تكساس (رويترز) - قالت مصادر مطلعة إن الرئيسين التنفيذيين لـإكسون موبيل وشيفرون أجريا محادثات تمهيدية في مطلع 2020 لبحث سبل دمج أكبر شركتين لإنتاج النفط بالولايات المتحدة، في اندماج كان سيصبح الأكبر على الإطلاق.
تسلط المحادثات المتوقفة حالياً الضوء على الضغوط التي تواجهها أكبر شركات قطاع الطاقة في ظل اشتداد جائحة كوفيد-19 وتهاوي أسعار الخام.
وقال أحد المصادر إن المحادثات بين دارين وودز الرئيس التنفيذي لإكسون ونظيره في شيفرون مايك ويرث كانت جادة إلى حد إعداد مسودات وثائق قانونية تشمل جوانب محددة من مباحثات الاندماج. ولم تتسن بعد معرفة أسباب توقف المحادثات.
وطلبت المصادر عدم نشر أسمائها، نظراً لسرية المسألة. وأحجمت إكسون وشيفرون، اللتان تصل قيمتهما السوقية إلى 190 مليار دولار و164 ملياراً على الترتيب، عن التعقيب.
الهبوط الحاد 
وهوت أسهم إكسون وشيفرون بشدة في العام الماضي، بعد حرب أسعار النفط وبسبب تأثير انتشار فيروس كورونا المستجد مما دفع قيمة الخام إلى الهبوط الحاد. وكان سهم شيفرون الأكثر تضررا، إذ ثارت لدى المستثمرين مخاوف حيال ربحية الشركة على المدى الطويل وقرارات الإنفاق.
وقال أحد المصادر إن الرئيسين التنفيذيين لإكسون وشيفرون كان يتصوران في محادثاتهما تحقيق التعاون، من خلال تخفيضات هائلة في التكاليف للمساعدة في التغلب على التراجع في أسواق الطاقة. وفي نهاية عام 2019، عينت إكسون 75 ألف موظف تقريبا وعينت شيفرون حوالي 48 ألفا.
وبعد توقف المحادثات مع إكسون، مضت شيفرون في الاستحواذ على شركة نوبل إنرجي المنتجة للنفط في صفقة تضمنت الدفع نقدا مع شراء أسهم بقيمة خمسة مليارات دولار جرى إتمامها في أكتوبر.
فشل المحادثات
وترددت أنباء فشل المحادثات مع تعرض إكسون لضغوط من بعض مساهميها بشأن توجهها الاستراتيجي.
وإكسون أيضا في مرمى نيران صندوق التحوط دي.إي شو الذي يضغط على الشركة لخفض التكاليف وتحسين الأداء.
ومن المقرر أن تعلن إكسون نتائجها للربع الرابع من العام في الثاني من فبراير. وكانت شيفرون أعلنت في الأسبوع الماضي عن خسارة مفاجئة قدرها 11 مليون دولار في الربع الرابع، بعد أن طغى انخفاض هوامش الربح من الوقود، وتكاليف الاستحواذ، وتأثيرات قيم العملات على التحسن في نتائج الحفر.
أرامكو السعودية
لن يتخطى حجم إكسون وشيفرون في حالة اندماجهما سوى أرامكو السعودية التي تبلغ قيمتها السوقية حوالي 1.8 تريليون دولار، ودفعت في السابق العديد من شركات الحفر الأميركية إلى حافة الانهيار، من خلال إغراق السوق بالنفط.
مكافحة الاحتكار 
وقال أحد المصادر إنه على الرغم من المخاوف التي لا مفر منها المرتبطة بمكافحة الاحتكار، فقد تقول الشركتان إن الاندماج سيمثل أفضل فرصة للولايات المتحدة لمواجهة المجموعة السعودية المملوكة للدولة وأكبر منتجي النفط الآخرين المدعومين من حكوماتهم في العالم.
فعلى سبيل المثال، سلطت حرب أسعار النفط العام الماضي الضوء على ضعف المنتجين الأميركيين أمام الحكومات الأجنبية التي يمكنها أن تملي أسعار النفط الخام بشكل فعال عن طريق إجبار شركات الطاقة على العودة إلى زيادة الإنتاج أو خفضه.
خفضت شركتا إكسون وشيفرون الوظائف خلال العام الماضي. وفي أواخر العام الماضي، أبقت إكسون على توزيعات أرباحها ثابتة بعد أن كانت ترفع مدفوعات مساهميها سنوياً منذ عام 1982.