حسونة الطيب (أبوظبي)
رغم انتعاش الطلب من أوروبا وأميركا على السلع الآسيوية، خاصة الصينية منها خلال العام المنصرم، إلا أن العديد من الشركات واجهت صعوبات جمة في توصيل الطلبيات لعملائها. وأسهمت هذه الشركات، في تعافي اقتصاد المنطقة الذي عانى بفعل انتشار وباء كورونا، إلا أن تعطيل سلاسل التوريد العالمية للشحن، حال دون استمرار هذا النجاح.
وخلف الارتفاع في الصادرات من الصين إلى الغرب، مصحوباً بعمليات التأخير في الموانئ جراء فيروس كورونا، الكثير من الحاويات بعيداً عن مواقعها، ما نتج عنه اصطفاف السفن خارج الموانئ وزيادة أسعار الشحن.
ارتفاع التكلفة
وارتفعت تكلفة شحن الحاوية، سعة 40 قدما من الصين إلى أميركا، أكثر من 4 مرات خلال السنة الماضية، الشيء الذي لم يسبق له الحدوث منذ 20 عاماً، بحسب فاينانشيال تايمز.
وتعافت الصين من الوباء، بوتيرة أسرع من أي اقتصاد كبير آخر في العالم، مع زيادة في صادراتها من السلع المرتبطة بعمليات الإغلاق والأجهزة الإلكترونية والمعدات الطبية.
وظلت معدلات صادراتها تحقق نسب ارتفاع كبيرة لعدد من الشهور المتصلة، حيث تمكن فائضها التجاري، من تسجيل رقم قياسي عند نهاية العام الماضي.
وجاء ارتفاع الطلب على المنتجات الصينية، عندما تسببت القيود المرتبطة بالوباء ونقص العمالة، في الموانئ الأوروبية والأميركية، في تأخير عودة الحاويات لموانئ شرق آسيا. ويرى روبرتو جيانيتا، مدير جمعية لاينر للنقل البحري في هونج كونج، أن النقص في سائقي الشاحنات وعمال المستودعات حول العالم، قلص من مقدرة الموانئ على إرجاع الحاويات للصين. ويوجد عدد ضخم من الحاويات المكدسة حول العالم، في أستراليا وغرب أوروبا وأميركا الوسطى وغيرها. ومع أن نقص الحاويات، لم يؤثر كثيراً على قطاع السلع الفاخرة، إلا أنه أحدث ضرراً بالغاً على قطاع المنسوجات، ما أدى لخروج بعض الشركات عن القطاع.
استعادة النشاط
وتأمل بعض شركات الشحن أن توفر عمليات الإغلاق التقليدية للمصانع خلال موسم أعياد السنة الصينية، فرصة لشركات الشحن لاستعادة نشاطها.
وربما ينجم عن عمليات التأخير ونقص العمالة ارتفاع في أسعار السلع، ما يدفع بعض الشركات للتفاوض مع عملائها لتقاسم هذه الزيادة التي تتراوح ما بين 2 إلى 5%.
ومع وجود التأثير بشكل رئيسي في خطوط نقل خارج آسيا حتى الآن تلوح بعض البوادر التي تشير لبدء تأثير نقص الحاويات، على طريق العودة، ما أدى لإلحاق الضرر بالشركات التي تُورد للصين.
وأعلنت شركة ماكدونالدز في يناير الماضي عن تأثير عمليات التأخير على استيراد بعض مكوناتها الغذائية لهونج كونج.
تعاني العديد من الموانئ حول العالم في الحصول على المزيد من الحاويات لتعويض النقص.
وفي ننغبو، أحد الموانئ الكبيرة في مقاطعة زيجيانغ، ساعدت السلطات المحلية، بتوفير 730 ألف حاوية إضافية فارغة .
ورغم تراجع معدل الإنتاج السنوي للحاويات خلال النصف الأول من السنة الماضية، إلا أنه استعاد أنفاسه في النصف الثاني محققاً زيادة في الإنتاج الكلي للعام 2020 قدرها 10%.
تحسن النشاط
تشير تقارير واردة من الصين لتحسن نشاط التصدير خلال الأسابيع القليلة الماضية، فيما تظل تقارير أخرى من داخل قطاع الشحن البحري، متشائمة فيما يتعلق بمستقبله، ربما حتى حلول موسم الصيف المقبل. ويتوقع بعض خبراء القطاع أن الصين ربما تتجه للشحن عبر الطرق البرية بالشاحنات من مقاطعة جوانشي في جنوب البلاد، إلى فيتنام ومنها لدول جنوب شرق آسيا. كما تسعى بعض الشركات، لتصدير منتجاتها لأوروبا براً عبر روسيا. ربما لا توجد باخرة غير مستغلة في الوقت الحالي حول كافة بقاع العالم، نظراً لوجود العديد من السفن قابعة في الموانئ في انتظار تفريغ حمولاتها.