لمياء الهرمودي (الاتحاد)
يشهد سوق الحراج في الشارقة حركة نشطة، وإقبالاً لافتاً من الجمهور منذ افتتاحه عام 2016 بمنطقة الرقعة الحمراء، حيث يشكل وجهة رئيسية لبيع وشراء السيارات، كما يسهم في دعم قطاع تجارة السيارات وتنشيط الحركة الاقتصادية في الإمارة، بحسب سعيد مطر السويدي مدير سوق الحراج الذي أكد في حوار مع «الاتحاد»، أن الحركة النشطة تتطلب تطوير المكان والخدمات والآليات والإجراءات، بحيث يكون قادراً دوماً على تلبية احتياجات الجميع، سواء من الزوار والزبائن، أو التجار والعمال.
وقال السويدي: نحرص دوماً على البحث ومناقشة أفكار ومقترحات ومبادرات حيوية متنوعة، تسهم في استمرار الارتقاء بخدمات السوق المقدمة للتجار وأصحاب المعارض والزبائن، وتطوير تلك الخدمات، وبالتالي التأكيد على مكانة سوق الحراج المرموقة.
وبين أن من بين بعض مشاهد التطور في المكان لمسات جمالية، ومطاعم وكافتيريات، وكل ما له أن يسهم في المزيد من الجذب للسوق ويحوله إلى وجهة مميزة للجمهور.
وقال: سوق الحراج يمثل بيئة استثمارية حقيقية، تلبي كافة متطلبات التجار والمستثمرين، حيث يسهم السوق في تعزيز تنافسية إمارة الشارقة، وبالتالي فإن العملية التطويرية والتنموية للسوق مستمرة ومتواصلة.
ونوه بأن السوق سجل نمواً بنسبة 30% في إنجاز معاملات التراخيص، حيث أنجز مركز التراخيص وتسجيل الآليات الواقع في سوق الحراج في الشارقة 17083 معاملة خلال الربع الأول من العام الحالي، موزعة بين تسجيل ونقل ملكية وحيازة وتصدير وبيع وشراء بزيادة نحو 3 آلاف معاملة عمّا أنجزته في الفترة نفسها من العام الماضي 14042 معاملة.
وأشار مدير سوق الحراج بالشارقة إلى أن ما يميز السوق عن بقية الأسواق، كونه يعتبر الوجهة الأبرز لتجار ومتسوقي وعشاق السيارات من مختلف الموديلات والتشكيلات، هو وجهة واحدة لكل ما يتعلق بعالم السيارات، ويتوافر فيه ماركات عالمية، وسيارات مستعملة وجديدة، تناسب ميزانية كل مستهلك ومتعامل، إلى جانب مجموعة واسعة من السيارات من مختلف الماركات العالمية، وتجربة سيارات متكاملة، في ظل سهولة وشفافية الإجراءات في السوق لمصلحة المستهلك، وتوافر مختلف الخدمات والتسهيلات تحت سقف واحد.
ونوه بأن السوق يهدف إلى إعادة صياغة أنظمة ومعايير عالم السيارات في إطار من الشفافية، وإيجاد بيئة تنافسية تعود بالفائدة على المشتري والبائع على حد سواء، ضمن وجهة واحدة حافلة بأجواء من الراحة، والقيمة، والثقة، والتنوع، كما يسهم في دعم قطاع تجارة السيارات وتنشيط الحركة الاقتصادية في الإمارة، ويتماشى مع الخطط الاستراتيجية للإمارة، في إنشاء موقع مخصص يضم كل التسهيلات والخدمات والمرافق التي تلبي احتياجات العاملين في سوق السيارات.
وبين أن السوق يعتبر من أهم المنصات العالمية لتجارة السيارات، وتصنف من أكبرها عالمياً، لتفردها ببنية تحتية متطورة، حيث تشكل حلقة وصل بين تجار السيارات والمستهلكين.
وأضاف السويدي أن سوق الحراج في الشارقة يضم أكثر من 415 معرضاً و70 محلاً لخدمات العناية بالسيارات، والإكسسوارات، وغيرها من مستلزمات السيارات، ويتوافر فيه نحو 20 ألف موقف اصطفاف لسيارات المعارض، ونحو 5 آلاف موقف يتسع للزوار ومرتادي السوق، ويهدف إلى توفير وجهة رئيسية لبيع وشراء السيارات في الشارقة، ما يسهم في دعم قطاع تجارة السيارات وتنشيط الحركة الاقتصادية في الإمارة.
تحديات
وحول أهم التحديات التي تواجه سوق بيع السيارات المستعملة والجديدة، أوضح السويدي: في الحقيقة ليس هناك من مشروع بلا تحديات، لكن الأهم من تلك التحديات، مهما كانت طبيعتها ونوعيتها، هو كيفية التعامل معها. هناك تحديات في السوق الأكبر على مستوى المنطقة، بدءاً من استقبال التجار وأصحاب المعارض، وكيفية التعامل معهم، مروراً بمختلف التفاصيل اليومية والإجراءات والقوانين، وتجاوز أي عقبة، وحل أي مشكلة وفق هذه الروح التي تتعلق بأن النجاح لنا جميعاً. مثلاً تم حل مشكلة الدلالين وما يرتبط بها، من خلال العمل على تنظيم وتوضيح آليات وجودهم، من أجل التاجر والزبون و«الدلال»، حيث أصبح الدلال موظفاً يتبع لأحد المعارض، ولم يعد اسمه دلالاً، بل موظفاً، وكذلك فيما يتعلق بجائحة «كورونا»، حيث عملت بعض الدول على الإغلاق ما أثر على حركة الاستيراد والتصدير.
وفي جانب تقييم أسعار السيارات، واعتبارها منافسة للوكالات، قال: حرصنا على توفير أفضل الشروط والظروف للجميع، ونعتقد أن الأسعار مناسبة للجميع، وليس مطروحاً على الإطلاق فكرة المنافسة مع الوكالات، نحن سوق حراج يوفر للمستهلك من داخل الدولة ومن خارجها مختلف الطرازات والموديلات، والوكالات موجودة عندنا في السوق، وبالتالي الخيار يكون للمستهلك ورغباته واحتياجاته وأوضاعه المالية والاقتصادية وحاجته.
ارتفاع الأسعار
وتطرق إلى السبب الرئيسي في أن يشهد سوق السيارات ارتفاعاً في الأسعار مقارنة بالبلدان الأخرى، في قيمة السيارات، مشيراً إلى أن الارتفاع في الأسعار عموماً مرتبط بحركة الأسواق وموضوع العرض والطلب وموضوعات التصنيع ومختلف التفاصيل الأخرى، وبالتالي، فإن الأسعار هنا في سوق الحراج لا تبتعد عن تلك القاعدة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأسعار في متناول الجميع وهي مناسبة، في ظل تنوع هائل من الطرازات والمواصفات التي تلبي مختلف الأذواق والرغبات. وأضاف مدير سوق الحراج بالشارقة: أدى ارتفاع أسعار النفط إلى تراجع الإقبال على السيارات الكبيرة عموماً، وسيارات الدفع الرباعي والرياضية، ذات المحركات الكبيرة والأسطوانات 8 وما فوق، لمصلحة السيارات ذات المحركات الصغيرة والأسطوانات الأربع، التي يقل استهلاكها للبنزين مقارنة بالسيارات الكبيرة.
وحول آلية عمل السوق خلال فترة الوباء وكيف أثر انتشاره على السوق، قال: لقد وضعت إدارة سوق الحراج صحة وسلامة موظفي ومرتادي السوق وزواره على رأس أولوياتها، إذ تضمنت قياس درجة حرارة الموظفين والمتعاملين، وتوفير الكمامات والقفازات، والمعقمات عند مكاتب تقديم الخدمات والاستقبال، مع إلزام الجميع بارتداء كمامة الوجه. وأضاف: بالنسبة للخدمات وتجديد العقود، فقد تم توفير خاصية تقديم طلبات تجديد العقود عن بُعد، عبر التطبيقات الذكية والبريد الإلكتروني، وأيضاً من خلال صناديق التسلم الخارجية والاتصال عبر الهاتف المحمول والرسائل النصية القصيرة، بجانب توفير كافة الخدمات التي يقدمها السوق للتجار وأصحاب المعارض والزبائن.
وأوضح أن السوق أعلن مؤخراً إعفاء أصحاب المعارض المستأجرين لديه من الإيجار لمدة ثلاثة أشهر.
نسب الإشغال
يشكل السوق الذي بلغت نسبة الإشغال به 99% بالمائة خلال النصف الأول من العام الحالي وجهة رئيسية لبيع وشراء السيارات في الشارقة، ويشهد حركة نشطة وإقبالاً لافتاً في ظل الالتزام وتطبيق كافة الإجراءات والتدابير الوقائية والاحترازية والإرشادات التي تعمل على سلامة الزوار والتجار والمتعاملين.
جاء السوق على مساحة تزيد على 420 ألف متر مربع، بتكلفة 250 مليون درهم، وهو الأكبر على مستوى المنطقة، ويضم معارض للسيارات، ومحال متعددة الأغراض لبيع زينة السيارات، وقطع الغيار، ومركزي تعديل السيارات، وتوافر خدمات الفحص الفني وتسجيل المركبات، ما يوفر على أصحاب المعارض والزبائن الكثير من الوقت والجهد، ومختلف الخدمات والكماليات تحت سقف واحد، بالإضافة إلى توافر منطقة مخصصة للمزاد.
آليات جديدة
قام قطاع إدارة الأصول في شركة الشارقة لإدارة الأصول، بتطوير وإطلاق منصة وتطبيق شرّاي، بهدف دعم عمليات بيع وشراء السيارات في سوق الحراج بالشارقة، ولمواكبة التطور التكنولوجي في جميع القطاعات. وتتيح المنصة الرقمية وتطبيق شرّاي الذكي، الفرصة للتجار والجمهور للتسوق بسهولة للوصول إلى سوق الحراج للسيارات، لعرض سياراتهم الجديدة والمستعملة، ما يمكن التجار من الوصول إلى نطاق واسع من المتعاملين والزبائن من السوق المحلي، والأسواق الإقليمية والعالمية، وفق أفضل المعايير التقنية.