حسام عبد النبي (دبي)
ابتكرت بنوك محلية أساليب جديدة لتوعية العملاء وتجنيبهم الوقوع ضحية لعمليات الاحتيال المالي والخداع عبر الإنترنت، حيث ركزت البنوك مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي «سوشيال ميديا» من أجل توصيل الرسائل والمواد التوعوية لجمهور العملاء.
ولجأت البنوك إلى أساليب طريفة ومبسطة لتوضيح سبل مكافحة التصيد الاحتيالي، خاصة بعد زيادة استهداف العملاء بمحاولات التصيد والخداع في ظل جائحة «كوفيد-19»، وكان أحدثها إنتاج فيلم كوميدي اجتماعي ساخر بعنوان: «كيف تصبح ثرياً في زمن الوباء». ويتناول الفيلم قصة محتال يعيش حياة رغيدة، وينتحل شخصية مؤسسات معروفة عبر وسائل مختلفة لسرقة المعلومات، قبل أن يتم الكشف عنه مؤخراً كمحتال. ويستهدف الفيلم توجيه رسالة مهمة للعملاء، مفادها «لا تسهم في تسهيل مهمة المحتال»، مع شرح كيفية حماية أنفسهم من أساليب الاحتيال المختلفة.
كما أطلق بنك محلي مقطع الفيديو السابق، يتضمن حملة توعية على أنغام أغنية بوب شهيرة ومحبوبة، تم تعديل كلماتها لتجتذب العملاء بطريقة ممتعة وبسيطة وتبقى عالقة في أذهانهم. وتفاعل العملاء مع الفيديو عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أكد على تأثير الرسائل الفكاهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في تعزيز الوعي بالقضايا الخطيرة.
أخطر التهديدات
ويعد التصيد والاحتيال عبر الإنترنت أحد أخطر التهديدات الإلكترونية الشائعة التي تواجه الأفراد والمؤسسات حالياً، وهو أحد أنواع الهجمات التي تستهدف سرقة المعلومات الشخصية مثل أسماء المستخدمين، وكلمات المرور، ومعلومات بطاقات الائتمان، وغيرها من البيانات الحساسة، لاختراق حسابات الضحايا وسرقة أموالهم أو مواردهم.
وتشمل حملات البنوك للتوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي شرح مخاطر الاحتيال عبر الإنترنت، مع تحذير بشكل خاص من مشاركة كلمات المرور أو رموز البطاقات، وتوخي الحذر من الروابط غير الموثوقة للتسجيل على اللقاحات، وعدم التبرع عبر الإنترنت من دون وجود آليات مناسبة للتحقق من المصداقية.
توجه مصرفي
وضمن ذات التوجه أطلق اتحاد مصارف الإمارات، وبالتعاون مع مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، وشرطة أبوظبي، وشرطة دبي، حملة وطنية للتوعية ضد الاحتيال المالي.
وجاء تنظيم هذه الحملة المشتركة في ظلّ تزايد مخاطر عمليات الاحتيالي المالي واستغلال المجرمين لجائحة كوفيد-19، حيث قام اتحاد مصارف الإمارات بتنفيذ الحملة المشتركة عبر مختلف وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتتضمن الحملة سلسلة من مقاطع الفيديو التثقيفية والمقالات التي من شأنها زيادة الوعي حول كيفية التعرف على عمليات الاحتيال وتجنبها، إضافة إلى إطلاق موقع إلكتروني لدعم العملاء في الإبلاغ عن الأنشطة الاحتيالية.
حملات دورية
وواصلت البنوك إطلاق حملات دورية عبر الرسائل النصية القصيرة والبريد الإلكتروني، إضافة إلى نشر رسائل التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتنبيه العملاء لأساليب ومحاولات الاحتيال.
وتوسعت جهود البنوك في هذا المجال، عبر المواقع الإلكترونية التي تستعرض مجموعة من النصائح المفيدة بشأن حماية المعلومات الشخصية، وتشجع العملاء على اتباع الممارسات المصرفية الآمنة، فضلاً عن تقديم الإشعارات المنبثقة على المنصات الرقمية لتذكير العملاء بأخذ الحيطة والحذر من محاولات الاحتيال.
وتشير التوقعات العالمية للجرائم الإلكترونية في عام 2021، إلى تسبب تلك النوعية من الجرائم بأضرار تقدر تكلفتها المالية على مستوى العالم بنحو 6 تريليونات دولار أميركي، لتصل في عام 2025 إلى 10.5 تريليون دولار.