حسونة الطيب (أبوظبي)

اتخذت الحكومة اليابانية خطوات جادة، في سبيل التخلص التدريجي من كافة السيارات التي تعمل محركاتها بوقود البنزين، بحلول منتصف العقد الرابع. 
ولتحقيق هدفها بوصول النقطة 0% من الانبعاثات الكربونية في 2050، ستكون كافة السيارات الجديدة التي يتم بيعها في اليابان، من فئة الهجين والكهربائية، في غضون 15 عاماً.
وتتألف سوق السيارات الجديدة، من سيارات هجين أو تعمل بالكهرباء فقط، عند نسبة قدرها 29%، من جملة 5.2 مليون سيارة تم تسجيلها العام الماضي. 
ورغم مساهمة شركة تويوتا اليابانية، في طرح السيارات الهجين من خلال موديل بريوس، فضلاً عن أن شركات صناعة السيارات اليابانية من ضمن الأفضل في العالم في هذا المجال، إلا أن السوق المحلية لهذه الفئة من السيارات، تعاني من البطء خلال السنوات القليلة الماضية، بحسب موقع أويل برايس.

خفض الانبعاثات
وبإعلان خطتها الأخيرة، تنضم اليابان، لعدد من الدول الأخرى التي تسعى لخفض الانبعاثات الكربونية، عبر التخلي عن السيارات التي تعمل محركاتها بالبنزين، خلال العقود القليلة المقبلة. 
وذكرت على سبيل المثال، المملكة المتحدة في شهر نوفمبر الماضي، أنها بصدد وقف مبيعات السيارات التي تعتمد محركاتها على العمل بالوقود الأحفوري فقط، بحلول العام 2030. كما تعهدت فرنسا أيضاً، بعدم بيع السيارات التي تعمل بالبنزين في أسواقها بحلول 2040. 
وأعلن رئيس الوزراء الياباني الجديد يوشيهيدي سوغا، عن خطة طموحة تهدف للتخلص من الكربون، رغم عدم كشفه عن كافة التفاصيل التي تمكن من تحقيق ذلك. ومع أن الانبعاثات الكربونية اليابانية، في تراجع مستمر، إلا أنه من المطلوب أن تكون أكثر سرعة حتى تلبي أهداف 2050.

مستقبل السوق
وقال هيروكي أوكي، مدير مكتب التخطيط الاستراتيجي للمركبات في وزارة الاقتصاد اليابانية، إن الوزارة لم تكشف عن أهدافها بصورة رسمية، فيما يتعلق بمستقبل سوق السيارات الجديدة اليابانية. ولا تزال الوزارة، في طور التخطيط، حيث تنوي الإعلان عن الهدف الرسمي بنهاية السنة الحالية. 
وفي حال استمرت الحكومة بخطتها المعلنة والمستهدفة بحلول منتصف العقد الرابع، فإن السيارات التي تعتمد محركاتها على البنزين فقط، ستختفي من شوارع اليابان بشكل كبير في العام 2050. 
ومن المؤكد أن ينجم عن ذلك، تراجع طلب اليابان من البنزين، رغم أن نسبة ذلك تعتمد على عدد السيارات الهجين التي تستهلك البنزين بجانب الكهرباء، والسماح لها بالسير في الطرقات بموجب القانون الجديد. 

الوقود الأحفوري
وفي مناطق أخرى في قارة آسيا، تخطط الصين لإعطاء السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، المزيد من الوقت، لتعمل جنباً إلى جنب مع نظيراتها التي تعتمد في عملها على الكهرباء. 
ويرى بعض خبراء القطاع، أنه من الخطأ تحديد الحكومة الصينية وقتاً معيناً للتخلص من السيارات التي تعمل بالبنزين. واقترحت لجنة لاستشارة الحكومة الصينية بشأن هذه القضية، أن تشكل السيارات الكهربائية ما بين 15 إلى 25% من المجموع الكلي لسوق السيارات في الصين بحلول 2025، لترتفع النسبة لما بين 50 إلى 60% بحلول 2035.