رشا طبيلة (أبوظبي) - البحر الميت..أخفض بقعة على وجه الأرض، يقدم بملوحته العالية وبخصائصه المعدنية، مياهاً لا يمكن إيجادها في أي تجمع مائي آخر بالعالم، وفوائد صحية كثيرة تجعله وجهة للسياحة العلاجية والترفيهية في آن، إلى جانب السياحة الدينية من خلال أهميته الدينية والتاريخية التي تُجسّد بمعالم أثرية ودينية.

فذلك الموقع النادر الذي يعد أعجوبة طبيعية، يقع في الجنوب الغربي من العاصمة الأردنية عمّان، وينخفض على مستوى 410 أمتار تحت سطح البحر، ويعدّ من أروع المواقع الطبيعية والروحانية في العالم، ولا يزال إلى اليوم يجذب الزوّار من كافة بقاع الدنيا، مثل ما كان يجتذب الملوك والأباطرة والتجار والأنبياء في الزمن الماضي.
وعلاجياً، تشكّل مياهه المريحة ذات الملوحة الزائدة عامل الجذب الأساسي للسياح والزوار، بنسبة ملوحة تبلغ 31.5%، والتي تعد عشرة أضعاف نسب الملوحة الاعتيادية في مياه البحار، وتتّسم مياه البحر بخاصية الطفو، ما يحمي زوّاره من الغرق فيه. 
وما يميز مياه البحر الميت أن مياهه تحتوي على 21 ملحاً معدنياً، بما في ذلك المستويات المرتفعة من المغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والبرومين. 
وأثبتت الدراسات أن مياه البحر الميت مع الطين الأسود الغني الموجود على شواطئه تكسبه ميزة الفوائد الصحية الكثيرة، بما في ذلك تنشيط الدورة الدموية، وتخفيف أوجاع آلام المفاصل، والشفاء من الحساسيات، وتجديد نشاط البشرة.
يقول ميشيل نزال مستثمر وخبير في القطاع السياحي بالأردن، «يعد البحر الميت ذا أهمية كبيرة من الناحية السياحية والعلاجية، حيث إن تركيز الأكسجين بالهواء بمنطقة البحر الميت الأعلى عالمياً».
ويوضح نزال: «إن الأكسجين بمنطقة البحر الميت يزيد بنسبة 18% عن أي مكان آخر بالعالم».
ويضيف: «الأملاح والمعادن الموجودة في مياه البحر الميت لديها فوائد صحية وعلاجية كثيرة».
ومن ناحية السياحة الدينية والأثرية، يقول نزال: «يوجد في منطقة البحر الميت عدة معالم تاريخية وأثرية وسياحية مثل ميناء بحري روماني في الزارة، وكهف لوط، وتمثال زوجة لوط، والمغطس على نهر الأردن وحمامات ماعين».
وتاريخياً، جذبت مياه البحر الميت الدافئة والغنية بالأملاح المعدنية، الزوار منذ العصور القديمة، بما في ذلك الملك هيرودس العظيم والملكة المصرية كليوباترا. 
ولم يتوقف الحد عند جذب الزوار للسياحة العلاجية والدينية والترفيهية، بل أيضاً تستقطب منطقة البحر الميت سياح الأعمال والمؤتمرات والمعارض من خلال مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات، الذي يقع على الضفة الشرقية للبحر الميت.