يوسف العربي (أبوظبي)
نشأ في أسرة محفزة على اقتحام عالم المال والأعمال، لكنه استطاع بعد أن استكمل دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية أن يضع بصمته الخاصة عبر التوسع المدروس في مختلف الأنشطة. إنه عيسى عبدالله الغرير، رئيس مجلس إدارة شركة «عيسى الغرير للاستثمار».
يؤكد الغرير أن الأمانة تعد أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها التاجر الناجح في كل زمان ومكان، كما إن العلم يشكل الرافعة التي يمكن من خلالها تسريع وتيرة النمو وتحقيق الأهداف.
ويقول الغرير، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، بحكمته شكل القدوة لجيله وأبناء وطنه كافة، كما إن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، تمتع برؤية مستقبلية نادرة باتت مصدر إلهام متواصل.
النشأة
غرس والده فيه قيم الأمانة والصدق وحب العلم منذ الصغر، فيقول عيسى الغرير، إن والده كان يذكره دائماً بالآية الكريمة التي نزلت في نبي الله موسى «قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ»، والآية الكريمة التي نزلت في نبي الله يوسف «اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» في تأكيد على أهمية التشبث بالقيم الواردة بالآيتين الكريمتين.
ويرى الغرير أن الأمانة والصدق والمعرفة هي أهم الصفات التي يحتاجها الإنسان للنجاح.
ويؤكد الغرير أن النجاح في مجتمع المال والأعمال ليس حكراً على الشركات العائلية، حيث نرى الكثير من النماذج الناجحة التي استطاعت بناء نفسها بنفسها ما يثبت أهمية توافر الإرادة والمثابرة.
التعليم
استكمل عيسى الغرير دراسته الثانوية في دبي والتحق بكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال في جامعة سانت ياجو بالولايات المتحدة الأميركية عام 1982.
وبدأت الحياة العملية في العام التالي حيث تولى إدارة مصنع للكرتون رغم وجود العديد من الخيارات الأخرى المتوافرة في ذلك الحين، حيث يرى في الصناعة قيمة كبيرة ومخرجات ملموسة يصعب أن توجد في مجال آخر على النحو الذي يلمسه الإنسان في المصانع.
التوسع
وأسهم في التوسع بمشروعات العائلة التي بدأت بإنشاء المطاحن في منطقة الشندعة بدبي، وبعدها قررت الانتقال بجزء من الإنتاج والتخزين إلى ميناء جبل علي، كما تم إنشاء الصوامع بعيداً عن وسط المدينة وكانت هذه الخطوة بمثابة القاطرة لباقي الصناعات التي استحدثتها المجموعة.
وبعد أن تم تأسيس الصوامع تم إنشاء مصنع للأعلاف، ثم مصنع لتعبئة البقوليات، ثم اقتحمت المجموعة مجال تصفية وعصر الزيوت، كما افتتحت مصنعين لتعبئة الشوفان وآخر لطحن الذرة.
وتصل الطاقة الاستيعابية للصوامع التابعة للشركة في جبل علي نحو 300 ألف طن، كما تبلغ الطاقة الإنتاجية لمرافق الطحن والتعبئة والتخزين ما يناهز 2.5 مليون طن.
ويشدد الغرير أنه عند الاستثمار في الصناعات الغذائية يجب التفكير بشكل مختلف، حيث لا يغيب مفهوم الأمن الغذائي، كما يجب البحث عن توفير المنتجات والخدمات غير الموجودة بالفعل في السوق، فعندما بدأت الشركة عملها 1976 قدمت الطحين ذات الجودة العالية المغلف بأكياس القطن لأول مرة في الدولة.
التكنولوجيا
ولم يستكن الغرير إلى ما وصل إليه من نجاحات في مجال الصناعات الغذائية، حيث يستعد حالياً لإطلاق أول مشروع للزراعة الرأسية في المباني، وذلك من خلال زراعة الورقيات في مبان مكونة من عدة طوابق. ويشير الغرير إلى أن هذه التكنولوجيا الزراعية تمر الآن بمرحلة التجريب في الإمارات بالتعاون مع شريك هولندي تمهيداً لإطلاقها قريباً في السوق المحلية.
مهام وخبرات
رئيس مجلس إدارة شركة «عيسى الغرير للاستثمار»، ورئيس مجلس إدارة «مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر»، ورئيس «منتدى ثروات للشركات العائلية»، و«رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للغوص»، و«مدير عام شركة كرم لصناعة الأغذية»، ومساهم في «مجموعة برايم للرعاية الصحية».
عضو مجلس إدارة كل من «مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي» منذ 23 يناير 2020، و«مجلس الإمارات لتغير المناخ والبيئة»، و«هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس»، و«غرفة تجارة وصناعة دبي»، وعضو اللجنة الاستشارية الدولية للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي.
ويشغل منصب المدير العام والمساهم في شركة الغرير للموارد، والمدير في شركة أنتا للسياحة والسفر، في مركز دبي المالي العالمي، وهو أيضاً شريك مؤسس ومدير شركة ستار لإدارة العقارات المحدودة في مركز دبي المالي العالمي.
يتمتع عيسى الغرير بأكثر من 40 عاماً من الخبرة الناجحة في مجال الأعمال، مع ارتباط قوي بالأعمال التجارية على المستوى الدولي، وخاصة في مجال الصناعات الغذائية.
ويمتلك استثمارات تجارية في شركة المطاحن الأولى بالمملكة العربية السعودية. وهو عضو مجلس الرابطة الدولية لمنظمي المطاحن - منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وعضو مجلس الأعمال الكندي لدولة الإمارات (CUBC).