شريف عادل (واشنطن) 
 
في آخر أيام تعاملات الأسبوع، تجاهلت أغلب الأسهم الأميركية ارتفاع حالات الإصابة بمتحور الفيروس دلتا، والذي تسبب في تجاوز عدد حالات الإصابة في الولايات المتحدة 120 ألف حالة يومية، ليغلق مؤشرا داو جونز الصناعي وإس آند بي 500 على مستويين قياسيين جديدين، مستفيدين من بيانات الوظائف التي ظهرت صباح الجمعة، وأظهرت إضافة الشركات الأميركية في شهر يوليو المنتهي أكبر عدد من الوظائف غير الزراعية فيما يقرب من عام، كما انخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوياته منذ ظهور الوباء القاتل وانتشاره في الأراضي الأميركية قبيل نهاية الربع الأول من العام الماضي.
وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي تعاملات اليوم مرتفعاً 144.26 نقطة، مثلت 0.4% من قيمته، كما أنهى مؤشر إس آند بي 500، الأكثر شمولاً لقطاعات الاقتصاد الأميركي المختلفة، تعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 0.2%، رغم تسجيلهما ارتفاعات أكثر من ذلك خلال الجلسة. وبعد بيانات الوظائف التي جاءت أفضل من التوقعات، وتسببت في ارتفاع عوائد السندات، قادت أسهم البنوك الأميركية الارتفاعات، بتوقعات تحقيقها أرباحاً مع ارتفاع معدلات الفائدة، وسجل المؤشران إغلاقين غير مسبوقين.
وبينما أنهى مؤشر ناسداك، الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا شديدة الحساسية لارتفاع معدلات الفائدة، تعاملات يوم الجمعة على انخفاض بنسبة 0.4%، مازال المؤشر مرتفعاً عن مستواه عند بداية العام الحالي بما يقرب من 17%.
وفي الوقت الذي مازال فيه الرئيس الأميركي جوزيف بايدن يدعو للإسراع بتوفير المصل للأميركيين، ويطالب الولايات بمنح مكافآت مالية لمن يتلقى اللقاح، أظهرت الإحصاءات أن نصف عدد السكان قد حصل بالفعل على جرعتي المصل، الأمر الذي تسبب في تهدئة المستثمرين خلال الأيام الأخيرة رغم نشاط متحور دلتا. وبينما يظهر ارتفاع الأسهم مع كل مستوى قياسي بنسب محدودة، لتعكس تردد المستثمرين بين الاطمئنان للخروج من أزمة الوباء والقلق من المتحورات الجديدة، سجلت المؤشرات الثلاثة الرئيسية ما يقرب من 115 مستوى قياسي جديداً منذ بداية العام الحالي.
وأظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية الصادرة يوم الجمعة إضافة الشركات الأميركية 943 ألف وظيفة غير زراعية خلال شهر يوليو، بزيادة تقترب من 100 ألف وظيفة عما توقعه الاقتصاديون. ورغم انخفاض معدل البطالة الأميركية إلى 5.4%، هي الأقل في الستة عشر شهراً الأخيرة، تشير الأرقام إلى أن عدد العمال الأميركيين مازال أقل مما كان عليه عند بداية أزمة انتشار الوباء بما لا يقل عن سبعة ملايين عامل.
وبدا واضحاً من أرقام وزارة العمل تعافي الاقتصاد خلال العام الحالي بصورة قوية بفعل سرعة تعاطي اللقاح وإعادة فتح الشركات وارتفاع الإنفاق الاستهلاكي بمساعدة حزم التحفيز الحكومية، في انتظار الدفعة القادمة للتعافي، والتي يسعى بايدن وحزبه لأن تكون من خططه لتجديد البنية التحتية في البلاد.