شريف عادل (واشنطن)

في نهاية أسبوعٍ شهد استشعار المستثمرين لاقتراب موعد تقليص برنامج شراء السندات، الذي بدأه بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) ربيع العام الماضي لضمان توفر السيولة في الأسواق وقت احتدام أزمة انتشار فيروس كوفيد-19، استغل المستثمرون انخفاض أسعار أسهم أغلب الشركات، وأقبلوا عليها ما أدى إلى ارتفاع مؤشراتها الرئيسية في ختام يوم الجمعة، رغم النغمة المتشائمة التي سيطرت على الأسواق يومي الأربعاء والخميس.
وبعد بداية حمراء، أنهى مؤشر داو جونز الصناعي تعاملات آخر أيام الأسبوع على ارتفاع يقترب من 0.7%، أو 226 نقطة، ليبقى على بعد أقل من 1.5% من أعلى مستوى في تاريخه، والذي سجله أول أيام الأسبوع. وعوض مؤشر إس آند بي 500 جزءاً كبيراً من خسائر الأسبوع الذي شهد أدنى مستوى له فيما يقرب من شهر، كما شهد أعلى مستوياته على الإطلاق، لينهي تعاملات اليوم مرتفعاً بنسبة 0.8%. وعلى الدرب نفسه، سار مؤشر ناسداك، رغم تأثر أسهم شركات التكنولوجيا سلبياً قبل أيام معدودة بتوقعات ارتفاع معدلات الفائدة، لينهي تعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 1.2%، غير بعيد عن أعلى مستوياته على الإطلاق الذي سجله يوم الاثنين الماضي.

اجتماع لجنة السوق الفيدرالية
ويوم الأربعاء، أظهرت تفاصيل اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة، الذي عقد خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، توافق أعضاء اللجنة على ضرورة تقليص حجم السندات المشتراة من السوق الثانوية، والمقدر حالياً بنحو 120 مليار دولار، قبل نهاية العام الحالي، كخطوة أولى نحو إعادة السياسة النقدية للبنك إلى حالتها الطبيعية. ورغم اختلاف أعضاء اللجنة على الموعد الذي يتعين عليهم فيه البدء في تنفيذ خطوتهم التالية، أحدثت الأخبار تأثيرها السلبي على أسعار أغلب الأسهم مع توقعات ارتفاع معدلات الفائدة. 
ومع نهاية الأسبوع، ورغم ارتفاعات يوم الجمعة، أنهت المؤشرات الرئيسية الثلاثة الأسبوع على انخفاض.

ثقة المستثمرين
وفي أكثر من مناسبة خلال الأشهر الأخيرة، بدت ثقة المستثمرين في صانعي السياسة النقدية واضحة، حيث اندفعوا لاقتناص الفرص مع كل موجة تصحيحية للأسعار، أملاً في تحقيق مكاسب على النحو الذي حدث العام الماضي، وكأنهم واثقون في عدم إقدام البنك الفيدرالي على رفع معدلات الفائدة إلا في الوقت المناسب، وبعد تحقيق الاقتصاد مستهدفه من الانتعاش والتوظيف والتضخم. ورغم تأييده تعجيل إيقاف سياسات التيسير الكمي في أسرع وقت ممكن، أكد روبرت كابلان، رئيس البنك الفيدرالي في مدينة دالاس استعداده لتغيير آرائه لو استمر متحور دلتا في الانتشار بمعدلات مرتفعة، وتسبب ذلك في تراجع النشاط الاقتصادي مرة أخرى. ومع ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية، ارتفعت أيضاً الأسهم الصينية المقيدة في البورصات الأميركية، إلا أنها مازالت بعيدة عن المستويات التي كانت عليها قبل أن تبدأ السلطات الصينية في التضييق عليها، وبصفة خاصة شركات التكنولوجيا، لتستمر في تحقيق أطول فترة خسائر أسبوعية متتالية خلال العقد الأخير.