سيد الحجار (أبوظبي)

توسعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، على مدى 15 عاماً، في أنشطتها ومشاريعها والتي تنتشر في أكثر من 30 دولة حول العالم، لتتجاوز قيمة المشاريع 19.9 مليار دولار (73 مليار درهم)، فيما تصل قدرتها الإنتاجية إلى 11 جيجاواط. وتسهم مشاريع «مصدر» في تفادي إطلاق نحو 16 مليون طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، كما تخطط الشركة حالياً لتنفيذ مشاريع تتجاوز ضعف هذه القدرة.
وتحتفل «مصدر» الشهر الحالي بمسيرة رائدة بلغت 15 عاماً، ساهمت خلالها في إرساء دعائم قطاع الطاقة النظيفة.
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ«مصدر» لـ «الاتحاد»: إن الشركة ستواصل البناء على الأسس القوية التي أرستها لتمضي قدماً في مسيرة التميز، ولتساهم بشكل فاعل في تعزيز مزيج الطاقة ودعم الاقتصاد القائم على المعرفة والحد من الانبعاثات الكربونية.
وأشار الرمحي إلى أن ما حققته الشركة من إنجازات مهمّة خلال 15 عاماً يعود إلى الاستراتيجية المتميزة التي ينتهجها مجلس إدارة الشركة، والدعم الكبير الذي تقدمه الشركة المالكة «مبادلة للاستثمار»،  فضلاً عن التفاني الهائل لموظفي الشركة وإيمانهم الراسخ برؤية ورسالة «مصدر»، مشدداً على أن ما تم تحقيقه ليس إلا البداية، حيث ستسخر «مصدر» كل ما تمتلكه من إمكانات وكفاءات لمواصلة جهودها الرائدة في قطاع الاستدامة وتحقيق المزيد من الإنجازات الاستثنائية خلال الخمسين سنة المقبلة».
وتزامناً مع هذه المناسبة، أطلقت «مصدر» حملة بعنوان «لمستقبل مستدام» لتسلط الضوء على المسيرة الحافلة بالإنجازات.
ومنذ تأسيسها في شهر أبريل من عام 2006، ساهمت «مصدر» بدور بارز في مكافحة آثار التغيّر المناخي، والحد من الانبعاثات الكربونية.

الهيدروجين الأخضر
وفي منتصف شهر يناير الماضي، وضمن الفعاليات الافتراضيّة لأسبوع أبوظبي للاستدامة 2021، قادت  «مصدر» مبادرةً لدعم تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في أبوظبي عبر توقيع مذكّرة تفاهم، بمشاركة كل من دائرة الطاقة في أبوظبي وشركة الاتحاد للطيران ومجموعة «لوفتهانزا» وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وشركة «سيمنز» للطاقة وشركة «ماروبيني» بهدف تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر، لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والشحن والطيران.
وخلال الأسبوع نفسه، وقّعت  «مصدر» اتفاقية شراكة مع شركة الإمارات دبي الوطني لإدارة الأصول حول توفير خدمات إدارة الاستثمارات لصندوق  «مصدر» للاستثمار العقاري الأخضر.
وبالشراكة مع مجموعة «طاقة»، قادت «مصدر» أواخر العام الماضي ائتلافاً من شركات ومصارف عدّة لإنجاز صفقة تمويل تتعلّق بإنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسيّة في العالم، وهي محطة الظفرة في إمارة أبوظبي.

توسّع عالمي
وواصلت  «مصدر» العام الماضي توسّعها في الأسواق الدولية، حيث وقعت اتفاقية شراكة استثمارية مع فرع أميركا الشمالية لشركة «إي دي اف رينوبلز».
وفي شهر نوفمبر الماضي، وقّعت  «مصدر» اتفاقية مع مجموعة «ترايب انفراستركتشر» في أستراليا. كما أبرمت «مصدر» اتفاقية شراكة مع شركة مرافق الكهرباء «بي تي بي جاوا بالي» في إندونيسيا. وشملت اتفاقات ومذكرات تفاهم أخرى أبرمتها  «مصدر» لتخطيط وتنفيذ مشاريع للطاقة المتجدّدة في كل من: أوزبكستان، وأذربيجان، وإثيوبيا، وكازاخستان، وأرمينيا، وإسرائيل، وبولندا.

الطاقة الشمسية
في شهر مارس من عام 2013، أنجزت  «مصدر» محطة «شمس»، البالغة قدرتها 100 ميجاواط. كما نجحت «مصدر» في إنجاز المرحلة الثالثة من مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميجاواط في دبي. 
على الصعيد العالمي، دشّنت في عام 2011 محطة «خيماسولار» للطاقة الشمسية المركزة في إسبانيا. وفي مجال طاقة الرياح، أطلقت الشركة ثلاثة مشاريع في المملكة المتحدة تشمل «مصفوفة لندن»، ومحطة «هايويند سكوتلاند»، ومحطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية، وفي صربيا طورت «مصدر»  محطة «شيبوك 1».
وعلى صعيد المنطقة، طورت  «مصدر» محطة «الطفيلة» لطاقة الرياح في الأردن، وفي سلطنة عُمان نفذت «مصدر» محطة «ظُفار».
وبهدف نشر التوعية دأبت مصدر منذ تأسيسها على عقد المنصات المعرفية وإقامة الفعاليات والمبادرات لتعزيز الوعي بقضايا الاستدامة، ولعل من أبرزها أسبوع أبوظبي للاستدامة. 

مدينة مصدر
وتضم «مدينة مصدر» التي انطلقت عمليات الإنشاء بها عام 2008، اليوم مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، ووكالة الإمارات للفضاء، وشركتي سيمنز وهانيويل، جامعة الشيخ محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. كما أطلقت «مصدر» «وحدة دعم الابتكار التكنولوجي»، ومجمع «تك بارك» للشركات الناشئة. وهناك حالياً أكثر من 900 شركة محلية وإقليمية وعالمية تدير أعمالها من المنطقة الحرة.

مشاريع جديدة
تباشر «مصدر» بناء محطة متطورة تقنياً لتحويل النفايات إلى طاقة في الشارقة، عبر «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة». 
وفي المملكة العربية السعودية، تطور  «مصدر» محطة «دومة الجندل» لطاقة الرياح، وكذلك محطة «بينونة» شمال العاصمة عمان، و«نور ميدلت» في المغرب.
كما تباشر الاستثمار في أستراليا، والهند. واستحوذت على حصص في محطتين لطاقة الرياح داخل الولايات المتحدة الأميركية. 
وتتولى الشركة تطوير وتشغيل محطة طاقة شمسية كهروضوئية باستطاعة 200 ميجاواط في أذربيجان. وقد فازت «مصدر»  بمناقصة تطوير أول مشروع مشترك بين القطاعين الحكومي والخاص للطاقة الشمسية في جمهورية أوزبكستان بقدرة 100 ميجاواط، فضلاً عن توقيع اتفاقية رسمية مع صندوق المصالح الوطنية في أرمينيا لتطوير مشاريع طاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 400 ميجاواط في الدولة.