أبوظبي (الاتحاد) أعلنت كلٌّ من شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وشركة «حديد الإمارات» عن عقدهما شراكة لاستخدام الهيدروجين الأخضر منخفض الكربون. وبموجب مذكرة التفاهم هذه، ستبحث الشركتان تطوير منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ضمن مشروع لتصنيع الحديد الأخضر يُعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة. وهذا النهج المبتكر لن يقلل فقط من استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون فحسب، بل سيُخفّض أيضاً من تكاليف إنتاج «الحديد الأخضر».
يتميّز الهيدروجين الأخضر بقدرته على توفير الطاقة النظيفة لقطاعات مختلفة مثل الصناعة والنقل، وسيلعب دوراً رئيساً في الجهود الرامية لتحقيق الأهداف العالمية للاستدامة. وبالنسبة لأبوظبي، يعتبر الهيدروجين الأخضر بمثابة فرصة لنشر المزيد من حلول الطاقة النظيفة، ودفع عجلة الابتكار في قطاع الصناعة، ولأن تصبح أبوظبي مركزاً عالمياً لتصديره للأسواق الاستراتيجية في جميع أنحاء العالم.
10 مليارات دولار حجم السوق
ووفقاً لتقرير أصدرته شركة «ألايد ماركت ريسيرتش» المتخصصة في معلومات السوق الأميركية، قُدّر حجم سوق الهيدروجين الأخضر بقيمة 300 مليون دولار عام 2020. ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم بمعدل سنوي مركب يقارب 55% خلال الأعوام 2021 – 2028، الأمر الذي يعني أن قيمة السوق قد تصل إلى 10 مليارات دولار تقريباً خلال سبعة أعوام فقط.
وتدعم العديد من الجهات الحكومية في أبوظبي الجهود المبذولة لتمكين الإمارة من أن تحتل موقعاً ريادياً في هذه السوق الناشئة. وستسهم «طاقة» بدور رئيسي في مشهد الهيدروجين الأخضر بفضل ما لديها من خبرة في مشاريع الطاقة الشمسية والمياه. وقد أعلنت قبل أسابيع قليلة عن توقيعها لمذكرة تفاهم أخرى مع «موانئ أبوظبي» تهدف كذلك لتطوير مشروع في الإمارة لإنتاج الأمونيا الأخضر من الهيدروجين الأخضر وتصديرها.
ويُتوقع أن تسهم هاتان الاتفاقيتان في ترسيخ مكانة العاصمة أبوظبي كمركز عالمي لتصدير الهيدروجين الأخضر وتصدير الأمونيا الخضراء إلى الأسواق العالمية، حيث يمكن استخدامها في مجال التصنيع أو إعادة تحويلها إلى هيدروجين. وإلى جانب ذلك، سيقوم الطرفان بتصنيع الحديد الأخضر وطرحه بأسعار جاذبة للمشترين الباحثين عن حلول الاستدامة.

تغير المناخ
ومع الأهداف الطموحة للتصدي لظاهرة تغير المناخ على مستوى العالم، يُعد الحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع الصناعة أمراً أساسياً. ولطالما مثلت صناعة الحديد تحدياً مستمراً بشكل خاص بسبب كمية الحرارة اللازمة لعملية التصنيع.
توليد الكهرباء وتحلية المياه
وفي هذا السياق، يقول جاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»: «إن إيجاد حلول مجدية تجارياً وقابلة للتطبيق في القطاع الصناعي مثل هذا المشروع، يُعد ركيزة أساسية لإطلاق إمكانات الهيدروجين الأخضر كمصدر واعد للطاقة النظيفة».
وتتمتع «طاقة» بوضع جيد فيما يتعلق بعنصرين من أهم ركائز تصنيع الهيدروجين الأخضر وهما: حجم أعمالها على الصعيد العالمي، والتكلفة المنخفضة والتنافسية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه التي تنتجها في محطاتها للطاقة الشمسية وتحلية المياه، حيث تملك الشركة وتدير وتشغل حالياً أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم وهي محطة «نور أبوظبي» التي تبلغ قدرتها 1.2 جيجاواط، كما لديها محطة أخرى قيد الإنشاء في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، وهي محطة «الظفرة للطاقة الشمسية»، التي ستبلغ قدرتها عند التشغيل 2 جيجاواط. وبالإضافة لذلك، تعمل «طاقة» على إنشاء محطة «الطويلة لتحلية المياه»، التي ستعمل بتقنية التناضح العكسي وستدخل حيز التشغيل في عام 2022 لتنتج 200 مليون جالون من المياه يومياً باستخدام التقنيات الأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.
ويضيف جاسم: «يتطلب الهيدروجين الأخضر قدرة كبيرة على توليد الكهرباء وتحلية المياه بأساليب منخفضة الكربون، و«طاقة» هي شركة مرافق رائدة ومشهود لها عالمياً في كلا الأمرين».
الأسواق العالمية
وتخطط «طاقة» لاستهداف الأسواق العالمية التي تتوفر فيها ظروف مثالية لربط إنتاج الهيدروجين الأخضر بالطلب المحلي، مع القدرة على تصدير الأمونيا الخضراء.
وتعكس هذه الشراكات بين «طاقة» وجهات أخرى مثل «حديد الإمارات» أو موانئ أبوظبي"، الثقة في قطاع الهيدروجين الأخضر الناشئ، كما تجسد أيضاً طموحات إمارة أبوظبي في أن تواصل دورها الريادي في عملية التحوّل في قطاع الطاقة العالمي.