رشا طبيلة (أبوظبي)

من حبوب الصويا.. إلى شموع طبيعية 100 %، مشروع فريد ابتكرته الشابة الإماراتية أمينة المرزوقي لتحول شغفها أثناء الطفولة إلى واقع ملموس، بعدما نجحت في افتتاح معمل في أبوظبي ليكون المشروع الإماراتي الأول من نوعه في تصنيع الشموع بمواد طبيعية بشكل كامل وزيوت عطور طبيعية.
المرزوقي التي شغفها حب الشموع منذ صغرها، فقررت صناعتها بيدها بعدما تعلمت كيف تصنع تلك الشموع، ففي العام 2018 بدأت بتصنيع الشموع الطبيعية في منزلها وتوزيعها على الأصدقاء وأفراد عائلتها، ثم جاءت الانطلاقة مع بداية العام 2020 عندما افتتحت معملها ومحلها للشموع في منطقة الميناء بأبوظبي، ليكون أول لبنة في تحقيق شغفها وأحلامها.
وقامت أمينة بتسمية محلها تحت مسمى «APS» للشموع، أي مجموعة أمينة الوردية للشموع. واليوم أصبحت تقدم هدايا لحفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية بتصاميم بناء على طلب العملاء، وتقوم بطباعة بطاقات التهنئة عبر طابعة تقليدية قديمة لتظهر الحروف والكتابات بطريقة جميلة وتقليدية ومبتكرة.

تحدي الجائحة
ورغم افتتاح محلها بالتزامن مع بدء جائحة «كورونا»، إلا أنها استطاعت تحويل هذا التحدي إلى فرصة وقامت بتصميم شعارات تحمل جملاً توعوية مثل «التزم بالبقاء في البيت»، مؤكدة أن الشموع ذات الروائح الطبيعية مناسبة جداً لتقديم الهدايا خصوصاً مع وجود الناس في المنازل.
وفي بداية الجائحة عادت المرزوقي لصناعة الشموع في منزلها بسبب الظروف آنذاك ولكنها سرعان ما عادت للعمل في معملها.
وعند الدخول لمعمل أمينة، يرى الزائر تصميماً متميزاً يجذب الأنظار بألوان هادئة وردية وروائح شموع طبيعية تُضفي جمالاً خاصاً ورائحة مميزة للمكان، مع عرض جميع أنواع الشموع وأحجامها بروائح مختلفة لتناسب جميع الأذواق.

مواسم العطور
وتقدم المرزوقي شموعاً بروائح متنوعة على رأسها العطور العربية مثل العود والعنبر لتناسب العملاء المحليين والعرب إلى جانب شموع برائحة الخزامى «اللافندر» ورائحة البلوط والقرفة وغيرها من العطور.
وتقول المرزوقي «أقوم بتصنيع شموع بروائح مختلفة بحسب الموسم لتناسب المواسم المتعددة». وفي أحد جوانب المحل، يتوفر شمع «الصويا» الطبيعي الذي تقوم أمينة باستيراده من الخارج وتستخدمه في صناعة شموعها. وأضافت المرزوقي: «نقوم من خلال مزودي شمع الصويا بجلب هذه الأنواع من الشمع الذي يستورد علي شكل بودرة قبل استخدامه لتصنيع الشموع». وتتوزع جميع أنواع شموع المرزوقي بطريقة مبتكرة وراقية على أرفف خشبية على جانبي المعمل، بينما تتوسط المعملَ آلةٌ طابعة قيمة بلون وردي يتم استخدامها لطباعة بطاقات التهنئة والرسائل الموجهة على الهدايا من الشموع.

روائح طبيعية
وتضيف «نصنع الشموع باستخدام مواد طبيعية بالكامل حيث إنها خالية من أي مواد كيماوية وغير مضرة للتنفس وتُشعر العملاء بروائح طبيعية عطرة». وتشير المرزوقي «ننتج قرابة 150 شمعة يومياً عبر المعمل ويعتمد ذلك على الطلب». وتقول «نقوم بتغليف الشموع بتصاميم مختلفة تناسب جميع أنواع المناسبات من حفلات الزفاف والأعياد، كما نقدم خدمة توصيلها للمنازل في جميع مناطق الدولة».
وتبين المرزوقي «أقوم من خلال مشروعي أيضاً بتوريد الشموع لمحال الزهور والعطور».
وتشير «شغفي بالشموع ونجاح مشروعي يزيد من طموحاتي المستقبلية حيث أطمح لافتتاح مصنع للشموع الطبيعية في أبوظبي ليكون أول مصنع إماراتي من نوعه لتصنيع الشموع الطبيعية في أبوظبي».
وتضيف «أطمح أيضاً لأن يكون لي عملاء من خارج الدولة فأرغب في التوسع لتصنيع شموع خاصة للسياح عند الانتهاء من جائحة كورونا». 
وتقول المرزوقي «وجدت الدعم الكامل من عائلتي وأصدقائي الذين شجعوني بشكل كبير بعد أن قاموا بتجربة الشموع التي أصنعها».
وإلى جانب الشموع، تقوم المرزوقي بصناعة الصابون أيضاً بمواد طبيعية وبروائح العنبر والعود والزعفران.