يوسف العربي (أبوظبي)

يزخر قطاع الصناعات التحويلية في دولة الإمارات بفرص استثمارية هائلة، فيما يترقب هذا القطاع الحيوي طفرة إنتاجية واستثمارية هائلة خلال الفترة المقبلة، مدعوماً بالجهود الوطنية التي تستهدف تعزيز دور تلك الصناعات الحيوية كأحد المحركات الرئيسة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، بحسب سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة «حديد الإمارات». وقال الرميثي لـ«الاتحاد»، إن الأسواق تشهد حالياً تعافياً تدريجياً من آثار انتشار فيروس كورونا، إلا أن هناك العديد من العوامل التجارية على الصعيد العالمي التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على انتعاش الأسواق ومعدل الطلب. وأضاف أن «حديد الإمارات» ماضية رغم التحديات الراهنة في توفير منتجات الحديد والصلب عالية الجودة، خاصة لفائف أسلاك الحديد، إضافة إلى ابتكار منتجات بمواصفات ودرجات خاصة، لتلبية احتياجات المصانع المحلية التي تعمل على تحويلها بعد ذلك إلى سلع ومنتجات وطنية عالية الجودة يتم تصديرها تحت شعار «صُنع في الإمارات» إلى مختلف دول العالم.
 ولفت إلى أن «حديد الإمارات» تمكنت من تعزيز مكانتها باعتبارها المورد الأساسي لحديد التسليح ولفائف الأسلاك والمقاطع الإنشائية في دولة الإمارات، وحافظت على حصتها السوقية على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا.
ونوه الرميثي بأن الشركة تقوم حالياً بإجراء تقييم شامل للمشروع الذي يتضمن إنشاء مصنع اللفائف المدرفلة على الساخن المؤتمت بالكامل والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتتجاوز بذلك الطاقة الإنتاجية الإجمالية للشركة عند استكمال المشروع 5 مليون طن في العام.
 وقال إن وجود مجمع حديد الإمارات في مدينة أبوظبي الصناعية «آيكاد» باعتبارها أول وأكبر مصنع متكامل للحديد في دولة الإمارات، يجعلها بالقرب من العملاء والأسواق الرئيسية، ما يعزز تنافسيتها على المستويين المحلي والدولي.

  • سعيد الرميثي

أسواق خارجية 
وأوضح سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة «حديد الإمارات»، أن الشركة تقدم طيفاً واسعاً من المنتجات والخدمات والحلول التي تلبي احتياجات مجموعة واسعة من القطاعات والصناعات، بما في ذلك قطاعات الإنشاءات والطاقة والنقل ويتم شحن منتجات الشركة النهائية التي ننتجها في أبوظبي إلى أكثر من 40 دولة في مختلف أنحاء العالم، من بينها أسواق بارزة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وجنوب شرق آسيا وأستراليا، حيث تستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بدءاً من تطبيقات الهندسة البحرية وتشييد ناطحات السحاب والمباني، وصولاً إلى مشاريع البنية التحتية في الولايات المتحدة.
وأفاد بأن لدى «حديد الإمارات» رؤية طموحة بأن تكون من أفضل مصنّعي الحديد في العالم، وتعمل فرق العمل في جميع قطاعات الشركة على التطوير والتحسين المستمرين، وتحقيق النمو الأفقي والرأسي من خلال فتح أسواق جديدة وزيادة الإنتاج وإضافة منتجات جديدة إلى مجموعة المنتجات المتنوعة، وزيادة الكفاءة وتعزيز التنافسية.

منتجات جديدة 
ولفت إلى أن الشركة تخطط لإضافة اللفائف المدرفلة على الساخن إلى مجموعة المنتجات المتنوعة لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية بشكل أساسي من المنتجات المسطحة عالية الجودة. وقال إن الشركة تقوم حالياً بإجراء تقييم شامل للمشروع الذي يتضمن إنشاء مصنع اللفائف المدرفلة على الساخن المؤتمت بالكامل والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتتجاوز بذلك الطاقة الإنتاجية الإجمالية للشركة عند استكمال المشروع 5 ملايين طن في العام وبفضل التقنيات الحديثة التي سيتبناها المصنع الجديد، وسيكون واحداً من المرافق الصناعية الأقل من حيث البصمة الكربونية على مستوى المنطقة، وهو ما يرسخ مكانتنا الرائدة في صناعة الحديد والصلب المتكاملة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما تعمل الشركة أيضاً على دراسة طرح منتجات جديدة تشمل حديد التسليح والألواح الارتكازية وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب. 
وأوضح أن الشركة تعتزم إنشاء مصنع جديد لإنتاج منتجات الصلب المسطحة، حيث تدعم المنتجات المسطحة الجديدة العديد من الصناعات والتطبيقات، مثل: صناعة السيارات، والصلب الكهربائي، وبناء السفن، والغلايات وأوعية الضغط، واسطوانات الغاز، والهياكل المعدنية الثقيلة، والهياكل البحرية، والإنشاءات العامة، ومكونات الماكينات والآلات، والأنابيب، والأجهزة المنزلية، والصلب الهيكلي، وغيرها من المنتجات الأخرى.
 وقال إن تلك الخطوة تأتي في إطار سعي «حديد الإمارات» إلى تعزيز مساهمتها في دعم الصناعات التحويلية في الدولة، حيث تمد الشركة هذا القطاع الحيوي بنحو 90% من احتياجاته من لفائف أسلاك الحديد والمقاطع الإنشائية عالية الجودة وذات القيمة المضافة، ضمن جهودها لدعم الهوية الصناعية الموحدة «اصنع في الإمارات»، الرامية إلى تعزيز تنافسية المنتجات الوطنية.

جودة فائقة 
 وقال الرميثي، إن «حديد الإمارات» اكتسبت سمعتها الرائدة عبر العقدين الماضيين من خلال توفير أفضل منتجات الصلب عالية الجودة، بما فيها حديد التسليح، ولفائف أسلاك الحديد، والمقاطع الإنشائية الثقيلة والضخمة، والألواح الارتكازية. 
وتُعد «حديد الإمارات» أكبر مصنّع للمقاطع الإنشائية الثقيلة والضخمة، والمنتج الوحيد للألواح الارتكازية المسحوبة على الساخن في منطقة الشرق الأوسط، وهي مصنّع الحديد الرابع على مستوى العالم حصولاً على شهادة نظام الجودة للمنتجات النووية من الجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيين «ASME».
 وأضاف أن المصنع يفخر بدمج الاستدامة والابتكار في صميم أنشطته الفنية والتشغيلية، حيث تعد الشركة أول شركة صناعية وأول مصنع للحديد والصلب في الشرق الأوسط وضمن أول 50 شركة على مستوى العالم يتم اعتمادها وفق متطلبات شهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED). 
وتتوافق منتجات الشركة مع معايير «الأبنية الخضراء»، مثل متطلبات نظام (LEED)، إضافة إلى متطلبات برنامج «استدامة»، ونظام التقييم بدرجات «اللؤلؤ» التابع لحكومة أبوظبي، وذلك في إطار جهود الشركة لدعم منظومة تطوير المباني المستدامة، وتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية محلياً وعالمياً. 

 منافسة شرسة 
 وفيما يتعلق بمدى حدة المنافسة مع المنتجات المماثلة من شرق آسيا وتركيا قال الرميثي، إن المنافسة في أسواق التصدير شرسة في العموم، وما يزيد من حدتها هو النمو المتزايد لحجم الإنتاج، ومع تجاوز الإنتاج العالمي للاستهلاك، يتجه عدد كبير من البلدان إلى تقليص حجم حصته في أسواق التصدير وعلى سبيل المثال الصين (شرق آسيا) وتركيا من أكثر الدول تصديراً للصلب، إلا أن الصين لم تكن نشطة كنشاطها المعتاد في أسواق التصدير هذا العام، ومن المتوقع أن تركز على سوقها المحلي في الفترة المقبلة. ومن ناحية أخرى، تتمتع تركيا بقدرة تنافسية كبيرة في أسواق التصدير، خاصة بفضل تكلفة الإنتاج المنخفضة نسبياً نظراً لشيوع عملية الإنتاج باستخدام حديد الخردة كما تتمتع تركيا أيضاً بعلاقات تجارية طويلة الأمد.

حلول الاستدامة 
قال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لـ«حديد الإمارات»، إن حلول الاستدامة تشكل إحدى أهم أوليات «حديد الإمارات»، فهي ليست مجرد شعار ترفعه، بل نهج ثابت تسير عليه في كل ما تبذله من جهود حثيثة للمساهمة في تحقيق التزام دولة الإمارات بحماية البيئة ومواردها الطبيعية. 
 وتُعد «حديد الإمارات» أحد الأعضاء البارزين في برنامج العمل المناخي التابع للاتحاد العالمي للصلب، حيث حصلت على شهادة تقدير الاتحاد تتويجاً لدورها بالشراكة مع منشأة «الريادة» التي تقع بالقرب من مباني «حديد الإمارات» في التقاط الكربون الناتج عن عمليات الشركة واستخدامه في استخلاص النفط. وقامت الشركة بتنفيذ سلسلة من المبادرات المتنوعة ترجمةً لأهداف الاستدامة لدولة الإمارات، حيث عملت على اعتماد نظام الإدارة المتكاملة وفقاً لأعلى المعايير الدولية، لاسيما مشروع استخدام الصلب المستدام في البناء وشهادة BES 6001 للتوريد المسؤول لمنتجات البناء. وبالتماشي مع هذه الأنظمة، تقوم «حديد الإمارات» بإصدار تقارير وشهادات إقرار مطابقة المنتج مع المتطلبات البيئية حسب الحاجة.

أولوية استراتيجية
أكد الرميثي أن الصناعات الثقيلة تعتبر من القطاعات الحيوية ذات الأولوية الاستراتيجية لدولة الإمارات ضمن رؤيتها الشاملة لتمكين الاقتصاد، وتحفيزه، وتنويع بنيته بعيداً عن النفط، ورفده بعناصر النمو المستدام.
وأضاف الرميثي أن المضي في تطوير وتحديث الصناعات الثقيلة تستهدف تعزيز مكانة الدولة وتنافسيتها على خريطة الدول المتقدمة في المجال الصناعي، حيث تسهم الصناعات الثقيلة في الدولة بأكثر من 66% من مجمل مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي للدولة.