أبوظبي (وام)

أكد حمد علي الكعبي المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن التعاون بين دولة الإمارات والوكالة الدولية للطاقة الذرية شكل حجر زاوية للبرنامج النووي السلمي الإماراتي منذ الإعلان عام 2008 عن إصدار السياسية العامة للبرنامج «سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة المتبعة لتقييم وإمكانية تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية في الدولة».
وقال الكعبي علي هامش أعمال المؤتمر العام الخامس والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يعقد حالياً بالعاصمة النمساوية فيينا، إن الإنجازات التي حققها البرنامج النووي السلمي الإماراتي تعد ثمرة لهذا التعاون البناء والمثمر، مؤكداً أن أحد المبادئ الرئيسة التي اعتمدت عليها السياسة العامة للبرنامج منذ الإعلان عنها هي العمل والتعاون المباشر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشار إلى أن هذا التعاون يشمل مجالات عدة مثل الدعم الفني والتقييم المستمر من الوكالة لإنجازات الدولة، والتأكد من الوفاء بكافة الالتزامات والاتفاقيات، مثل اتفاقية الضمانات واتفاقية الأمان النووي والأمن النووي. 
وأوضح أن المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يعقد في شهر سبتمبر من كل عام ويعتبر أكبر تجمع للدول الأعضاء، ويتم خلاله النظر في برنامج الوكالة وميزانيتها والموافقة عليها والبت في أمور أخرى يعرضها عليها مجلس المحافظين والمدير العام والدول الأعضاء مؤكدا على المشاركة الفاعلة لوفد الدولة في هذا الحدث العالمي المهم. 
وأضاف أن التعاون بين دولة الإمارات والوكالة الدولية للطاقة الذرية كان له العديد من النتائج الإيجابية التي انعكست في نجاح برنامج دولة الإمارات للطاقة النووية السلمية والإنجازات التي تم تحقيقها في مشروع براكة للطاقة النووية السلمية، خاصة على صعيد التأكد من تطوير البرنامج بأعلى معايير السلامة النووية والأمن النووي وحظر الانتشار. 

تطوير البرنامج
وبين الكعبي أنه بعد النجاحات التي حققها برنامج دولة الإمارات للطاقة النووية السلمية شمل تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية موضوعات جديدة ومنها مشاركة دولة الإمارات المجتمع الدولي تجربتها في تطوير برنامجها للطاقة النووية السلمية والعمل على نقل خبراتها واستعراض قصص نجاحها المهمة والملهمة في هذا الصدد.

  • حمد الكعبي

وأكد أن نجاح دولة الإمارات في التخطيط والتنفيذ للبرنامج النووي السلمي بشراكة دولية واسعة لا يعتبر إنجاز للدولة وحسب، وإنما للقطاع النووي الدولي باعتبارها أنها أول دولة تطور برامج نووي سلمي جديد منذ أكثر من 3 عقود ما يعطي الكثير من الأمل للدول التي لديها النية في تطوير برامج للطاقة النووية السلمية.
وأضاف أن دولة الإمارات عملت وفق نهج متكامل من أجل نجاح البرنامج بالاعتماد على أفضل الممارسات الدولية، وبالتعاون المباشر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاستفادة من الخبرات التي تكونت على مدار عقود في القطاع النووي. 
وحول انطباع الدول الأعضاء عن البرنامج النووي السلمي الذي طورته دولة الإمارات، قال إن العديد من الدول تتخذه كنموذج لتطوير برامج للطاقة النووية السلمية كما يحصد إشادة واسعة من دول العالم، وهناك إعجاب كبير بطريقة عمل دولة الإمارات بالبرنامج والشفافية التي التزمت بها والسياسات الواضحة خلال مراحل التنفيذ.

تأهيل الكوادر
وعن تأهيل الكوادر الوطنية للعمل في قطاع الطاقة النووية السلمية، بين أن موضوع تطوير موارد بشرية تفي بمتطلبات برنامج طويل الأمد للطاقة النووية السلمية ويعد واحدا من أكبر التحديات لذلك حرصت دولة الإمارات منذ اليوم الأول ومع إطلاق السياسة العامة عام 2008 على أن تكون جهودها مركزة على ضمان استدامته ونجاحه على المدى الطويل، وهو ما انعكس على تنفيذ مبادرات عدة لتطوير الموارد البشرية وتدريبها وتأهيلها للحصول على الخبرات الدولية اللازمة. 
وقال إنه من اليوم الأول حرصنا على تنفيذ مشاريع ومبادرات في هذا الشأن وإيفاد الطلبة لدراسة المجالات المتخصصة في الطاقة النووية والهندسة النووية، كما حرصنا على منح الفرصة لشباب الوطن لخوض تجارب تدريبية وعملية خارجية للحصول على الخبرات اللازمة في مراحل إنشاء المشروع وكذلك مرحلة التشغيل، كما عملنا على بناء أجهزة محاكاة في دولة الإمارات بهدف تدريب وإعداد المشغلين النوويين، واليوم نفتخر بالعدد الموجود من الكوادر الوطنية الحاصلة على رخصة تشغيل المفاعلات النووية. 
وعبر الكعبي عن فخره بالكوادر الوطنية العاملة بقطاع الطاقة النووية السلمية التي تزخر بها الدولة حاليا، وتمتلك خبرات كبيرة اكتسبوها طوال السنوات الماضية منذ إطلاق البرنامج النووي السلمي. 

شباب الوطن
وأكد أن الإنجازات التي حققها شباب الوطن في البرنامج النووي السلمي تعتبر أحد الأمور التي نفاخر بها العالم، ونعتبرها قصص نجاح ملهمة نحرص على تسليط الضوء عليها وهو ما حدث خلال مشاركتنا في المؤتمر العام الخامس والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث تم تنظيم فعالية أمس بعنوان «الجيل القادم من قادة الطاقة النووية: قصة نجاح الإمارات في تشجيع الشباب في القطاع النووي». 
وعن تمرين الطوارئ من المستوى الثالث المعروف بـ«كونفكس-3» «براكة الإمارات» الذي تستضيفه دولة الإمارات الفترة المقبلة، أكد الكعبي على أهمية هذا التمرين الذي يعد من أكثر التمارين تعقيدا، ويتم تنفيذه كل 3 أو 5 سنوات بهدف تقييم قدرات الاستجابة والإنذار للطوارئ الدولية في حالات الطوارئ النووية أو الإشعاعية، مؤكداً أن استضافة الدولة لهذا الحدث الهام يعكس مدى الاهتمام الذي توليه للسلامة النووية، وتطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة في هذا القطاع.