حسونة الطيب (أبوظبي) لم تكتف بالاستمرار في الجلوس على عرش أكبر الشركات في العالم من حيث الإيرادات، بل ولمواكبة ما يدور في العالم في الوقت الحالي، أصبحت أكبر الشركة لتوفير لقاح كورونا في الولايات المتحدة الأميركية.
ومع أن «أمازون»، تفوقت عليها من حيث الزيادة السنوية في الإيرادات، بارتفاع قدره 100 مليار دولار بالمقارنة مع 35 مليار دولار، إلا أن وولمارت لا تزال ممسكة بزمام الصدارة، محققة إيرادات قدرها 559.2 مليار دولار خلال 2020. ويعود تاريخ تأسيس شركة وولمارت التي تتخذ من بنتونفيل بولاية أركنساس مقراً لها، لمطلع يوليو 1962، على يد سام ولتون. وتملك وولمارت قوة عاملة، هي الأكبر من نوعها في العالم، تقدر بنحو 2.2 مليون عامل، منهم 1.5 مليون داخل أميركا ونحو 700 ألف في الخارج، موزعين على نحو 11.44 ألف متجر.
قطاع البيع المخفض
وركزت وولمارت، التي تعتبر الأولى في أميركا في قطاع البيع المخفض، في بدايات نموها على المناطق الريفية، لتنأى بنفسها عن المنافسة المباشرة مع شركات تجزئة كبيرة مثل، سيرز وكي مارت. وعند نموها، انتهجت الشركة، طريقة تجزئة جديدة تضمنت، متاجر وولمارت سيوبر سنترس وسامز كلوب للبيع المخفض.
وبالتأكيد على اهتمام المستهلك، من خلال الإعلان بالرسائل البريدية المباشرة وضبط التكلفة عبر الواردات قليلة التكلفة والكفاءة في شبكات التوزيع وتوفير المستودعات المحلية، أصبحت وولمارت الأكبر في قطاع البيع بالتجزئة في أميركا في 1990. وبعد ذلك بعام واحد، وسعت الشركة دائرة نشاطاتها في الخارج، بدءاً بالمكسيك ثم كندا والصين وألمانيا وبريطانيا، لتنتشر في 26 دولة حول العالم والعمل تحت 54 اسم مختلف في الوقت الحالي.
تعثرت الشركة قليلاً بعد موت مؤسسها عام 1992، لكنها حالما استجمعت قواها لتصبح أكبر صاحب عمل في القطاع الخاص بحلول 1999، لتتجاوز مبيعاتها في 2001، مبيعات أكسون موبيل لتحتل المرتبة الأولى كأكبر شركة في العالم. سلسلة واسعة من المنتجات تملك الشركة، التي غيرت اسمها من «وول مارت»، إلى «وولمارت» في 2018، سلسلة واسعة من المنتجات التي تشمل، الأجهزة الإلكترونية والملبوسات وألعاب الفيديو والأثاث المنزلي، ومستلزمات الحدائق والحيوانات، والأحذية والمعدات الرياضية، ومستحضرات التجميل والأطعمة، وغيرها.
ضخت وولمارت، استثمارات ضخمة، من أجل توفير خدمة إلكترونية عالية الكفاءة لعملائها الذين أجبرهم وباء كورونا للبقاء في منازلهم، فضلاً عن إنفاقها لأموال طائلة في مجال الرعاية الصحية، مثل توفير اللقاح على نطاق واسع داخل الولايات المتحدة الأميركية. كما ارتفعت تجارتها الإلكترونية، خلال الربع الأخير، بنسبة قدرها 69%.
واستثمرت الشركة، ما يقارب 14 مليار دولار لزيادة سعة سلسلة التوزيع لديها ولتعزيز الإنتاجية وتجربة المستهلك.
القرب من المستهلك
وبما أنها أكبر متجر للبيع بالتجزئة في أميركا في 2019، استحوذت أميركا على 65% من جملة مبيعاتها التي بلغت نحو 510.32 مليار دولار. ورغم أن بداياتها كانت في الجنوب والوسط الغربي، فإنها توسعت في أنحاء أرجاء البلاد في بداية تسعينيات القرن الماضي. وارتفعت مبيعات وولمارت، في الفترة بين 2000 إلى 2005، من 165 مليار دولار، لنحو 312.4 مليار دولار.
وبعدد متاجرها البالغ نحو 5342 داخل أميركا، فإن 90% من السكان لا يبعدون أكثر من 10 كيلومترات من أقرب متجر لـ«وولمارت». ونظراً لبعض المخاوف المتعلقة بالجوانب الغذائية، استبدلت وول مارت مطاعم ماكدونالدز داخل مراكزها التجارية، بمطاعم صب واي وبيرجر كينج.