل أمني أساسي تستخدمه أقسام تكنولوجيا المعلومات على صعيد المؤسسات لضمان حماية نفسها من هذه البرامج.
وفي إطار الضغوطات التي تشعر بها المؤسسات من قِبَل الجهات التنظيمية الحكومية من أجل ضمان حماية بيانات المؤسسة والموظفين والعملاء، كشفت الدراسة أن الاعتماد على خدمات الحوكمة الأمنية وإدارة المخاطر والامتثال (GRC) ساهمت في تعزيز عمليات الامتثال في ظل الاقتصاد الرقمي المعاصر، ومن هذا المنطلق وضعت 95% من المؤسسات شأن حماية بيانات العملاء على رأس أجندة استراتيجياتها الأمنية.
الأمن السيبراني
وقال محمد عارف رئيس مجموعة أعمال الشؤون الأمنية وبيئة العمل الحديثة لدى مايكروسوفت الإمارات "ليس هناك أدنى شك بأن مشهد التهديدات الأمنية أصبح أكثر تعقيدًا. وبالرغم من تطور حلول الأمن السيبراني بشكل كبير في الآونة الأخيرة ، إلا أن الجهات الضارة تعمل في نفس الوقت على تطوير هجماتها وأساليبها باستمرار دون توقف. وأود التنويه بأنه أصبح على المؤسسات مراعاة قضية الأمان في كل خطوة لكي تتمكن من متابعة رحلة التحول الرقمي الخاصة بها ، وضمان الحصول على بيئة رقمية أكثر أمانًا للجميع".