أبوظبي (وام)
تدخل دولة الإمارات الخمسين الثانية من مئويتها، وهي تحمل الريادة العالمية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتنهض بمسؤولية الحفاظ على هذه الإنجازات، وترسيخ وإدامة ثقافة التميز والإبداع في هذا القطاع، باعتباره المحرك الرئيسي لكل عمليات التنمية في المستقبل.
فقد وثّقتْ قوائم التنافسية الدولية بنهاية عام 2020، وهي ترصد جودة وتطور قطاع الاتصالات والجاهزية الشبكية، صدارة دولة الإمارات في المركز الأول عالمياً في 12 مؤشر تنافسية تقيس جودة وتطور قطاع الاتصالات، كما حلت ضمن الدول الخمس الأوائل في 30 مؤشر تنافسية أممي.
وكانت التقارير الأخيرة لمؤشرات الابتكار العالمي والاتحاد الدولي للاتصالات والمنتدى الاقتصادي العالمي سجلت، أن أحد العوامل الرئيسية التي تتمتع بها بيئة العمل الإماراتية، التي تمتلك واحدة من أفضل شبكات الاتصالات على مستوى العالم، هو مرونتها الابتكارية في مواجهة التحديات كالذي تحقق في نجاحها القياسي بمواجهة تحديات جائحة كوفيد 19 وتحويلها الى محرك إضافي في رؤية القيادة الرشيدة لمقتضيات التنمية المستدامة، وتقيس هذه المؤشرات مدى تقدم وتطور البنية التحتية للاتصالات في دول العالم، باعتبارها ممكناً رئيسياً للابتكار، وعنصراً مهماً في خلق بيئة ابتكارية.
وأظهرت بيانات الريادة الإماراتية في العديد من المحاور، أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الدولة يلعب دوراً محورياً في تحقيق الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 ويمكّن التحول الرقمي ودخول التكنولوجيا الحديثة للدولة خصوصاً تكنولوجيا الجيل الخامس، بتقديم الخدمات والحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة لجعل دولة الإمارات العربية المتحدة دولة رائدة في نشر تقنية الجيل الخامس.
ويرى حمد عبيد المنصوري مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات رئيس الحكومة الرقمية لحكومة الإمارات أنه مع استهلال النصف الثاني من مئوية الدولة، تبدو صورة الأداء الاتحادي في العقود الخمسة الماضية متسقة في وضوح الرؤية القيادية لأهمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بناء دولة النموذج والرسالة.

  • حمد عبيد المنصوري

 


وكان من أولى الخطوات التي تبنتها الدولة لدعم الشركات العاملة في مجال الريادة، وتعزيز دور التقدم التقني في إدامة النمو الاقتصادي، تأسيس المناطق الحرة مثل مدينة دبي للإنترنت عام 1999، ومدينة دبي للإعلام عام 2000، ثم سلطة واحة دبي للسيليكون في عام 2005 .
وفي العام 2013 أطلقت القيادة حكومة الإمارات الذكية، وأعقبها عام 2014 تأسيس مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي لتحفيز ثقافة الابتكار في القطاع الحكومي، من خلال وضع منظومة متكاملة للابتكار، بحيث يصبح ركيزة أساسية من ركائز حكومة الإمارات يعزز تنافسيتها، بحيث تكون في مصاف الحكومات الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم.
وكان عام 2011 شهد إعلان أبوظبي أول عاصمة في العالم مغطاة بشبكة الألياف الضوئية، وتوصيل شبكة الألياف الضوئية للمنازل، وكانت دولة الإمارات أول من قدم شبكات الجيل الثالث والجيل الرابع للهاتف المتحرك على مستوى المنطقة. كما كانت من أوائل دول العالم في البدء باختبارات شبكات الجيل الخامس، وتستثمر لأجلها في أحدث الحلول والتقنيات المستقبلية، التي تكرست ريادتها الأممية في مناسبات مثل منصة معرض جيتكس للتقنية وإكسبو 2020 وجاءت جائحة كورونا خلال 2020 بتحديات مستجدة كشفت عن الأهمية البالغة لقطاع الاتصالات في مواجهة الأزمات وتخفيف عواقبها الاقتصادية، بأن منحت شركات الاتصالات خبرة أكبر في الإدارة الديناميكية لحركة البيانات، وسهلت للحكومة وللشركات والمؤسسات فهماً أفضل لتحديات العمل عن بعد، نظراً لتوافر أنظمة الاتصال الحديثة وتميز الإمارات في مؤشري نسبة تغطية الهاتف المحمول والاشتراكات في إنترنت النطاق العريض.