حسام عبدالنبي (دبي)

تشهد أسواق الذهب والمجوهرات في الإمارات طفرة في المبيعات خلال الشهور المقبلة، في ظل عدد من العوامل التي أسهمت في زيادة الطلب، حسب توقعات رؤساء شركات للذهب والمجوهرات.
 وأكد هؤلاء لـ «الاتحاد» أن تلك العوامل تشمل تسارع وتيرة الانتعاش الاقتصادي، وزيادة نسبة الحاصلين على التطعيمات، وعودة الثقة في إمكانية التسوق بأمان في الأسواق التجارية نظراً للالتزام بالإجراءات الاحترازية، إلى جانب عودة النشاط السياحي وزيادة عدد الوافدين لزيارة الدولة باعتبارها من أهم الدول التي اتخذت إجراءات فعالة للحد من انتشار الجائحة، مشيرين إلى زيادة المبيعات بنسبة %40 خلال العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ومرجحين في الوقت ذاته أن تبلغ المبيعات في نهاية العام الحالي نسبة 80% من المستويات القياسية المحققة قبل بدء الجائحة.
ورصد رؤساء شركات الذهب والمجوهرات، توجهاً من المستهلكين في الدولة إلى اقتناء السبائك والعملات الذهبية من أجل الاستثمار، حيث زادت المبيعات بنسبة 25% خلال العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2020، منوهين بأن إقامة المزيد من الفعاليات، والمناسبات، والاحتفالات، سيعزز نشاط قطاع المجوهرات وتجارة التجزئة بشكل عام في الدولة. 

  • تمجيد عبدالله

استمرار التعافي
وتفصيلاً، قال تمجيد عبدالله، عضو مجلس إدارة مجموعة دبي للذهب والمجوهرات، ونائب المدير التنفيذي لشركة «جوهرة»، إن أسواق الذهب في الدولة وتحديداً في دبي تشهد تعافياً مستمراً منذ بداية العام الحالي، حيث زادت المبيعات بنسبة 40% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مرجحاً أن تبلغ مبيعات الذهب في نهاية العام الحالي مستويات مقاربة لمبيعات عام 2019، وبما يعادل نسبة 80% من المستوى القياسي من المبيعات التي تحققت قبل أزمة كورونا.
وأرجع عبدالله، نشاط أسواق الذهب والمجوهرات في الوقت الحالي إلى سيطرة حالة من الطمأنينة لدى المستهلكين بشأن التسوق في ظل الالتزام بالإجراءات الحكومية الخاصة بتحقيق التباعد الجسدي في الأسواق التجارية والحد من انتشار فيروس «كوفيد – 19»، حيث يسود شعور بالثقة عن إمكانية التسوق بأمان عكس ما كان سائداً من قبل.
وأضاف أن من العوامل التي دعمت نمو مبيعات الذهب، توافر التطعيمات وزيادة نسبة الحاصلين على التطعيم، وتالياً فإن ذلك شجع على عودة النشاط السياحي، وزاد من عدد الوافدين لزيارة الدولة باعتبارها من أهم الدول التي اتخذت إجراءات فعالة للحد من انتشار الجائحة، مؤكداً أن زيادة الفعاليات الترويجية والمناسبات الاجتماعية في الفترة المقبلة، وخاصة مهرجان صيف دبي واستضافة إكسبو 2020 دبي إلى جانب حلول عيد الأضحى المبارك، عوامل ستعيد زخم النشاط إلى أسواق الذهب في الدولة.
ورصد عبدالله، توجهاً من المستهلكين في دولة الإمارات إلى اقتناء السبائك والعملات الذهبية من أجل الاستثمار، حيث زادت المبيعات بنسبة 25% خلال العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2020.
وأوضح أن الطلب على تلك المنتجات هو طلب دائم، وقد ازداد في الفترة الأخيرة في ظل استقرار أسعار الذهب وتحركها ضمن نطاقات سعرية محددة، ما أعطى طمأنينة للمستثمرين في شراء السبائك والاحتفاظ بها من أجل الاستثمار، مبيناً أن أسعار السبائك الذهبية تتحدد وفق السعر العالمي للذهب مضافاً إليها رسوم الصك والتي تراوح بين 50 إلى 100 درهم، وكذا ربح التاجر بواقع 2% إلى 3% فقط، ما يعني إمكانية الاستثمار وتحقيق أكبر قدر من الربح عند بيع تلك السبائك أو العملات الذهبية بعد فترة.

  • كوروفيلا ماركوز

إقبال على الشراء
 من جهته، توقع كوروفيلا ماركوز، مدير العمليات، بقسم الأعمال الدولية، في شركة تانيشك للمجوهرات، ازدهار حركة الشراء وتزايد إقبال المستهلكين على شراء الذهب في الصيف، وذلك في أعقاب تخفيف القيود والإجراءات الاحترازية في دولة الإمارات وتسارع وتيرة الانتعاش الاقتصادي. وقال: إن التدفق المتوقع للسياح إلى الإمارات في الشهور القليلة المقبلة، إضافة إلى إقامة المزيد من الفعاليات، والمناسبات، والاحتفالات، سيعزز نشاط قطاع المجوهرات وتجارة التجزئة بشكل عام في الدولة، مؤكداً أن دولة الإمارات تعتبر وجهة جاذبة وآمنة للجميع، وتستعد لصيف حافل بالفعاليات ذات الشهرة العالمية مثل مهرجان مفاجآت صيف دبي، الذي يستقطب السكان والسياح على حد سواء.
وأوضح ماركوز، أن أسواق الذهب في دبي تتميز بجودة المنتجات التي تتمثل في مشغولات الذهب النقي، والتشكيلات المتنوعة التي تلبي جميع الأذواق.
وأشار إلى أن شركات الذهب في دبي ومنها «تانيشك» وفرت مزايا استثنائية لعملائها من أجل إرساء أفضل المعايير والممارسات في قطاع المجوهرات وتتمثل في ضمان نقاء الذهب، توافر تصاميم رائعة برسوم تنافسية للغاية، عدم احتساب سعر الأحجار الملونة المستخدمة في صناعة المجوهرات بسعر الذهب، توفير أفضل قيمة لاستبدال الذهب، قياس نقاء ووزن الذهب القديم أمام العملاء لضمان الشفافية الكاملة، ضمان قيمة استبدال الماس والبولكي والياقوت والزمرد بنسبة 100%، عرض جواهر جديدة كلياً، والشفافية الكاملة في الفواتير، إضافة إلى اعتماد ضمان خاص بالشركة.

نمو الطلب 
ووفقاً لتقرير اتجاهات الطلب على الذهب الصادر عن مجلس الذهب العالمي، فقد بلغ الطلب على السبائك والعملات الذهبية 339.5 طن خلال الربع الأول من العام الجاري، محققاً أفضل ربع له منذ الربع الرابع من عام 2016، مؤكداً أن مشتريات التجزئة من الذهب خلال الفترة ذاتها زادت (أكثر من %36 على أساس سنوي)، متأثرة بـ«اقتناص الصفقات» المدفوع بالأسعار والمخاوف الواسعة بشأن الضغوط التضخمية المتزايدة.
وأشار التقرير إلى أن قيمة المجوهرات الذهبية التي اشتراها المستهلكون تمتعت بانتعاش بعد التعافي من جائحة كورونا، حيث ارتفعت إلى 477.4 طن بزيادة سنوية قدرها %52، معتبراً أن ذلك يمثل تحسناً قوياً مقارنةً بالربع الأول من عام 2020 الذي كان ضعيفاً للغاية.
وذكر تقرير مجلس الذهب العالمي، أن الزيادة في طلب المستهلكين جاءت مدعومة بانخفاض سعر الذهب عن المستويات القياسية المرتفعة التي شهدها شهر أغسطس من عام 2020. حدث انخفاض بنسبة %10 في سعر الذهب على مدار الربع الأول من العام 2021، مما أدى، إلى جانب الانتعاش الاقتصادي العالمي، إلى تعزيز العناصر المواكبة للدورة الاقتصادية لعناصر الطلب على الذهب.