سيد الحجار (أبوظبي) 

أكد مسؤولون بشركات نفط وخدمات بترولية أهمية خام مربان في دفع مسيرة نمو وتطور الاقتصاد الوطني على مدى العقود الماضية، مشيرين إلى أهمية بدء تداول العقود الآجلة لخام مربان في بورصة أبوظبي انتركونتيننتال نهاية شهر مارس الماضي، وانعكاسه على زيادة الطلب على الخام، بما يعزز النشاط بقطاع النفط، ويدعم النمو الاقتصادي. 
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن توقعات زيادة الطلب على مربان، واستعداد شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» لزيادة الإنتاج خلال الفترة المقبلة، سينعكس بالإيجاب على الشركات الوطنية العاملة بمجال النفط والغاز وخدمات التوريدات البترولية، ويوفر مزيداً من الأعمال والمشاريع الجديدة، مع جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للقطاع. وأوضحوا أن تحسن النشاط بقطاع النفط، يعود بالنفع على العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى التي ترتبط أعمالها بمجال النفط، وهو ما يسهم في انتعاش أعمال العديد من الشركات العاملة بالدولة، لاسيما مع إعلان «أدنوك» مؤخراً عزمها إنفاق 160 مليار درهم في الاقتصاد المحلي خلال الأعوام الخمسة القادمة عبر برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة، والذي جاء بعد إعلان المجلس الأعلى للبترول عن اعتماد الميزانية التشغيلية للشركة للأعوام 2021 - 2025 بقيمة 448 مليار درهم.
وأطلقت «أدنوك» برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة في عام 2018، بهدف زيادة مساهمة «أدنوك» في دعم وتنويع الاقتصاد المحلي، وتوطين سلاسل التوريد الاستراتيجية، ومساهمة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث استطاع البرنامج خلال 3 سنوات أن يعيد توجيه 76 مليار درهم للاقتصاد المحلي، منها 32 ملياراً خلال عام 2020، فضلاً عن خلق أكثر من 2000 فرصة عمل للمواطنين في القطاع الخاص. 
ومنذ بدء برنامج أدنوك للقيمة المحلية المضافة عام 2018، ساهمت مشاريع أدنوك في الحقول البرية المنتجة لخام مربان بإعادة توجيه ما يقرب من 5 مليارات دولار (18.4 مليار درهم) للاقتصاد المحلي لدولة الإمارات، بمعدل مساهمة للقيمة المحلية المضافة بلغ 60% في عام 2020. 

قيمة مضافة

  • أحمد رحمة المسعود

 

 
وأوضح أحمد رحمة المسعود نائب رئيس شركة «المسعود» للنفط والغاز، أن إطلاق شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» و«بورصة إنتركونتيننتال» التداول العالمي لخام دولة الإمارات المتميز «مربان»، كعقود آجلة في «بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة» الجديدة نهاية شهر مارس الماضي، يمثل إنجازاً كبيراً لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، ويعكس التطور النوعي في الأعمال الذي تشهده «أدنوك»  منذ عدة سنوات.  
وأشار إلى أهمية التداول الحر لخام مربان في تعزيز مكانة «مربان» في أسواق النفط العالمية، بجانب خامات النفط القياسية مثل «برنت» و«غرب تكساس الوسيط»، وهو ما يكرس المكانة الرائدة لأبوظبي والإمارات بقطاع الطاقة العالمي. 
ولفت المسعود إلى أن زيادة الطلب على مربان ومن ثم زيادة الإنتاج سينعكس بالإيجاب على الشركات المحلية العاملة بمجال النفط والغاز، لاسيما أن ذلك يأتي عقب إعلان «أدنوك»، مؤخراً، عزمها إنفاق 160 مليار درهم في الاقتصاد المحلي خلال الأعوام الخمسة القادمة عبر برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة. 
ويعطي برنامج «أدنوك» لتعزيز القيمة المحلية المضافة، أفضلية في ترسية العقود على الشركات التي تعيد توجيه أكبر قيمة ممكنة إلى الاقتصاد المحلي، بحسب معايير دقيقة ومحددة. 

جودة عالية

  • أسامة سعيد

 

 
بدوره، أوضح أسامة سعيد المدير العام لمجموعة بن حمودة للتجارة والخدمات العامة، أن إطلاق العقود الآجلة لخام مربان يسهم في تعزيز تنافسيته وجاذبيته كخامٍ مميّز في الأسواق العالمية، وهو ما يسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وأبوظبي كمركز عالمي في قطاع النفط العالمي. 
ويعني بدء تداول عقود مربان الآجلة أن خام مربان، الذي تنتجه «أدنوك» وأبوظبي، أنه أصبح سلعة عالمية يتم التداول عليها في جميع أنحاء العالم على النظام العالمي نفسه، الذي يتم فيه تداول العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، وبالتالي سيدخل خام مربان لأسواق جديدة ويصل إلى عملاء جدد. 
وأشار سعيد إلى أن الشركات الوطنية العاملة بمجال النفط والخدمات تترقب المزيد من الأعمال خلال الفترة المقبلة، في ظل الزيادة المتوقعة على الطلب وقدرة أدنوك على زيادة الإنتاج من الخام.
وأصبح «مربان» اليوم الخام المفضل في الأسواق العالمية، لاسيما في آسيا، كما أنه الخام المفضل لأكثر من 60 عميلاً في 30 دولة، وذلك لجودته العالية، وإمداداته الموثوقة والمستقرة، والقدرة على زيادة إنتاجه لتلبية الطلب المتنامي.
ومع زيادة الطلب على الطاقة وسعي العالم إلى خفض الانبعاثات الكربونية، سيصبح «مربان» أكثر جاذبية ورواجاً باعتباره خاماً منخفض الكربون، إذ إن مستويات الانبعاثات الكربونية من خام مربان هي أقل من نصف متوسط الانبعاثات في قطاع النفط والغاز العالمي.

فرص جديدة

  • علي سعيد العامري

 


إلى ذلك، قال الدكتور علي سعيد العامري، رئيس مجموعة الشموخ لخدمات النفط والغاز: إن بدء تداول العقود الآجلة لخام مربان يرسخ المكانة الاقتصادية القوية لأبوظبي والإمارات، مشيراً إلى أهمية هذه الخطوة على القطاع الخاص الإماراتي، حيث يتوقع أن تسهم هذه الخطوة في جذب المزيد من المستثمرين لأبوظبي خلال الفترة المقبلة، وهو ما يوفر فرص تأسيس شراكات جديدة بين الشركات المحلية والأجنبية.
وأوضح أن التداول الحر يوفر فرصاً واسعة أمام المستثمرين لتداول الخام، وهو ما يجذب أنظار المزيد من المستثمرين لأبوظبي، ويلقي المزيد من الأضواء حول الفرص الاستثمارية الواعدة بمجال النفط الإماراتي. ويسهم التداول الحر لعقود مربان في توفير المزيد من الشفافية والتحوط للعملاء والمشترين، ويمكّنهم من تسعير احتياجاتهم من النفط الخام وتداولها وإدارتها بشكل أفضل، كما تتيح هذه الخطوة لـ«أدنوك» إيصال خام «مربان» إلى شريحة أوسع من العملاء.
وأضاف العامري أن شركات خدمات النفط والغاز العاملة بمجال صيانة الآبار والتوريدات الخاصة بالحقول المنتجة لخام مربان، سوف تستفيد بشكل مباشر من زيادة الإنتاج لخام مربان، لاسيما في ظل توقعات زيادة الطلب على الخام خلال الفترة المقبلة.

التنمية الاقتصادية المستدامة 

  • محمد بن شبيب الظاهري

 


أكد محمد بن شبيب الظاهري الرئيس التنفيذي لمجموعة يونيفرسال القابضة، أن خام مربان ساهم في دفع مسيرة النمو والتطور بالإمارات على مدى العقود الماضية، حيث لعب دوراً محورياً في عملية التنمية الاقتصادية المستدامة لدولة الإمارات، منذ اكتشافه عام 19ً58، بطاقة إنتاجية 4000 برميل يومياً، وصولاً لمليوني برميل يومياً حالياً، بما يعادل نصف إجمالي إنتاج دولة الإمارات من النفط. 
وأوضح الظاهري أن القرار التاريخي ببدء تداول العقود الآجلة لخام مربان وإطلاق بورصة أبوظبي انتركونتيننتال، يرسخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي لتجارة وتداول السلع، كما يؤكد المكانة الرائدة للإمارات على خريطة التنافسية العالمية، ودورها كمورد عالمي موثوق لإمدادات الطاقة، لاسيما بعد الإعلان خلال شهر نوفمبر الماضي عن اكتشافات جديدة لموارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص في مناطق برية تقدر كمياتها بحوالي 22 مليار برميل من النفط، إضافة إلى زيادة احتياطيات النفط التقليدية بمقدار 2 مليار برميل من النفط في إمارة أبوظبي، ما أسهم في تعزيز مكانة الدولة في المركز السادس عالمياً في قائمة الدول التي تملك أعلى احتياطيات نفطية، فضلاً عن زيادة احتياطيات دولة الإمارات من موارد النفط التقليدية إلى 107 مليارات برميل.  وأشار الظاهري إلى أن هذه الخطوة تفتح آفاقاً جديدة بقطاع النفط في الإمارات، وتدعم الشركات العاملة بمجال النفط والغاز، فضلاً عن العديد من الشركات الأخرى التي ترتبط أعمالها بالقطاع.