سيد الحجار (أبوظبي)
حققت محطة شمس للطاقة الشمسية المركزة، التي تم تدشينها في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، في شهر مارس عام 2013، نتائج مميزة على مدار سنوات عملها الثماني، إذ نجحت في تفادي إطلاق 1.4 مليون طنّ من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل زراعة 12 مليون شجرة أو إزالة 120 ألف سيارة من الشوارع، وهو ما يدعم الجهود التي تبذلها دولة الإمارات للمساهمة بالالتزام العالمي للحد من تداعيات التغير المناخي.
وتعتبر «شمس»، التي تحتفل خلال الشهر الحالي بعامها الثامن، إحدى أكبر محطات توليد الطاقة الشمسيّة المركّزة قيد التشغيل في العالم، وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 100 ميجاواط، تمتدّ على مساحة 2.5 كيلومتر مربع، أي ما يساوي 285 ملعباً لكرة القدم، وذلك ضمن حقل شمسي مؤلف من 768 مصفوفة من عاكسات القطع المكافئ لتجميع الطاقة الشمسية وتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجدّدة.
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر» لـ «الاتحاد» إن ما أنجزته محطة شمس في ثماني سنوات يشكّل مساهمة كبيرة في عملية التحوّل التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة نحو الاعتماد على مصادر نظيفة لتوليد الطاقة، ويعزّز بالتالي استعدادات الدولة للخمسين عاماً المقبلة من حيث تقليل البصمة الكربونيّة، وتنويع مصادر الاقتصاد وتبنّي مبادئ الاستدامة، فضلاً عن ترسيخ مكانتها المرموقة ضمن قطاع الطاقة العالمي.
وتتولى تشغيل محطة «شمس» شركة «شمس للطاقة»، المملوكة من قبل شركتي «مصدر» و«توتال» وصندوق المعاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي.
وقال ماجد العوضي، مدير عام شركة «شمس للطاقة»: من خلال المشاريع الطموحة مثل شمس، تمكّنت دولة الإمارات من تحقيق قفزات نوعيّة كبيرة في مجال الطاقة المتجدّدة، ما من شأنه تعزيز الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة تحقيقاً للأهداف التي حدّدتها رؤية الإمارات 2021 واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050.
وخلافاً لتكنولوجيا الألواح الكهروضوئية الشمسية، تولّد محطة «شمس» الطاقة الكهربائية من حرارة الشمس، لا من ضوء الشمس، وتعتمد في آلية تشغيلها على نظم المجمّعات الشمسيّة المكونة من مرايا خاصة على شكل قطع مكافئ تقوم بتجميع وتركيز أشعة الشمس على أنبوب مركزي ينقل الحرارة إلى مواقع تسخين تعمل على توليد البخار الذي يتولى تشغيل التوربينات التقليدية لتوليد الكهرباء في نهاية المطاف.
وأكد تقرير صادر عن «مصدر»، أنه فيما تواصل دولة الإمارات دورها الرائد في مجال الاستدامة والطاقة المتجددة من خلال تنفيذ العديد من المشاريع المهمة في هذا المجال، فإن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» تعمل على تجسيد رؤية وتوجهات القيادة الرشيدة، من خلال نشر حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة محلياً وعالمياً، حيث تواصل «مصدر» التوسّع الدولي في أكثر من 30 بلداً حول العالم، فضلاً عن المشاريع المحلية الضخمة والرائدة وذات الإمكانات المتطورة، مثل محطة شمس.
وأضاف: كانت الإمارات، أول دولة شرق أوسطية تصادق على اتفاقية باريس للمناخ، حيث تضع الدولة الحدّ من التبعات والمخاطر المترتّبة على ظاهرة التغيّر المناخي على رأس أولويات استراتيجيتها التنموية طويلة الأمد، وجاء تأسيس شركة «مصدر» في العام 2006 ضمن هذا السياق، لتتحوّل في أقلّ من 15 سنة إلى شركة عالمية رائدة في مجالَي الطاقة المتجدّدة والتطوير العمراني المستدام.
وأكد التقرير، حرص «مصدر»، المملوكة بالكامل لشركة «مبادلة للاستثمار»، على دعم جهود الإمارات لبناء اقتصاد المعرفة، حيث ساهمت الشركة منذ تأسيسها في دفع عجلة النمو لقطاع الطاقة المتجددة في العالم العربي، فضلاً عن المساهمة في تحقيق أهداف أجندة الاستدامة العالمية.