لندن (أ ف ب) -يجتمع وزراء مالية دول مجموعة السبع هذا الأسبوع سعيا للتوصل إلى اتفاق حول مواءمة الضرائب على أرباح الشركات بهدف زيادة المداخيل مع بدء تعافي الاقتصادات من جائحة كوفيد-19.
ويصل وزراء المالية الجمعة والسبت إلى لندن، قبل قمة لقادة الدول الأسبوع المقبل يشارك فيه الرئيس الأميركي جو بايدن.
وتدعو واشنطن إلى فرض ضرائب على أرباح المؤسسات التجارية تبلغ بالحد الأدنى 15 بالمئة لمنع الشركات المتعددة الجنسيات، على غرار عمالقة التكنولوجيا، من التحايل على النظام لزيادة أرباحها.
كذلك تبحث مجموعة السبع التعافي الاقتصادي ما بعد كوفيد-19 والتغيّر المناخي وتنظيم قطاع العملات الرقمية.
وإلى الآن يحظى اقتراح بايدن بتأييد واسع، ومن الممكن أن يعلَن هذا الأسبوع عن «اتفاق سياسي»، وفق مصدر أوروبي.
وقال وزير المالية الألماني أولاف شولتس «نحن قريبون جدا من إبرام اتفاق دولي» يحدث «ثورة على صعيد فرض الضرائب على الشركات الدولية».
وأيّدت فرنسا وألمانيا المبادرة الأميركية، أما بريطانيا فدعت إلى حزمة أكبر من الإصلاحات للضرائب الدولية من أجل استهداف أوسع نطاقا لمداخيل الشركات.
زخم يصعب وقفه
وقال بروفسور العلوم الاقتصادية في جامعة كينجز كولدج في لندن جوناثان بورتس «إذا أيّدت جميع دول مجموعة السبع» اتفاقا حول الضرائب على أرباح الشركات، فسنكون أمام «زخم يصعب وقفه».
وهو رفض المواقف المعارضة لهذا التوجّه الصادرة عن دول تعتمد معدّلات ضريبية منخفضة على غرار إيرلندا حيث تبلغ نسبة الضريبة على أرباح الشركات 12,5 بالمئة، وهي من الأدنى في العالم، ما يجتذب مجموعة من عمالقة التكنولوجيا لا سيما فيسبوك وجوجل.
وصرّح بورتس لوكالة فرانس برس «من غير المرجّح أن تكون استراتيجية هذه الدول بتحدي توافق دولي واسع النطاق يضم كل الاقتصادات الكبرى والغالبية الساحقة من دول الاتحاد الأوروبي، قابلة للتطبيق أو صائبة».
وقال آرون أدفاني البروفسور المساعد في علم الاقتصاد في جامعة وورويك إن توصل مجموعة السبع إلى اتفاق سيكبح الاندفاع الدولي لخفض الضرائب.
وتابع «هذا الاتفاق... يزيل المنافسة عديمة الجدوى المبنية على أساس التحكيم الضريبي، أي اجتذاب شركات من خلال خفض معدّلات الضرائب».
إلا أن دييجو إيسكارو، الخبير الاقتصادي الأوروبي البارز في مركز آي إتش إس ماركت للأبحاث، حذّر إلى وجود «احتمال وارد» بأن يتم «الحدّ من مدى» المقترحات التي تعرض خلال الاجتماع في المستقبل.
ضرائب تعكس حجم الأعمال
وتريد بريطانيا التي تستضيف قمة مجموعة السبع أن تسدد الشركات المتعددة الجنسيات ضرائب تعكس حجم أعمالها.
إلا أن الحكومة البريطانية تعتزم رفع الضرائب التي تفرضها على أرباح الشركات من 19 بالمئة إلى 25 بالمئة لإعادة بناء ماليتها التي أنهكها الفيروس.
التحلّي بالشجاعة
والثلاثاء دعا جابريال زوكمان، الأستاذ المحاضر في علم الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إلى رفع نسبة الضرائب على أرباح الشركات إلى 25 بالمئة على الأقل.
واعتبر زوكمان أن فرض ضرائب على أرباح الشركات بمعدّل 25 بالمئة سيوفّر مبلغ 170 مليار يورو إضافيا هذا العام، ما يوازي نصف العائدات الضريبية الإجمالية حاليا في أوروبا من الضرائب المفروضة على الشركات.
وقال لفرانس برس «رسالتي هي التالية: امضوا قدما، تحلّوا بالشجاعة»، معتبرا أن معدّل 15 بالمئة «منخفض للغاية» بحسب المعايير التاريخية.
إلا أن المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا رحّبت باقتراح بايدن فرض ضرائب بنسبة 15 بالمئة على أرباح الشركات، واعتبرت أن هذا الأمر من شأنه توفير مزيد من الموارد للحكومات من أجل الاستثمار في قطاعات على غرار التربية والصحة والبنى التحتية.
وسيكون اجتماع هذا الأسبوع في لندن حضوريا بعدما خفّفت قيود احتواء الجائحة، وستليه في 11 يونيو قمة مجموعة السبع التي ستعقد في كورنوال في جنوب غرب إنجلترا.
وحضّ وزير المالية البريطاني ريشي سوناك مجموعة السبع على تبنّي خطة «تعاف اقتصادي» من الجائحة «شاملة ومراعية للبيئة»، قبل قمة الأمم المتحدة للمناخ التي تعقد في جلاسكو في نوفمبر.