سيد الحجار (أبوظبي)
ارتفعت أعمال شركات مقاولات بأبوظبي بنسب تراوحت بين 20 إلى 35 % خلال العام الحالي، بدعم من مشاريع قروض إسكان المواطنين، بحسب مقاولين ومسؤولين بقطاع البناء والتشييد، والذين أكدوا أهمية توالي اعتماد دفعات جديدة من قروض إسكان المواطنين خلال العام الحالي، في دعم الشركات العاملة بالقطاع لمواجهة التحديات المرتبطة بتداعيات جائحة «كورونا».
وشهد العام الحالي توزيع 3 حزم للمنافع السكنية في إمارة أبوظبي بقيمة 15.5 مليار درهم، بنمو يصل إلى 33.6 % مقارنة بالعام الماضي، والذي شهد اعتماد حزم إسكانية بقيمة إجمالية 11.6 مليار درهم.
وقال مقاولون واستشاريون هندسيون في أبوظبي لـ «الاتحاد»، إنه رغم تأثر الأعمال بقطاع البناء والتشييد بشكل نسبي خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة «كورونا» خلال الربع الثاني من 2020، إلا أنه بداية من الربع الثالث فإن الأعمال بالقطاع تشهد نمواً ملحوظاً، لاسيما مع الكشف عن 3 دفعات من حزم المنافع السكنية خلال العام الحالي، خلال أشهر مايو ويوليو ونوفمبر 2020.
وبلغ عدد المستفيدين من القروض السكنية وتوزيع الأراضي والمساكن للعام الحالي 13 ألفاً و626 مواطناً ومواطنة بأبوظبي، حيث استفاد 5550 مواطناً من قروض سكنية وتوزيع مساكن وأراضٍ بـ 5.5 مليار درهم، وذلك خلال الدفعة الأولى مايو الماضي، فيما استفاد 1976 مواطناً من الدفعة الثانية خلال يوليو الماضي، والتي شهدت صرف قروض وإعفاءات من سداد مستحقات القروض بـ 2.78 مليار درهم، فيما شملت الدفعة الثالثة نوفمبر الماضي صرف قروض وأراض ومساكن وإعفاءات من سداد مستحقات القروض بأكثر من 7 مليارات درهم، استفاد منها ما يزيد على 6100 مواطن.
وكان عام 2019، قد شهد اعتماده أكثر من 6000 قرض سكني، وتخصيص 250 مسكناً، وتوزيع 1800 قطعة أرض سكنية، حيث بلغت القيمة الإجمالية للحزمة الإسكانية 11.6 مليار درهم.
تأثير إيجابي
وقال المهندس علي محمد العبيدي، مدير مؤسسة برج البلد للمقاولات العامة، إن توالي صرف قروض وأراض سكنية جديدة للمواطنين في إمارة أبوظبي، يعكس حرص القيادة الرشيدة على توفير الحياة الكريمة للمواطنين.
ولفت العبيدي إلى نمو أعمال شركته بنحو 35% خلال العام الحالي، في ظل توالي صرف قروض جديدة لمشاريع الإسكان خلال العام الحالي.
وأشار إلى أهمية هذه القروض بالتزامن مع جائحة «كورونا»، وهو ما ينعكس بالإيجاب على أعمال شركات المقاولات والاستشارات الهندسية، وكثير من الشركات المرتبطة أعمالها بالقطاع، وهو ما يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد ككل.
توفير السيولة
ومن جانبه، قال خليفة المحيربي رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي للاستثمار، إن حزم المنافع السكنية تسهم في تنشيط قطاع البناء والتشييد، وضخ سيولة مالية في سوق البناء والتشييد، ما يدعم تعافي قطاع البناء والعقارات خلال الفترة الحالية.
وأشار إلى حرص القيادة الرشيدة على تطوير منظومة إسكان عصرية مستدامة تساهم في توفير الحياة الكريمة والاستقرار الأسري والاجتماعي للمواطنين، فضلاً عن جهودها في دعم الاقتصاد الوطني ودفع عجلة النمو بما يحقق التنمية الاقتصادية المستدامة.
محرك رئيس
ومن جهته، أكد حمزة إبراهيم المدير التنفيذي في شركة الموناليزا للمقاولات أن مشاريع قروض الإسكان تعد المحرك الأساسي للأعمال في أبوظبي خلال الفترة الحالية، مؤكداً أهمية مشاريع الإسكان التي تم الإعلان عنها خلال العام الحالي في انتعاش النشاط وتحريك عجلة الاقتصاد.
وذكر إبراهيم أن أعمال شركته نمت بنحو 20 % خلال العام الحالي، بدعم من مشاريع قروض الإسكان، موضحاً أن نحو 70 % من شركات المقاولات بأبوظبي تعتمد في أعمالها على مشاريع هيئة أبوظبي للإسكان.
وأوضح أن مشاريع الإسكان شهدت نمواً ملحوظاً خلال العام الحالي، مقارنة بعام 2019، وهو ما انعكس بالإيجاب على أعمال المقاولين.
بيئة الأعمال
بدوره، أعرب سالم محمد المرزوقي، المدير العام لشركة «دريم سيتي» للنقليات والمقاولات العامة عن شكره للقيادة الرشيدة على حرصها الدائم لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، وتحقيق الاستقرار الأسري للمواطنين، مؤكداً أهمية مشاريع إسكان المواطنين كذلك في دعم بيئة الأعمال في الإمارات.
وأكد المرزوقي أن مشاريع إسكان المواطنين أسهمت في تحسن النشاط بأعمال شركات المقاولات خلال النصف الثاني من العام الحالي، مقارنة بالنصف الأول والذي شهد تباطؤ نسبي بسبب تداعيات الجائحة، متوقعاً أن يشهد العام المقبل نموا ملحوظا في أعمال المقاولين، لاسيما مع توفر السيولة في ظل الالتزام بصرف الدفعات.
قاطرة النمو
ومن جانبه، أوضح فادي وليد السراج المدير التنفيذي لشركة مور إنترناشيونال للاستشارات الهندسية، إن قروض الإسكان تعد قاطرة النمو في قطاع الأعمال بأبوظبي، لاسيما في ظل ارتباط كثير من الأنشطة بقطاع البناء والتشييد، موضحاً أن تحسن النشاط بمجال المقاولات يسهم في تحريك قطاعات أخرى متنوعة مثل تجارة مواد البناء، فضلاً عن أعمال التشطيبات والديكور وغيرها.
ولفت السراج إلى أن الفترة الحالية تشهد توجه كثير من العملاء لطلب زيادة قيمة المشروع عن مليوني درهم، من خلال التمويل الشخصي، حيث تصل قيمة تنفيذ بعض الفلل لنحو 5 أو 6 ملايين أحياناً، وهو ما يعني استفادة مضاعفة للأعمال بأبوظبي. وأكد السراج أن قطاع الاستشارات الهندسية يشهد تحسناً ملحوظاً في حجم الأعمال خلال العام الحالي، رغم التأثر النسبي بتداعيات جائحة كورونا خلال النصف الأول من عام 2020.
مناطق جديدة
بدوره، أكد المهندس فراس حارث الراوي، رئيس مجلس إدارة شركة كاريزما للاستشارات الهندسية أن توالي صرف الدفعات ضمن مشاريع قروض الإسكان كان له دور مهم في تقليص تأثر قطاع البناء والتشييد بتداعيات أزمة «كورونا»، موضحاً أنه بشكل عام فإن تأثير الجائحة على القطاع كان محدوداً، حيث اقتصر على إعادة جدولة مواعيد تنفيذ بعض المشاريع.
وأوضح أن وجود مناطق جديدة لمشاريع قروض الإسكان أسهم في حدوث تحسن نسبي بالأعمال، لاسيما خلال النصف الثاني من العام الحالي، موضحاً أن هذه المشاريع أسهمت في تعمير مناطق جديدة، وهو ما يتبعه نشاطا في العديد من القطاعات الاقتصادية. وأوضح الراوي أن استفادة نسبة كبيرة من مشاريع قروض الإسكان من الشباب، يسهم في تسريع وتيرة التنفيذ، في ظل رغبة النسبة الأكبر من المستفيدين في بدء البناء والاستفادة من مشاريعهم.
سداد الدفعات
قال المهندس أحمد متولي، مدير شركة «القوة السريعة» للمقاولات العامة، إنه رغم تحديات «كورونا»، إلا أن حجم أعمال شركات مقاولات تضاعف خلال العام الحالي، بدعم مشاريع قروض الإسكان، لافتاً إلى نمو أعمال شركته بنحو 35% إلى 40% خلال عام 2020.
وأوضح متولي أن الفترة الحالية تشهد كذلك حالة من التنوع فيما يتعلق بالمناطق والمساحات والتصاميم الخاصة بمشاريع إسكان المواطنين، مع توجه كثير من العملاء لزيادة قيمة المشروع عن قيمة القرض السكني المحددة بمليوني درهم، وهو ما يسهم في مزيد من النشاط والأعمال بقطاع المقاولات.
شركات صغيرة
أكد المهندس محيي الدين عوض مدير شركة توليدو للمصاعد والأنظمة الحركية، أن كثيراً من الشركات الصغيرة يستفيد بشكل مباشر من مشاريع قروض الإسكان، والتي تعزز الأعمال بأعمال الكثير من الشركات المرتبطة أعمالها بقطاع البناء والتشييد. وذكر أن تحسن النشاط ينعكس بالإيجاب على تطور مستويات الجودة بالأعمال، حيث تسهم زيادة الأعمال في تشجيع الشركات على استخدام التكنولوجيا الجديدة بقطاع البناء.
وأشار عوض إلى أن شركات خدمات البناء تشهد نمواً في أعمالها بداية من شهر يوليو الماضي، مقارنة بفترة الإغلاق بسبب جائحة «كورونا»، خلال الربع الثاني من العام الحالي.