مصطفى عبد العظيم (دبي)
حلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الرابعة عالمياً والأولى في الشرق الأوسط، ضمن قائمة أكثر الوجهات السياحية المفضلة للسفر خلال عام 2021، والصادرة عن مجلة كوندي ناست ترافيلر، والتي توقعت أن تشهد الدولة رواجاً سياحياً استثنائياً العام المقبل، بفضل ما تزخر به من مقومات سياحية متعددة، فضلاً عن استعدادها لاستضافة العالم في معرض «إكسبو 2020 دبي» خلال شهر أكتوبر المقبل.
ووصفت المجلة الأميركية المتخصصة في مواضيع السفر والسياحة، دولة الإمارات بالوجهة السياحية التي نجحت ترسيخ الحداثة في قلب الصحراء، متوقعة أن تتحول التحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد - 19» والتي تسببت في تأجيل «إكسبو 2020 دبي» لمدة عام إلى مكاسب كبيرة في عام 2021.
ولفت تقرير المجلة إلى أنه لم يكن هناك أدنى شك من أن دبي مدينة الذهب كانت مرشحة لسحب البساط من كافة الوجهات العالمية هذا العام خلال استضافتها «إكسبو 2020 دبي»، بعد أن استعدت بشكل كامل وجهزت موقعاً تبلغ مساحته ضعف مساحة جزيرة هونج كونج لإقامة الحدث وما يتضمنه من أيقونات هندسية فريدة على غرار ساحة الوصل ذات القبة الفولاذية التي بإمكانها التحول إلى شاشة عرض بزاوية 360 درجة بضغطة زر واحدة، ولكن جاءت جائحة «كوفيد - 19» لتقلب موازين العالم على نحو غير متوقع وتسبب في تأجيل الحدث لمدة عام، مؤكداً تكاتف الجميع لضمان أن خطط إقامة الحدث في موعده الجديد تجرى بتناغم وإحكام.
وأوضح التقرير أنه في الوقت الذي تبدو فيه دبي مشغولة بالاستعداد لاستعراض براعتها التنظيمية لحدث «إكسبو 2020»، تشكل بقية إمارات الدولة وجهات سياحية زاخرة بعوامل الجذب المتنوعة من الثقافة والفنون والتصاميم الفندقية الأيقونية والعمارة الإماراتية التاريخية والمواقع التراثية والمناطق السياحية في الرائعة في قلب الصحراء على غرار نزل الفاية في صحراء مليحة بالشارقة.
ووفقاً للقائمة التي تصدرتها كل من سلوفينيا والمملكة المتحدة والبرتغال، تفوقت دولة الإمارات التي جاءت في المرتبة الرابعة على العديد من الوجهات السياحية العالمية، مثل فنلندا وأستراليا وجزر الكناري، وجمهورية الدومينيكان في الكاريبي والمكسيك، وغيرها من الوجهات على مستوى العالم.
ويجسد القطاع السياحي في دولة الإمارات أحد أبرز قصص النجاح الاستثنائية التي شهدتها صناعة السياحة العالمية، بعد أن نجحت الدولة في تغيير المشهد السياحي في المنطقة بالتحول في غضون سنوات قصيرة، إلى وجهة عالمية تزهو بإنجازاتها، ويقصدها ملايين السياح من مختلف أرجاء الأرض.
ولطالما شكلت السياحة ركيزة ثابتة في الأجندة الاقتصادية لرؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071، حيث وفرت دعماً لسياسة التنويع الاقتصادي، وأضافت إيرادات غير نفطية مهمة إلى الناتج المحلي الإجمالي، وأسهمت في تطوير سوق العمل.
ومؤخراً، أطلقت دولة الإمارات استراتيجية السياحة الداخلية الهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة لتنظيم السياحة الإماراتية المحلية، وذلك بالتنسيق مع مختلف الهيئات والمؤسسات المحلية والاتحادية المعنية بقطاع السياحة والتراث والثقافة والترفيه المجتمعي، إلى جانب إطلاق الهوية السياحية الموحدة للدولة، ضمن رؤية تسعى إلى ترسيخ صورة الإمارات مركز جذب سياحياً، إقليمياً ودولياً، ومشاركة قصة الإمارات الملهمة للعالم.
وخلال العقود القليلة الماضية، حققت دولة الإمارات نهضة سياحية غير مسبوقة، بعد أن تمكنت بفضل رؤية القيادة الرشيدة، في أن تتحول إلى وجهة رئيسة على خريطة السياحة العالمية، وأن تصبح لاعباً مؤثراً في رسم ملامح مستقبل السياحة والسفر في المنطقة والعالم.
ولم تعتمد الإمارات في نهضتها السياحية الشاملة على إبراز مقوماتها السياحية الطبيعية فحسب، بل بادرت بالعمل وفق خطط ورؤى مدروسة لتنويع منتجاتها السياحية والاستفادة من شواطئها ورمالها الذهبية، من خلال بناء أفخم المنتجعات السياحية وإقامة المدن الترفيهية وتشييد المتاحف العالمية لإثراء تجربة السائح، وجذب المزيد من السياح، ولضمان استدامة وازدهار هذا القطاع خلال العقود المقبلة.
وعلى الرغم من الظروف غير الاعتيادية التي يمر بها قطاع السياحة على مستوى العالم، واصلت الإمارات العمل على تعزيز وتطوير بنيتها السياحية، ومواصلة الجهود لوضع استراتيجية وطنية موحدة لتنمية القطاع، حيث قامت وزارة الاقتصاد بوضع حزمة مرنة وخطة عامة من 33 مبادرة لدعم القطاعات الاقتصادية، يستهدف العديد منها الارتقاء بمنظومة السياحة في الإمارات عبر مسارات عدة.