أبوظبي (الاتحاد) نمت إيرادات المنشآت الفندقية في دولة الإمارات خلال النصف الأول من العام الجاري 31.3% إلى 11.3 مليار درهم مقارنة بـ 8.6 مليار درهم في الفترة ذاتها من 2020، ووصلت نسبة الإشغال الفندقي إلى 62% للنصف الأول من 2021 مقارنة بـ53.6% للفترة ذاتها من 2020، حسب إحصائيات تم استعراضها خلال اجتماع مجلس الإمارات للسياحة، برئاسة معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، رئيس المجلس.
وحسب الإحصائيات، وصل عدد نزلاء المنشآت الفندقية خلال النصف الأول من عام الجاري إلى 8.3 مليون نزيل بزيادة 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، كما وصل عدد نزلاء المنشآت الفندقية في الدولة من السياحة الداخلية خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 2.3 مليون نزيل فندقي، مقابل 1.3 مليون نزيل فندقي خلال الفترة ذاتها من عام 2020، بنمو 77%.

خطة عمل
وناقش المجلس، بحضور مديري العموم والوكلاء في الهيئات والدوائر السياحية المحلية، التطورات والمستجدات في جهود التنمية السياحية في دولة الإمارات وأهم المبادرات الوطنية التي تم إطلاقها خلال المرحلة الماضية لدعم قطاع السياحة في الدولة، واطلع على أبرز المؤشرات التي تم تحقيقها في أنشطة الضيافة والفنادق خلال النصف الأول من العام الجاري، وأقر المجلس خطة عمل مشتركة بين وزارة الاقتصاد ودوائر وهيئات السياحة المحلية، لزيادة عدد السياح الدوليين إلى دولة الإمارات، وفتح أسواق سياحية جديدة لاستقطاب السياح إلى دولة الإمارات من خلال حملات ترويجية واسعة النطاق تستهدف عدداً من الوجهات الواعدة في تصدير السياح إلى دولة الإمارات، للتعريف بالتأشيرة السياحية الطويلة والمتعددة الدخول التي أطلقتها الدولة مؤخراً، والترويج للوجهات والأنشطة والخدمات السياحية المتميزة التي تتمتع بها الدولة.

جهود التعافي 

وقال معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي: «إن القطاع السياحي تمكن من تحقيق معدلات أداء متميزة وتعزيز مستوى التعافي من تداعيات أزمة كوفيد – 19، ليقف اليوم أمام مرحلة جديدة من النمو والتطور، وبما يعزز من مساهمته الفاعلة في دعم الاقتصاد الوطني»، مشدداً معاليه على أهمية الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة بدعم وتوجيهات قيادتها الرشيدة لتوزيع لقاحات كوفيد-19 على نطاق واسع وبوتيرة سريعة لتغطي أكثر من 83% من سكان الدولة، مما عزز قدرة الدولة على احتواء الجائحة ورفع معدلات التعافي والنمو في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع السياحي. وأشاد معاليه بالجهود المميزة وبالتعاون والتنسيق المستمر بين الهيئات والدوائر السياحية المحلية لتنشيط قطاع السياحة الإماراتي وتنميته.
وأوضح معاليه أن النتائج التي تم تحقيقها خلال آخر 12 شهراً تشكل نقطة انطلاق قوية لزيادة عدد السياح القادمين إلى الدولة خلال فترة فعاليات «إكسبو دبي 2020»، مشيراً معاليه إلى أهمية المخرجات والخطط التي تم الاتفاق عليها خلال اجتماع المجلس لطرح حلول ومبادرات متطورة تهدف إلى فتح أسواق جديدة، وتعزيز مكانة الدولة على خريطة السياحة العالمية باعتبارها إحدى أفضل الوجهات السياحية المستدامة على مستوى العالم وأكثرها أماناً. وأكد معاليه أهمية المبادرات الوطنية التي تم تطويرها مؤخراً لدفع عملية التنمية السياحية في الدولة، وتحديداً مبادرة التأشيرة السياحية الطويلة الأمد والمتعددة الدخول، والتي ستسهم بشكل كبير في تمكين أعداد أكبر من السياح العالميين من زيارة دولة الإمارات، والاستمتاع بالتجربة والخدمات السياحية المتميزة التي تقدمها الدولة لزوارها من مختلف أنحاء العالم.

مبادرات جديدة

واعتمد المجلس آلية للتنسيق على المستويين الاتحادي والمحلي لتطوير مبادرات وحلول جديدة ومتكاملة لتعزيز استفادة القطاع السياحي في جميع إمارات الدولة من استضافة الحدث العالمي «إكسبو دبي 2020» في أكتوبر المقبل 2021، واستقبال وفود العالم من أكثر من 190 دولة طوال فترة المعرض.
كما أقر المجلس خطوات عملية للتخطيط المشترك لحملة السياحة الداخلية المقبلة خلال الموسم المقبل في الدولة وما ستتضمنه من مبادرات وفعاليات مبتكرة. واعتمد المجلس أيضاً آلية لدعم رفد البيانات السياحية في الدولة بهدف تعزيز الاستباقية في جهود التنمية السياحية.

أجمل شتاء في العالم

واستعرض مجلس الإمارات للسياحة جوانب الترويج السياحي الداخلي والخارجي لجذب ولا سيما من الأسواق السياحية ذات الأهمية وخطط إطلاق حملات ترويجية سياحية مختلفة خلال العام للتعريف أكثر ببيئة السياحة الرائدة في دولة الإمارات والمقاصد والخدمات السياحية المتميزة التي تقدمها لزوارها والتعريف بالمبادرات الجديدة التي أطلقتها الدولة لتعزيز جاذبيتها للسياحة، بما يسهم في جذب أعداد أكبر من السياح، سواء على المدى القريب لخوض تجربة «إكسبو 2020»، أو على المديين المتوسط والبعيد عبر ترسيخ صورة دولة الإمارات، باعتبارها وجهة سياحية رائدة ومستدامة إقليمياً وعالمياً.
كما تم التطرق إلى ما تم إنجازه في حملة «أجمل شتاء في العالم» وكيفية التخطيط لحملة السياحة الداخلية خلال الموسم المقبل في الدولة، والتي دعا إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في ختام فعاليات «أجمل شتاء في العالم»، مع التركيز على تضمينها فعاليات ومبادرات جديدة ومبتكرة تسهم في رفع معدلات السياحة الداخلية في الدولة، وتعزيز نسبة السياحة الداخلية من إجمالي الإيرادات السياحية على المستوى الوطني.

التأشيرة السياحية

واستعرضت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية المبادرة المبتكرة التي تم إطلاقها مؤخراً، والتي تختص بإصدار التأشيرة السياحية متعددة الدخول والممتدة لخمسة سنوات. حيث تشكل هذه المبادرة نقلة نوعية في رسم مستقبل القطاع السياحي في دولة الإمارات، وتسهم في فتح الأسواق الجديدة المصدرة للسياح واستقطاب السياح من مختلف دول العالم. كما تدعم هذه المبادرة توجه دولة الإمارات في تسهيل الإجراءات وتسريعها لمختلف فئات المتعاملين سواء من داخل الدولة أو خارجها، حيث يمكن للسائح من جميع الجنسيات التقديم بطلب الحصول على هذه التأشيرات من خلال الموقع الإلكتروني للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية بغض النظر عن مكانه ودون الحاجة لوجود كفيل داخل الدولة. كما تسمح هذه التأشيرة لحاملها اختيار القدوم إلى الدولة للسياحة على مدار العام والبقاء في الدولة لفترة تمتد إلى 180 يوماً. كما تمت مناقشة تفاصيل تصريح إقامة العمل الافتراضي وآليات التقديم والاستفادة منها، والتي تم إطلاقها في شهر مارس من هذا العام.
من جهة أخرى، استعرض المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء الوضع الحالي للدولة في المؤشرات الخاصة بالبيانات السياحية والمبادرات المقترحة لدعم رفد البيانات السياحية في الدولة، بهدف تعزيز شفافية تجميع ومشاركة البيانات للتعرف على تحديات الوضع الراهن والقدرة على بناء التوقعات المستقبلية وتعزيز التنافسية السياحية. ومن المتوقع أن تسهم مبادرات البيانات السياحية في تعزيز مكانة الدولة كوجهة عالمية رائدة ومنافسة على خريطة السياحة العالمية.

الحضور

حضر الاجتماع سعود الحوسني وكيل دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وهلال المري مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، وصالح الجزيري مدير عام دائرة التنمية السياحية بعجمان، وراكي فيليبس الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، وسعيد السماحي مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، وفيصل الحمادي الوكيل المساعد لقطاع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة بالإنابة بوزارة الاقتصاد، وحنان أهلي مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء بالإنابة والعميد مطر خرباش مدير إدارة تقنية المعلومات بالهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، وهيثم آل علي مدير إدارة السياحة في دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، وخالد المنصوري رئيس قسم المعارض في هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة.