يوسف العربي (أبوظبي)

جمال سيف سعيد الجروان الشامسي، أحد قادة الأعمال في الإمارات في مجال الاتصالات، وسفير صفقات الاندماج والاستحواذ والاستثمارات الدولية والتجارة وتطوير الأعمال.  ولد الجروان، عام 1963 في منطقة بورسعيد بإمارة دبي، لعائلة تعمل بالتجارة، حيث كان والده تاجرا ومقاولا معروفا وفي منتصف عمره كان عضواً في المجلس الوطني في مطلع الثمانينات ممثلاً لإمارة الشارقة. يقول الجروان: إن والده نقل إليه حب التجارة الدولية، حيث كان كثير الترحال بين الهند، وسيريلانكا، وزنجبار، وسوريا، ومصر، ولبنان، كما تعلم منه العمل الجاد من دون كلل، والاعتماد على النفس في مواجهة الصعاب. ويستكمل: «كانت النصيحة التي لم يأل الوالد جهداً في تكرارها هي التمسك بالنزاهة والصدق، حيث كانت التجارة تعتمد على كلمة الرجل قبل أن تعتمد على العقود المبرمة التي نعرفها اليوم».  يقول الجروان:«في فترة من الفترات كلف والده من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، برئاسة لجنة المنازعات التجارية، حيث انطلق في عمله على أساس أن «الصلح هو سيد الأحكام» وهو الأمر الذي نقل معه الكثير من الحكمة لأبنائه».

التعليم 
 يقول الجروان الحاصل على بكالوريوس العلوم في إدارة الأعمال من جامعة دايتون بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأميركية في عام 1988 وشهادة في الإدارة التنفيذية من كلية إدارة الأعمال IMD، سويسرا، وشهادة في استراتيجية القيادة من مدرسة Tuck School of Business - جامعة دارتموث، نيو هامبشاير (الولايات المتحدة الأميركية) إن التعليم كان محطة مهمة في حياته.
ويضيف أنه خلال 5 سنوات قضاها في الولايات المتحدة الأميركية ترسخت في نفسه الكثير من المعاني التي كونت جزءاً كبيراً من شخصيته، حيث تعلم الإصرار على تحقيق الهدف وعدم الاستسلام.
ويقول إنه كان ضمن الدفعة الأولى عام 1983 التي ابتعثتها «اتصالات» للتخصص في علوم الإدارة، حيث كان المبتعث يخضع لشروط صارمة تضمن تفوقه في التحصيل العلمي.  يذكر أن إدارة اتصالات في ذلك الوقت وعلى رأسها محمد الملا، وعلي العويس، ومحمد عمران، قدمت نموذجاً عملياً لاستكشاف القدرات الوطنية وتأهيلها وانخراطها في العمل الجاد للانطلاق بالشركة إلى الأمام. 

الاستمارات الدولية 
بدأ الجروان حياته المهنية في شركة اتصالات (مؤسسة الإمارات للاتصالات) في عام 1988 والتي قضى بها 25 عاماً.
وفي عام 1997 انضم إلى شركة الثريا للاتصالات، ليشغل منصب الرئيس التجاري للشركة، حيث صمم ونفذ استراتيجية العمل التجاري وأدار قسم العمليات التجارية للشركة في جميع أنحاء العالم. 
ويقول: إنه تعلم من خلال عمله في اتصالات وترؤسه القسم التجاري في الثريا أنه لا شيء مستحيل، فكانت الثريا نقطة البداية التي طرقت أبواب العالمية في اتصالات، حيث امتد نطاق عملها من الصين إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وقال، إنه لمس خلال عمله السمعة الطيبة التي تركها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في جميع أنحاء العالم، حيث كانت اتصالات والثريا مرحباً بهما في مختلف بقاع الأرض.
وفي عام 2006، عاد الجروان إلى اتصالات لتأسيس وقيادة قسم الاستثمارات الدولية كرئيس تنفيذي الاستثمارات الدولية، حيث قاد توسعات الشركة في أكثر من 14 سوقاً خارجياً. ويؤكد الجروان أن رحلة اتصالات إلى العالمية رحلة ملهمة، حيث استطاعت الشركة تنمية أصولها لتصل قيمتها السوقية إلى 193 مليار درهم، كما تعد أكثر شركات الاتصالات نجاحاً على المستوى الإقليمي والعالمي.
وفي عام 2012، أصبح الرئيس التنفيذي الإقليمي لعمليات اتصالات في منطقة آسيا.
كما شغل جمال سيف الجروان عضو مجلس إدارة في العديد من الشركات التابعة لشركة اتصالات، وهي شركة الثريا للاتصالات الفضائية، واتصالات مصر وساحل العاج وPTCL باكستان، واتصالات لانكا، ويوفون باكستان، واتصالات أفغانستان، ورئيس اتصالات بنين، والعديد من شركات غرب أفريقيا (النيجر، توجو، بوركينا فاسو، نيجيريا، وجمهورية أفريقيا الوسطى).

محطات عملية ومهنية
إدارة وتطوير العمل التجاري إقليمياً وعالمياً لمشروع الثريا للأقمار الصناعية الذي تأسس عام 1997، حيث عمل على إطلاق خدمات الثريا في أكثر من 100 دولة عبر العالم حتى عام 2005.
أسس وحدة الاستثمارات الدولية لمجموعة الإمارات للاتصالات (اتصالات) ديسمبر عام 2005 ولمدة تسع سنوات عمل خلالها على المساهمة في خلق بيئة وثقافة عمل دولية في شركة الاتصالات الإماراتية لإضافة قيمة ملموسة للعمل المؤسسي، حيث تعتبر من أهم مراحل حياته المهنية.
أسند إليه عام 2006 مسؤولية إدارة ملف طلب شركة اتصالات للمنافسة على الرخصة الثالثة لخدمات الهاتف المحمول في جمهورية مصر العربية والتي تعرف اليوم بـ «اتصالات مصر»، حيث فازت اتصالات بالرخصة بعد منافسة قوية مع أكبر عشر شركات اتصالات عالمية في مناقصة دولية تعد الأكبر في تاريخ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أحد أبرز المساهمين في تأسيس وإطلاق وتشغيل مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج بمباركة قرار مجلس الوزراء عام 2009 والذي يشمل عضوية كوكبة من كبرى المؤسسات الوطنية.
مثل مجموعة الإمارات للاتصالات خلال انعقاد أول اجتماع تأسيسي لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج برئاسة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي.
وخلال ست سنوات متتالية، أسست دولتنا المعطاء مؤسسة شبه حكومية لها مكانتها اليوم المرموقة حول العالم، والتي يشرف عليها اليوم معالي وزير الاقتصاد عبدالله بن طوق المري وعمل خلال الست سنوات السابقة مع معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد السابق على إطلاق العمليات التشغيلية للمجلس.