سيد الحجار (أبوظبي)

حرصت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية منذ تأسيسها على ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة الاهتمام بتطوير كفاءات إماراتية متخصصة بقطاع الطاقة النووية، حيث تضم المؤسسة والشركات التابعة لها حالياً، أكثر من 3000 موظف، %60 منهم من أبناء وبنات دولة الإمارات الذين يعملون مع فريق متنوع من الخبراء الدوليين، ينتمون إلى أكثر من 50 جنسية، بما في ذلك الخبراء من الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، المقاول الرئيس لمحطات براكة.
وخلال مرحلة التشييد، برز الدور القيادي للكفاءات الإماراتية، مع مساهمة أكثر من 120 مهندساً مواطناً في هذه العمليات، توزعوا على مختلف التخصصات، وأظهروا مستوى متقدماً في كفاءة الأداء، وضمان سير العمليات الإنشائية وفق أعلى مواصفات السلامة والجودة، مستفيدين من خبرة نظرائهم العالميين.

كما أثمرت البرامج التدريبية المتطورة التي وفرتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة التابعة لها، داخل وخارج الدولة والتي تمتد لسنوات، عن حصول أكثر من 30 إماراتياً على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمديري تشغيل ومشغلي مفاعلات نووية، فضلاً عن اعتماد 28 إماراتياً مشغلين ميدانيين للمفاعلات، والذين كان لهم دور محوري في نجاح دولة الإمارات في تشغيل أولى محطات الطاقة النووية في العالم العربي.
وتشكل المهندسات الإماراتيات نسبة 10% من إجمالي الكفاءات الإماراتية المتخصصة الحاصلة على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمديري تشغيل ومشغلي مفاعلات نووية، ما يعكس التزام دولة الإمارات ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية بتمكين المرأة الإماراتية لتولي المناصب ولعب أدوار رئيسة في جميع القطاعات الاقتصادية والمجتمعية.
وأطلقت المؤسسة منذ العام 2009 برنامج «رواد الطاقة» لتوفير منح دراسية واجتذاب الطلبة الإماراتيين للتخصصات العلمية، بهدف تطوير كادر بشري إماراتي قادر على إنشاء وتشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية وفق أعلى معايير السلامة والجودة والأداء التشغيلي، إلى جانب ضمان استدامة البرنامج وتطوير الجيل القادم من قادة قطاع الطاقة النووية في دولة الإمارات.
وأكد شباب إماراتيون متخصصون في تشغيل المفاعلات النووية بشركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية لـ«الاتحاد» أن مشاركتهم في تطوير وتشغيل أولى محطات براكة، تعد نقطة البداية للانطلاق في مسيرة مهنية واعدة.
وبعد مرحلة دراسية استمرت سبع سنوات، وبعد رحلة طويلة من التدريب العملي تضمنت 2000 ساعة من التدريب في مفاعل المحطة الأولى في براكة، وأكثر من 800 ساعة تدريب داخل مركز التدريب على أجهزة المحاكاة لغرف التحكم في مفاعلات الطاقة التابع لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، جاء الإعلان عن تشغيل مفاعل المحطة الأولى في براكة بداية أغسطس 2020، ليكون بمثابة تتويج لرحلة طويلة لهؤلاء الشباب.

وتقول هند الزعابي، مشغلة مفاعل نووي في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: تشكل الطاقة النووية حقبة جديدة في مسيرة دولة الإمارات نحو الريادة، وخلال عقد من الزمن، استطعنا أن نحقق إنجازات كبيرة في هذا المجال، مع تشغيل المحطة الأولى في براكة.
وأضافت: «حرصت قيادتنا على تمكين المرأة للعب دور محوري في تحقيق برنامج الإمارات للطاقة النووية السلمية، وأنا فخورة بكوني من بين الموظفات اللواتي يشكلن 20% من إجمالي الموظفين، وهذه النسبة تؤكد ريادتنا في هذا القطاع، ويسعدني انضمام المزيد من النساء إلى البرنامج والإسهام في دفع عجلة النمو والتطور مستقبلاً».
ومن جهته، قال إسماعيل اليوسفي، مدير تشغيل المفاعل النووي في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: منحتني مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة الفرصة للمساهمة في تحقيق أحد الأهداف الطموحة لدولة الإمارات والمتمثل في تطوير محطات براكة، التي تعتبر أول محطة للطاقة النووية السلمية في العالم العربي.
وأضاف: «فخور بكوني جزءاً من هذا الإنجاز ولاسيما مع احتفالنا باليوم الوطني الـ49 لدولتنا الحبيبة، ووصولي إلى ما أنا عليه اليوم بعد فترة طويلة من التدريبات المكثفة لتطوير المهارات المطلوبة، لا يزيدني إلا حماسة وفخراً بمساهمتي في توفير طاقة كهربائية موثوقة وصديقة للبيئة للمنازل والشركات والقطاعات في جميع أنحاء البلاد لعقود قادمة».
ومن جانبه، قال خالد الظهوري، مدير تشغيل مفاعل في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: أعتبر نفسي من الأشخاص المحظوظين، بالنظر إلى الفرصة التي أتيحت لي للدراسة والعمل في مثل هذا القطاع الطموح، وأتطلع إلى مواصلة المساهمة في نجاح محطات براكة للطاقة النووية السلمية. وأضاف: «نجاح البرنامج النووي السلمي الإماراتي ليس مجرد إنجاز لدولة الإمارات، بل هو انتصار للعالم العربي بأسره، وهذا الأمر الذي أذكر نفسي به في كل مرة أتجه فيها لأداء مهامي في محطات براكة».