أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" اليوم عن توقيع اتفاقية امتياز لاستكشاف النفط والغاز حصلت بموجبها شركة "كوزمو البحرية للاستكشاف والإنتاج المحدودة"، المملوكة بالكامل لشركة "كوزمو القابضة" اليابانية، على حقوق استكشاف النفط والغاز في "المنطقة البحرية رقم 4" في أبوظبي. وتعد هذه أول اتفاقية امتياز من نوعها يعتمدها المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية في أبوظبي والذي تم تشكيله مؤخراً.

وقع الاتفاقية كل من معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، وهيروشي كيرياما، الرئيس التنفيذي لمجموعة "كوزمو".

وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، بهذه المناسبة: "تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بالاستغلال الأمثل وتحقيق أقصى قيمة ممكنة من موارد أبوظبي الهيدروكربونية، تسهم ترسية هذا الامتياز في تعزيز التعاون القائم بين أدنوك و’كوزمو‘ وتوثيق العلاقة الاستراتيجية الراسخة والناجحة بين دولة الإمارات واليابان التي تعد أكبر مستورد لمنتجات أدنوك من النفط والغاز. ويسعدنا توسيع نطاق شراكتنا مع ’كوزمو‘ لا سيما وأن ترسية هذا الامتياز تؤكد على الدور المهم للتعاون في مجال الطاقة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين خصوصاً فيما نركز على الاستعداد لمرحلة التعافي ما بعد كوفيد".
وأضاف معاليه: "جاء اختيار ’كوزمو‘ بعد مزايدة اتسمت بالتنافسية الشديدة، ونظراً لما تتمتع به من خبرة كبيرة في العمل في البيئة البحرية في الإمارات وقدرتها على توفير التكنولوجيا المتطورة وتسهيل وصول منتجاتنا من النفط الخام والمشتقات البترولية إلى أسواق النمو الرئيسية، حيث تعتبر هذه من المزايا الرئيسية التي نأخذها في الاعتبار عند إبرام شراكات نوعية استراتيجية تمكننا من تعزيز القيمة والاستفادة من أصولنا ومواردنا ضمن جهودنا لتنفيذ استراتيجيتنا المتكاملة 2030 للنمو الذكي".

وتأتي ترسية "المنطقة البحرية رقم 4" عقب ترسية عدد من المناطق مؤخراً على شركة "أوكسيدنتال" الأميركية، وتحالف تقوده شركة "إيني" الإيطالية للطاقة وشركة PTTEP التايلاندية، وذلك ضمن الجولة الثانية من مزايدة أبوظبي التنافسية التي عكست قدرة أدنوك على مواصلة تعزيز القيمة وتوثيق الشراكات الاستراتيجية لتسريع وتيرة استكشاف وتطوير موارد أبوظبي الهيدروكربونية.
وبموجب الاتفاقية، ستحصل "كوزمو" على حصة 100% في مرحلة الاستكشاف، وستستثمر ما يصل إلى 532 مليون درهم /145 مليون دولار/ في عمليات التنقيب وحفر آبار الاستكشاف والتقييم، بما في ذلك رسم المشاركة، لاستكشاف وتقييم فرص النفط والغاز في "المنطقة البحرية رقم 4" التي تغطي مساحة تبلغ 4865 كيلومتراً مربعاً شمال غربي مدينة أبوظبي.
من جانبه، قال هيروشي كيرياما: "تمتلك شركة ’كوزمو‘ وحكومة أبوظبي شراكة قوية في قطاع النفط والغاز تمتد لأكثر من نصف قرن، وتمثل ترسية هذا الامتياز مرحلة مهمة لنا تسهم في تسريع وتيرة تطوير أعمالنا في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج في أبوظبي وتعزز شراكتنا الراسخة مع كل من إمارة أبوظبي وأدنوك والتي تغطى مجالات متعددة".
وأضاف: "نحن متحمسون لاستكشاف هذه المنطقة الواعدة والاستفادة من مواردها الهيدروكربونية من خلال توظيف معرفتنا وخبرتنا، ونحن واثقون من أن نجاحنا في هذا المجال سيسهم في الاستفادة من أوجه التكامل والدمج في أعمالنا في حقول النفط الحالية لمجموعة كوزمو وجزيرة المبرز التي تديرها شركة ’نفط أبوظبي المحدودة ‘ التابعة لنا".
وفي حال الوصول إلى اكتشافات ناجحة ذات جدوى تجارية خلال مرحلة الاستكشاف، ستحصل "كوزمو" على حق تطوير وإنتاج هذه الاكتشافات ذات الجدوى التجارية، بينما تمتلك أدنوك خيار الاحتفاظ بحصة 60% في مرحلة إنتاج الامتياز التي تبلغ مدتها 35 عاماً من بدء مرحلة الاستكشاف. وستتيح ترسية "المنطقة البحرية رقم 4" المزيد من الفرص الواعدة في مجال تعزيز القيمة المحلية المضافة في الدولة خلال فترة الامتياز.

وإلى جانب حفر واستكشاف وتقييم الآبار الاستكشافية والتقييمية، ستشهد مرحلة الاستكشاف استفادة "كوزمو" ومساهمتها مالياً وتقنياً في مشروع المسح الجيوفيزيائي الضخم الذي تنفذه أدنوك والذي يقوم بتوفير بيانات دقيقة ثلاثية الأبعاد عن منطقة الامتياز. وتشير بيانات المسح الذي أجري بالفعل على مساحة كبيرة من هذه المنطقة، التي تقع بالقرب من حقول النفط والغاز الحالية، إلى أنها ذات إمكانات واعدة.

وأطلقت أدنوك الجولة الثانية من مزايدات أبوظبي التنافسية في عام 2019، حيث طرحت نيابةً عن حكومة أبوظبي مجموعة من المناطق البرية والبحرية الرئيسية. واستناداً إلى البيانات المتوفرة من الدراسات التفصيلية للنظام البترولي والمسوحات الجيوفيزيائية التي تم الحصول عليها من آبار الاستكشاف والتقييم، تشير التقديرات إلى أن المناطق الجديدة ضمن الجولة الثانية من المزايدات التنافسية تحتوي على موارد كبيرة تقدر بعدة مليارات من براميل النفط وتريليونات من الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي.