ريم البريكي (أبوظبي)
كثيرٌ من المتسوقين، ونحن منهم، يذهبون لشراء سلعة ما من منفذ للبيع لا تكلف أكثر من 50 درهماً، لكن في نهاية عملية التسوق يعودون بسلال تزيد قيمتها على 500 درهم.. معظم هذه البضاعة ليست طارئة ولكن انخفاض الأسعار والعروض تغري لاقتناص الفرصة.
معظم الأسر تعد موازنة بداية كل شهر على مصروفاتها والتزاماتها، وبطبيعة الحال المستلزمات الاعتيادية كالأكل والشرب ولوازم البيت تكون في الطليعة، لكن غالباً ما تتعرض هذه الموازنات للخروق والتعديلات مع وجود التخفيضات والعروض المغرية.
وأوصى خبراء اقتصاديون باتباع عدد من الخطوات الأساسية لتحقيق المعادلة الناجحة في عمليات شراء مستلزمات البيت الشهرية من الأطعمة والتي تعرف محلياً باسم «روشن البيت»، وتجنب هدر الراتب الشهري.
وقال الدكتور عبداللطيف العزعزي، خبير اقتصادي ومستشار ريادة أعمال: فيما يتعلق بإدارة ميزانية المنزل وفقاً للدخل أو راتب الموظف، هناك دوائر للانفاق، منها دائرة تتعلق بالمعيشة من مستلزمات المطبخ والمخزن، ودائرة أخرى تتعلق بالاحتياجات لكل الأفراد، ودائرة تضم كل ما يتعلق بالترفيه والمناسبات، ودائرة تهتم بالادخار، وهي أساسية يقسم جزء منها للاحتياجات المستقبلية وجزء للأمور المستعجلة والطارئة.
وبعد معرفة الدوائر، لابد من عمل تقييم للسلع التي يتم استهلاكها شهرياً، وتصنيفها من حيث ضرورتها والحاجة لها، والكمية المطلوبة منها، ثم نبحث عن البديل للمنتج في حال كان باهظ الثمن، وعند وجود البديل علينا المقارنة بين الجودة والسعر، كذلك يجب النظر إلى مدى أهمية المنتج والحاجة إليه، وهل هي مؤقته أو دائمة، بعد ذلك أقيم جميع المنتجات بشكل صحيح، ثم أبدأ التخطيط في تدوين الميزانية وأحسب الكمية التي أحتاج إليها من كل صنف، والتكلفة المالية، ثم أبدأ بحساب مجموعة القائمة للحصول على السعر الإجمالي.
وأضاف: هنا أرى هل أنا قادر على المبلغ الكلي؟ وهل يعتبر هذا من ضمن ميزانيتي؟
مبدئياً، أبدأ بتجربة الوضع شهراً أو شهرين أو ثلاثاً، وفي حال رأيت أن باستطاعتي التقليل من الميزانية من حيث الكميات العددية، فإنني أقوم بالتقليل، وبالإمكان أيضاً النظر في إمكانية البحث عن البديل والمنتج الأفضل، وظهور منتج جديد، هنا أبدأ بالتبديل إذا كانت القيمة أقل، ثم بعد مدة ممكن أبحث عن منتج آخر يمكن شراء كميات أكبر منه لمدة شهرين أو ثلاثة أو أكثر، ويمكن أن تدوم وأملك في الوقت نفسه مخزناً لحفظ هذه الكميات، معتمداً على أسلوب الأخذ بالجملة وبالتالي يكون السعر أقل وبهذه الطريقة أكون قللت من المصاريف المتعلقة بالمعيشة.
وتابع: انظر أيضاً للحلقات والدوائر الأخرى واجر تقييماً لتلك الاحتياجات والجلوس مع كل فرد من العائلة وكتابة احتياجاتهم الشهرية والأسبوعية وهل هذه الاحتياجات أساسية بعيداً عن الضغط النفسي والإنفاق بغير وجه حق، حيث نريد الاعتدال ونعلم أفراد الأسرة إدارة المال بشكل صحيح، هكذا يصبح ما زاد من المال في التقييم الأول والثاني والثالث يتجمع في الحلقة المهمة الأخيرة وهي حلقة الادخار، وهي العنصر الأساسي في حياة الأسرة التي يمكن استثمار جزء منه مستقبلاً، أو شراء السيارة أو بناء المنزل أو تعليم الأبناء والتطوير.
بدوره، أشار محمد المهري باحث وخبير اقتصادي، إلى وجود أسس وأولويات يجب أن يؤخذ بها قبل عملية الشراء، وهي تأتي بالترتيب فالخطوة الأولى: تكون بوضع مبلغ محدد أسبوعيا لشراء الاحتياجات المنزلية المتعلق بالمأكل والمشرب والحاجات الضرورية للمنزل، وتتراوح ما بين 500 إلى 1000 درهم لأسرة مكونه من الأب والأم وست أبناء وخادمة.
الخطوة الثانية: رصد المحال التي تعرض تخفيضات لضبط الميزانية وتجنب عملية الشراء من منافذ البيع مرتفعة الأسعار.
الخطوة الثالثة: التوجيه والإرشاد في الترشيد والابتعاد عن مظاهر الإسراف في عمليات شراء الطعام، أو أعداده بكميات تفوق أعداد أفراد الأسرة واحتياجاته للطعام والذي سينتج عنه رمي الطعام الزائد عن الحاجة في حاويات النفايات وهدر كبير للمخزون وبالتالي الحاجة للشراء مرة أخرى وهدر لميزانية الأسرة.
الخطوة الرابعة: مشاركة جميع أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم وأدوارهم في الثقافة الادخارية وعدم الإسراف في الاحتياجات والمشتريات المنزلية، منها على سبيل المثال الماء والكهرباء وطريقة الترشيد في استخدام المنظفات والمساحيق وعدم التبذير.
الخطوة الخامسة: تجنب عمليات الشراء من خارج المنزل وخاصة طلبات الطعام وبشكل عشوائي وتنظيم هذه العملية بجعلها مرة كل شهر أو مرة في الأسبوع إذا كان لضرورة، ويتم اختيارها بعناية، بحيث تكون في بداية الشهر، ولابد وأن تتناسب هذه المناسبة مع ظروف ميزانية الأسرة، ولابد من التخطيط الجيد لها.
الخطوة السادسة: يتم اقتطاع مبلغ 200 درهم شهرياً وتجميعه كل شهر ويتم وضعه في ظرف خاص بهدف الاستفادة منه لأي ظرف طارئ أو لأي مناسبة وتقديمه هدايا، وننصح بأن يكون نظام المنزل بنظام الأظرف، بحيث يتم تحديد الالتزامات وتخصيص ظرف مع مبلغ مالي مخصص يتم استقطاعه لهذا الهدف بحسب دخل كل أسرة، تدخر مبلغ 200 إلى 500 درهم للهدايا كأقصى حد للادخار، وهذا يرجع كذلك لدخل الأسر، فذات الدخل المحدود ننصحها بادخار مبلغ 200 درهم والأسر متوسطة الدخل 500 درهم، فيما تدخر الأسر مرتفعة الدخل من ألف درهم أو أكثر.