%50 زيادة الطلب على المواد الغذائية «إلكترونـياً» في رمضان

حسام عبدالنبي (دبي) 

زاد الإقبال على تسوق المنتجات والسلع الغذائية، خاصة «البقالة»، عبر المنصات الإلكترونية بنسبة %50 خلال شهر رمضان، حسب مسؤولين في منصات عاملة في مجال الأغذية والمشروبات، أرجعوا زيادة الطلب إلى اعتياد المستهلكين الشراء «أونلاين» منذ بدء جائحة «كوفيد- 19»، وزيادة الاستهلاك في شهر رمضان بشكل عام، في ظل زيادة عملية طهي الطعام في المنزل ومشاركة العائلة وجبة الإفطار.
وأكد هؤلاء لـ «الاتحاد» أن دولة الإمارات تمثل ثاني أكبر سوق لطلبات توصيل الطعام عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يبلغ الحجم السنوي لسوقها نحو 834 مليون دولار، لافتين إلى أن %90 من المدفوعات في هذا القطاع تتم إلكترونياً.

تسوق أونلاين 
وتفصيلاً، قال حسام البردويل، الشريك المؤسس ومدير العمليات في شركة SupplyMe، إن منصات التجارة الإلكترونية عادة ما تشهد زيادة ملحوظة في عمليات الشراء خلال شهر رمضان، خاصة أن المستهلكين اعتادوا على الشراء «أونلاين» منذ الإغلاق الأول في الربع الأول من العام الماضي بسبب الجائحة، وتالياً سرّعت هذه الظروف من عملية التحول الرقمي بصورة كبيرة، مرجعاً الإقبال الكبير على المنصات الإلكترونية خلال شهر رمضان إلى أكثر من سبب، أهمّها هو تلبية احتياجات قطاع الأغذية والمشروبات. 
وأكد البردويل، أن فئة تسوق البقالة أونلاين تشهد ارتفاعاً مطرداً خلال رمضان، خاصة الأسبوعين الثاني والثالث من الشهر الفضيل، حيث يؤدي الاستهلاك الأعلى للأطعمة والمشروبات إلى زيادة المبيعات بنسبة 50% تقريباً لمورّدي هذه المُنتجات.
وأوضح أن جائحة «كوفيد-19» سرعت الانتقال إلى المدفوعات غير النقدية، فبعد أن كانت صناعة الأغذية والمشروبات تشتهر فيما سبق (قبل الجائحة)، بالتخلّف عن الركب خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا والابتكار وكانت التوقعات بأن يتم الانتقال إلى المدفوعات الإلكترونية في السنتين إلى السنوات الخمس القادمة، تغير الأمر سريعاً وتعاملت مختلف المنافذ بالدفع النقدي بصورة كبيرة وشبه حصريه، بدافع الضرورة أو الرغبة في عدم التفاعل مع الآخرين أو الاقتراب منهم، مشيراً إلى أنه في الوقت الراهن، هناك طلب كبير على خيارات الدفع غير النقدي، إذ يتم تسديد ما يقارب 90% من المدفوعات إلكترونياً؛ لأن ذلك يساعد الأعمال التجارية على متابعة إنفاقها، وتسهيل عملية تقديم الإقرارات الضريبية، بالإضافة إلى أن وجود سجل رقمي يسهل الوصول إليه ويساعد على مراقبة أنماط الإنفاق، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى وضع ميزانية أفضل.
ولفت البردويل، إلى تصنيف قطاع الحلول في سوق المدفوعات الرقمية إلى فئات متعددة، هي حلول بوابات الدفع، حلول معالجة المدفوعات، حلول محفظة المدفوعات، حلول ضمان المدفوعات وإدارة الاحتيال، وحلول نقاط البيع.
وذكر أن مستخدمي حلول الدفع الرقمية الرئيسيين يواصلون تبنّي التقنيات الذكية بصورة تدريجية، مثل الحوسبة السحابية والتحليلات والبيانات الضخمة، وذلك لتقديم حلول شاملة لعملائهم الحاليين ولجذب العملاء المحتملين، ولذا تُعتبر بوابة الدفع ومعالجة المدفوعات من أكثر الحلول المطلوبة وعلى نطاق واسع حالياً.
وقال: إن المنصات العاملة في مجال الأغذية والمشروبات ومنها منصة SupplyMe، تعد السوق الإلكتروني الذي يربط موردي المواد الغذائية المحليين مع المطاعم والفنادق والمقاهي ومحلات السوبر ماركت وغيرها من شركات خدمات الطعام بمختلف أحجامها، وتهدف إلى توفير تجربة شراء أفضل للعملاء من دون استثناء.

نمو المدفوعات 
من جهته، قال ناندان مير، الرئيس التنفيذي للمجموعة في «نتورك إنترناشيونال» وهي مزود الخدمات الداعمة للتجارة الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن بيانات الشركة رصدت زيادة في معدلات الإنفاق على طلبات توصيل الطعام عبر الإنترنت، تزامناً مع النمو الحاصل في المدفوعات عبر منصات التجارة الإلكترونية في عام 2020 في أعقاب جائحة «كوفيد-19».
وأرجع ذلك إلى أن خدمات توصيل الطلبات أصبحت خياراً مفضلاً لدى المستهلكين في أعقاب القيود الصارمة التي شهدتها فترات الإغلاق، فضلاً عن أن طلبات الطعام عبر مواقع الإنترنت سجلت بدورها نمواً ملحوظاً نتيجة إقبال العديد من المنافذ والمطاعم على إدراج قوائم مأكولاتها على المنصات الإلكترونية المتعددة لتلبية الطلب المتنامي في السوق، منوهاً بأن قطاع الأغذية والمشروبات شهد نمواً ملحوظاً في حجم معاملات التجارة الإلكترونية للمطاعم المستقلة التي تستقبل الطلبات عبر الإنترنت، أو من خلال التطبيقات المشتركة لطلبات الطعام في الدولة.
وأكد مير، أنه وفقاً لإحصاءات شركة «ستاتيستا»، يتوقع للإيرادات العالمية في قطاع طلبات الطعام عبر الإنترنت أن تبلغ قرابة 151.5 مليار دولار في عام 2021.
وذكر أن التقارير الصادرة مؤخراً تشير إلى أن دولة الإمارات تمثل ثاني أكبر سوق لطلبات توصيل الطعام عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يبلغ الحجم السنوي لسوقها نحو 834 مليون دولار، لافتاً إلى أن «نتورك إنترناشيونال» تستهدف مساعدة قطاع المأكولات والمشروبات والشركات المعنية على فهم أنماط الإنفاق الجديدة وتمكينهم من تقديم عروض جديدة استناداً إلى تفضيلات العملاء التي تشهد تغيراً متسارعاً، وستعمل دائماً على منح عملائها فرصة اعتماد أحدث توجهات المدفوعات في بيئة سريعة التغيير.

زيادة الطلب
بدوره، قال رونالد موزامبي، رئيس قسم التجارة الإلكترونية في «فود كراود»: إن شهر رمضان دائماً ما يشهد زيادة في الطلب على منصات توصيل المواد الغذائية، خاصة أنه يعد الوقت المثالي لاجتماع العائلة ومشاركة وجبة الإفطار.
وأضاف أنه في ظل إجراءات التباعد الجسدي الحالية تزداد عملية طهي الطعام في المنزل خلال رمضان، ولذلك قررت «فود كراود» تقديم برنامج لطبخ 30 وصفة، عبر استضافة مؤثرين مشهورين في عالم الطهي في دولة الإمارات لإعداد وصفات محلية ووصفات من العالم بأسره، يمكن طبخها خلال شهر رمضان باستخدام أفضل منتجات فود كراود.
وأشار إلى أن منصة «فود كراود» صممت على أيدي خبراء زراعيين في إمارة أبوظبي، وتوفر أجود المنتجات الغذائية من الخضار والفاكهة ومنتجات الألبان ومنتجات البقالة واللحوم الطازجة والمشروبات، التي تقطف يدوياً ضمن أعلى معايير ضبط الجودة والنظافة، بالإضافة إلى خدمة التوصيل السريع.