حسونة الطيب (أبوظبي) 

من بين أكثر قصص النجاح إلهاماً وتحفيزاً، عندما يبدأ الشخص السلم من درجته الأولى ليتسلق إلى القمة غير عابئ بالسقوط. 
بدأ جيم باتيسون، الذي ولد في مدينة ساسكاتون الكندية، يتطلع للدخول في عالم المال منذ صغره بالعزف على آلة البوق في المخيمات الصيفية للأطفال. 
 لم ترق له فكرة الموسيقى فتنقل بين أشغال كثيرة منها، بيع الصحف وعامل في أحد الفنادق وقطف الفواكه وبيع البذور وغيرها. 
وبعد تخرجه من الثانوية، واصل العمل في وظائف صغيرة مثل شركة للتعليب وعامل بناء وفي مطعم وفي ورشة للسيارات المستعملة تتبع لمحطة بترول، التي عمل فيها على غسل السيارات. 

  • جيم باتيسون

 وجد جيم ضالته هنا عند غياب أحد موظفي المبيعات ليغطي محله ليوم واحد ليتمكن فيه من بيع سيارته المستعملة، التي شكلت له البداية الفعلية للانطلاق في عالم المال والأعمال. 
وفي عطلته الصيفية، عمل في واحدة من أكبر وكالات بيع السيارات المستعملة في فانكوفر، ليبني علاقات خلالها مع عاملين في شركة جنرال موتورز. وأغراه النجاح في العمل التجاري، لترك دراسته في جامعة كولومبيا البريطانية، لينطلق في عالم السيارات. وبدأت قصة نجاح باتيسون الفعلية، في عام 1961 عندما أصبح وكيلاً لسيارات بونتياك وبويك التي تنتجها جنرال موتورز، بقرض قيمته 40 ألف دولار كندي (نحو 30 ألف دولار أميركي) حصل عليه من بنك أوف كندا. وتضم شركة جيم باتيسون أوتو جروب في الوقت الحالي، 12 علامة تجارية منها تويوتا ولكزس وفولفو، حيث تعتبر الأكبر لبيع السيارات المستعملة في غرب كندا. 
 وتعد مجموعة جيم باتيسون، التي تملك أعمالاً متنوعة في قطاعات عدة منها، الخدمي والتجاري والصناعي، ثاني أكبر شركة خاصة في كندا، ولها عمليات في بلدها الأم بجانب الولايات المتحدة، ويرجع تاريخها لأكثر من نصف قرن. 
و كبر طموح باتيسون ليدخل في أسواق أخرى تشمل، سلسلة سوبر ماركت وإذاعة وشركات إعلامية للصحافة والمطبوعات والإعلانات. ثم توسع ليدخل في صيد الأسماك والشحن وشركات التمويل، بجانب عمله كرئيس لمعرض فانكوفر في 1986، ليجعله واحداً من أبرز المعارض في العالم حتى اليوم. 
واستحوذت جيم باتيسون جروب، على أكثر من 200 شركة منذ عام 1961، وتتنوع أعمالها في 25 مجالاً، حيث يعمل لديها نحو 45 ألف موظف على الصعيد العالمي، وتقدر مبيعاتها السنوية بنحو 10 مليارات دولار. 
 وتقدر قيمة المجموعة بنحو 7.4 مليار دولار، وتنتشر عملياتها في 85 دولة، بينما يُعد باتيسون، رابع أغنى رجل في كندا، ويمتلك ثروة صافية تقدر بنحو 6.12 مليار دولار، وما زال يصر على الذهاب إلى عمله كل يوم بما في ذلك العطلات ليقود سيارته بنفسه، بحسب بلومبيرج. 
لا يقتصر نشاط باتيسون على جمع المال فحسب، بل يمارس الأعمال الخيرية، حيث تبرع بملايين الدولارات لمؤسسة مستشفى فانكوفر وغيرها من المنظمات، ليحوز على وسام الاستحقاق الفخري الكندي، لمنحه 10٪ من دخله للأعمال الخيرية.