يوسف البستنجي (أبوظبي)

 بدأت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم توريد الألمنيوم الذي تنتجه الشركة باستخدام الطاقة الشمسية إلى مجموعة «BMW» لصناعة السيارات الألمانية، التي تعتبر أول عملاء هذا المنتج، حيث سيتم توريد 43 ألف طن للمجموعة الألمانية في السنة الأولى، التي بدأت استلام الشحنات الأولى منه مع بداية الربع الثاني من العام الجاري 2021، بحسب سلمان داوود عبدالله نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الصحة والسلامة والأمن والبيئة والجودة وتطوير الأعمال في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم.

  • سلمان عبدالله

وأكد عبدالله في حوار مع «الاتحاد»، أن الطلب على هذا النوع من الألمنيوم المسمى «CelestiAL» سيزداد في السنوات المقبلة. وقال: إن الـ «CelestiAL» هو نوع من الألمنيوم الذي تنتجه شركة الإمارات العالمية للألمنيوم باستخدام الطاقة الشمسية من خلال مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي، والذي يعد أكبر موقع لإنتاج الطاقة الشمسية في مكان واحد على مستوى العالم.
وبين أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم هي أول شركة في العالم تنتج الألمنيوم تجارياً باستخدام الطاقة الشمسية النظيفة.
 وأوضح عبدالله: «تنفذ دولة الإمارات استثمارات ضخمة في قطاع الطاقة الشمسية، مما يتيح الفرصة لزيادة إنتاج الألمنيوم المصنوع بالطاقة الشمسية في الدولة». وأضاف: نتوقع أن يصبح ألمنيوم CelestiAL من أهم منتجات شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في المستقبل، وبطبيعة الحال، يعتمد معدل النمو على طلب السوق. وقال: نرجح تزايد استخدام هذا النوع من الألمنيوم خلال العقود القادمة، كون الاتجاهات ستميل أكثر إلى استخدام مصدر طاقة منخفض الكربون، بهدف تقليل انبعاثات الكربون في عمليات إنتاج الألمنيوم، وذلك في سبيل تحقيق طموحات العالم في معالجة مسألة تغير المناخ. وأكد أنه في حين يستخدم الألمنيوم في صناعات مختلفة مثل السيارات والإلكترونيات والإنشاءات، فقد باتت الشركات العاملة في هذه المجالات تولي اهتماماً متزايداً تجاه مسؤولياتها البيئية من حيث كيفية تصنيع موادها الخام، الأمر الذي سيساهم في زياد الطلب على الألمنيوم منخفض الكربون.

  • جانب من منتجات شركة الإمارات العالمية للألمنيوم (الاتحاد)

الاقتصاد الدائري
وحول مفهوم الاقتصاد الدائري الذي تتبناه شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، أوضح عبدالله أنه ينجم عن صناعة الألمنيوم كميات كبيرة من المنتجات الثانوية مثل معظم العمليات الصناعية، ولكن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، تمكنت من تحويل هذه المنتجات الثانوية التي تعتبر في قطاع صناعة الألمنيوم العالمية «نفايات» إلى موارد آمنة ومستدامة يمكن استخدامها في صناعات أخرى، وهذا ما يسمى بـ«الاقتصاد الدائري».
 وقال عبدالله: تمثل مخلفات المصاهر تحدياً لصناعة الألمنيوم على الصعيد العالمي، ولكن خلال عقد، استطعنا في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تحويل هذه النفايات إلى قيمة اقتصادية داخل الدولة. وتستند رؤيتنا على تمكين الاقتصاد الدائري والحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال استبدال الوقود والمواد الخام بالنفايات أو المنتجات الثانوية الناجمة عن صناعات أخرى.
 ولفت عبدالله إلى أنه في إطار التزام «الإمارات العالمية للألمنيوم» بحماية البيئة والحفاظ عليها، قامت الشركة في عام 2019 بتشغيل منشأة جديدة لمعالجة وإعادة تدوير مخلفات المصاهر بتكلفة 15 مليون درهم، في خطوة بارزة لإحراز التقدم في إعادة تدوير النفايات الصناعية.
 وقال: تعد المخلفات الناجمة عن مصاهر الألمنيوم، وهي المواد المستهلكة والتي يتم استخدامها في تبطين خلايا الاختزال في مرحلة صهر الألمنيوم، من أبرز مصادر النفايات في صناعة الألمنيوم على مستوى العالم، وسوف تستخدم المنشأة في معالجة هذه المخلفات لتجهيزها للاستخدام من قبل شركات الإسمنت في دولة الإمارات كمواد خام بديلة.
وأوضح عبدالله أن «الإمارات العالمية للألمنيوم» تعمل مع شركات الإسمنت الإماراتية منذ عام 2010 على تطوير إمكانية إحلال مخلفات المصاهر محل بعض أنواع الوقود والمواد المقاومة للصهر اللازمة في تصنيع الإسمنت.
وكشف عبدالله أنه في العام الماضي، قامت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بتزويد شركات الإسمنت بأكثر من 41 ألف طن من مخلفات المصاهر لاستخدامها كوقود بديل ومواد خام، مما أدى إلى تقليل المخزونات من السنوات السابقة وجعل الشركة رائدة عالمياً في إعادة استخدام هذه النفايات الصناعية.
 وقال: نسعى إلى استخدام بقايا البوكسيت بشكل مفيد من الناحية الاقتصادية، حيث يعتبر البوكسيت واحداً من المواد الثانوية الناتجة عن تكرير الألومينا، وعلى الرغم من الأبحاث الأكاديمية التي تناولت إمكانية استخدام البوكسيت والتي تم إجراؤها على مدار عدة عقود، فإن معظم مصانع الألمنيوم في العالم ما زالت تخزن بقايا البوكسيت لفترات طويلة باعتبارها نفايات. 
وبين عبدالله أن الأبحاث التي تجريها شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تركز على استخدام بقايا البوكسيت في دولة الإمارات على نطاق واسع. وقال: في حال نجاح هذا المشروع سيمثل إنجازاً كبيراً على المستوى العالمي، حيث يتم إعادة تدوير ما يصل إلى 2% من البوكسيت على المستوى العالمي، ولذلك فإن مهمتنا تنطوي على تحقيق تغيير كبير في هذا المجال.

موقع الطويلة
وقال: في عام 2019، أصبح موقع الشركة في الطويلة أول موقع في الشرق الأوسط يحصل على شهادة «مبادرة رعاية الألمنيوم» وذلك عن ممارسات أداء الاستدامة، وتشكل شهادة «مبادرة رعاية الألمنيوم» معياراً عالمياً في قطاع صناعة الألمنيوم للحوكمة والبيئة والمسؤولية المجتمعية.
وأوضح أنه في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتم استخدام غالبية مياهنا بغرض التبريد أثناء توليد الكهرباء، لذلك، نستخرج المياه من البحر، ولكننا نعيد أكثر من 94 في المائة منها إلى البحر بعد إعادة تكريرها والتأكد من سلامتها. 
وأضاف: أيضاً من الناحية البيئية، شاركت الإمارات العالمية للألمنيوم بجمع 344.216 كيلوغرام من علب الألمنيوم لإعادة تدويرها منذ العام 1997 ضمن حملة تجميع العلب التابعة لمجموعة عمل الإمارات للبيئة، وتعتبر شركة الإمارات العالمية للألمنيوم الراعي الرئيسي للحملة السنوية منذ العام 2011. 
ومنذ العام 2011 يواصل فريق الاستدامة في الشركة جهوده لحماية سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض، وذلك من خلال قيامهم بعمليات تفتيش يومية وتنظيف متواصل للشاطئ ومراقبة عملية التفقيس.  ومنذ عام 2011، وضعت نحو 100 سلحفاة منقار الصقر بيضها على شاطئ موقع الطويلة التابع لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ما أسفر عن تفقيس ما يقارب 7000 سلحفاة صغيرة خلال تلك الفترة. ويعتبر شاطئ الطويلة غير مستخدم من قبل العموم، إلّا أنه خلال العقد الماضي وحده، استطاع موظّفو شركة الإمارات العالمية للألمنيوم جمع حوالي 60 ألف كيلوجرام من النفايات التي تجرفها مياه البحر إلى الشاطئ.

إعادة التدوير 
ولفت عبدالله إلى عدد من الإنجازات المهمة التي تعبر عن مدى التزام الشركة بحماية البيئة:
•انخفاض بنسبة 38% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من خلال عملية الصهر، مقارنة بمتوسط الصناعة في عام 2019
•انخفاض بنسبة 91% من كثافة انبعاثات البيروفلوروكربونات، مقارنة بمتوسط الصناعة العالمية في عام 2019
•35 % زيادة في نسبة إعادة التدوير في عام 2019 مقارنة بعام 2018
•87 % من نفايات صهر الألمنيوم تم إرسالها لإعادة تدويرها في عام 2019