حوار - حسام عبدالنبي:

تدرس شركة «جنرال إلكتريك» العالمية تقنية جديدة لتمكين الهواتف الذكية من التعرف على فيروس «كورونا» تسمى «لاقط الفيروسات»، حسب الدكتورة داليا المثنى، الرئيس التنفيذي في دولة الإمارات والرئيس العالمي للشؤون الاستراتيجية والعمليات في الأسواق العالمية لشركة «جنرال إلكتريك»، والتي كشفت في حوار خاص مع «الاتحاد» أن تقنية «لاقط الفيروسات»، عبارة عن مستشعرات دقيقة يتم تطويرها وفي حال نجاحها سيتمكن مستخدمو الهواتف الذكية من التعرف على فيروس «سارس-كوف-2» المسبب لمرض «كوفيد- 19»، إضافة إلى مسببات الأمراض الفيروسية الأخرى، مؤكدة أن تطوير هذه التقنية يعتمد على خبرات «جنرال إلكتريك» الطويلة في تطوير أجهزة الاستشعار الاصطناعية القادرة على الكشف عن الغازات والمواد الكيميائية في البيئة، وكذا على قوة منظومة عمل «جنرال إلكتريك»، مع امتلاكها أكثر من 130 عاماً من الخبرة في البحث والتطوير.
وقالت المثنى: إن التصدي للجائحة العالمية يعد من أكثر التحديات إلحاحاً في العالم اليوم، ولذلك كانت «جنرال إلكتريك» دائماً في طليعة الداعمين لجهود التصدي للجائحة حيث سارعت لإنتاج أجهزة التنفس الاصطناعي، وتعاونت مع العيادات للتعزيز قدراتها، إلى جانب تأسيس وتجميع وتوزيع أجهزة للتصوير المقطعي بالكمبيوتر ضمن وحدة منعزلة حول العالم، بما في ذلك دولة الإمارات، منوهة بأن هذا الابتكار يضم جهازاً متقدماً للتصوير المقطعي المحوسب صممته «جنرال إلكتريك للرعاية الصحية» ويساعد في تشخيص الالتهاب الرئوي الفيروسي المرتبط بمرض «كوفيد- 19». 

  • داليا المثنى

المياه من الهواء
وذكرت المثنى، أن ضمان توريد المياه الموثوقة الصالحة للشرب هو أحد المهام الرئيسية لتقنيات الشركة والتي حرصت على تأمين الموارد المائية الضرورية من خلال عمليات تحلية المياه.
وأوضحت أن عمليات تحلية المياه تستهلك كمية كبيرة من الطاقة، ولعلاج ذلك تقود «جنرال إلكتريك» مشروعاً ثورياً يمكنه التصدي لتحدي ندرة المياه حول العالم بأسلوب جديد ومبتكر، وهو مشروع «استخلاص المياه من الهواء» (AIR2WATER)، أو مصنّع بالإضافة، وهو عبارة عن خزان متكامل لاستخراج المياه، معلنة أن الباحثين في الشركة بالتعاون مع نخبة العملاء والمهندسين من جامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة شيكاغو وجامعة جنوب ألاباما، يبذلون جهوداً حثيثة لتصميم وتطوير جهاز مدمج ومحمول قادر على استخلاص المياه الآمنة والصالحة للشرب من الهواء، ولافتة إلى أن الجهاز يتميز بأنه خفيف الوزن بما يكفي لحمله من قبل أربعة أشخاص فقط، وسيستخدم مواد جديدة مبتكرة، وعمليات حرارية متطورة، وتقنية التصنيع بالإضافة لإنتاج المياه الكافية في المناطق القاحلة يومياً.

ابتكارات الجيل الخامس
وعن استخدام تقنية الجيل الخامس ضمن قطاع الرعاية الصحية والطيران والطاقة، أفادت الدكتورة داليا المثنى، بأن ابتكارات الجيل الخامس أحدثت تحولاً جذرياً في تقنيات اليوم، ومن أجل ذلك عملت «جنرال اليكتريك» على تطوير وحدة تجارب مخصصة لمختلف القطاعات بدعم من النطاق العريض الفائق بتقنية الجيل الخامس من شركة «فيرايزون».
وقالت إن هذه التقنية تعتبر أسرع من الجيل الرابع بعشر مرات على الأقل، وسيحدث ذلك نقلة نوعية كبيرة في عمل هذه القطاعات، إذ نهدف إلى تأسيس منصة شبكة لاسلكية تزيد من سرعة العمليات، وتحسن من قابلية توسيعها وموثوقيتها ومرونتها، مشيرة إلى أن فريق أبحاث الجيل الخامس لدى «جنرال إلكتريك» يعمل باستمرار على استكشاف حالات الاستخدام في قطاعات عمل الشركة التي تضم الرعاية الصحية والطاقة، على غرار مراقبة المرضى عن بُعد عن طريق اتصال لاسلكي، والتحكم المباشر بمزارع توربينات الرياح، والصيانة التنبؤية لمحركات الطائرات المتصلة.

أحدث الابتكارات
وأشارت إلى أن فريق «جنرال إلكتريك» للأبحاث يعمل لإطلاق أحدث الابتكارات، حيث يعمل الفريق حالياً على أكثر من 350 مشروعاً ستثري براءات الاختراع الحائزة عليها الشركة والتي يتجاوز عددها 375 براءة اختراع ويزداد عددها سنوياً، لافتة إلى أن هذه الابتكارات ستدعم عمل مختلف القطاعات وستساعدها في حل مشاكلها، بدءاً من الطيران والرعاية الصحية والطاقة والصناعات المتقدمة، إلى النقل والأمان وغير ذلك الكثير.
وأكدت المثنى، أن جميع ابتكارات الشركة تركز على التزامين رئيسيين وهما: التصدي للمشكلة، وتسخير التقنيات الرقمية لتحقق أكبر أثر ممكن وتعزيز الكفاءة. وأوضحت أن من أهم الأمثلة على الابتكار الرقمي، تطوير روبوتات تعمل عن بُعد بهدف إنشاء أول منظومة في العالم على الإطلاق للعمل عن بُعد.
ونبهت إلى أن أسلوب عمل هذه المنظومة يتسم بالبساطة، فعندما تقوم «جنرال إلكتريك» بتقديم أي أصول لأي عميل، تشمل عملية التركيب إدخال روبوت يتواجد مع الجهاز المركب بشكل دائم، ويقوم هذا الروبوت بمراقبة وإصلاح أي عطل طارئ، ويقوم بذلك في معظم الأحيان ذاتياً، مبينة أنه عند حاجة الروبوت للمساعدة، تتولى وحدة الروبوتات العاملة عن بُعد مهمة تقديم الدعم المطلوب لإجراء عملية الصيانة الضرورية.

جيل جديد
وفيما يخص شكل العالم في ظل التقنيات والابتكارات الجديدة، بينت الدكتورة داليا المثنى، أنه في ظل التحول الذي يشهده العالم نحو جيل جديد تأخذ فيه العمليات والأنظمة وسبل مزاولة الأعمال في مختلف القطاعات شكلاً جديداً، يبقى الابتكار منطلقاً رئيسياً لهذا التحول الثوري الحاصل.
وأضافت أن التقنيات والحلول والمنتجات ومنهجيات العمل الجديدة تبشر بمرحلة جديدة تبرز فيها مزايا المرونة الفائقة والكفاءة القصوى، مؤكدة أن النجاح في المرحلة الجديدة لن يكون مرهوناً بتحقيق الأهداف المنشودة على غرار تعزيز الكفاءة فحسب، بل بقدرتنا على تحمل مسؤوليات أكبر.
وأوضحت المثنى، أن أهمية العمل المناخي بالنسبة لحكومات العالم بدت بوضوح مؤخراً تتسارع لوضعه على رأس قائمة أولوياتها، وهو ما قامت به دولة الإمارات أيضاً، مشددة على أن التصدي للتحديات المناخية غير منوط بهذه الحكومات فحسب، بل كذلك هو دور للشركات الباحثة عن تعزيز التزاماتها على مستوى البيئة والمجتمع والحوكمة، والساعية لإدخال أحدث التقنيات، لذلك يتعين عليها العمل على ترسيخ أطر الاستدامة وجعلها منطلقاً لعملياتها.