يوسف العربي (أبوظبي)

نجحت بوابة المقطع في إنجاز أكثر من 30 مليون معاملة رقمية، 10% منها جرى إتمامها خلال جائحة «كورونا»، بحسب الدكتورة نورة الظاهري، رئيس القطاع الرقمي- موانئ أبوظبي، والرئيس التنفيذي لشركة بوابة المقطع.
وقالت الظاهري، لـ «الاتحاد» إن الحلول الرقمية التي وفرتها بوابة المقطع أسهمت في تبسيط إتمام المعاملات للمجتمع التجاري واللوجستي في إمارة أبوظبي، ما أدى إلى تحقيق وفورات وصلت إلى 100 مليون درهم سنوياً، وهو رقم مرجح للازدياد مع مواصلة بوابة المقطع جهودها الحثيثة لتوسيع نطاق تبني الحلول الرقمية وإطلاق مبادرات رقمية مبتكرة تعود بالفائدة على جميع أصحاب العلاقة والمتعاملين.
وأوضحت أن شركة بوابة المقطع، التي تعمل تحت مظلة القطاع الرقمي التابع لموانئ أبوظبي، منذ تأسيسها 2014، مسؤولة عن تخطيط وتطوير وتشغيل الأنظمة الرقمية الكفيلة بدعم كفاءة قطاع التجارة البحرية والخدمات اللوجستية، إلى جانب اضطلاعها بمهام تطوير وسائل مبتكرة لتسهيل التجارة والمساهمة في التنمية المستدامة لإمارة أبوظبي.

تقنيات رقمية 
وأكدت الظاهري أن الإجراءات الإدارية لقطاع التجارة البحرية والخدمات اللوجستية ينقل ما يفوق 90% من التجارة العالمية، بحاجة إلى الكثير من العمليات ذات الكفاءة العالية حيث قدر المنتدى الاقتصادي العالمي أن نحو 15-20% من تكاليف شحن البضائع حول العالم يتم إنفاقه فقط على العمليات الإدارية المتعلقة بها. 
وأكدت الظاهري، أن تبني التقنيات الرقمية في إدارة وتنفيذ العمليات يؤدي دوراً جوهرياً في تعزيز كفاءة العمليات، وتقليص حجم المعاملات الورقية والوقت اللازم لإنجاز المعاملات بشكل كبير، فضلاً عن إلغاء الحاجة إلى زيارة مراكز خدمة العملاء حيث نجحت الحلول الرقمية التي وفرتها بوابة المقطع في الاستغناء عن أكثر من 150 ألف زيارة سنوياً إلى مراكز خدمة المتعاملين.

التحول الرقمي 
وفيما يتعلق بدور التحول الرقمي في تعزيز تنافسية قطاعات التجارة واللوجستيات في أبوظبي قالت الظاهري، إنه في إطار توفير أفضل الحلول الرقمية لدعم قطاع التجارة والخدمات اللوجستية في أبوظبي والمنطقة بشكل عام تم تطوير نظام بوابة المقطع لمجتمع الموانئ عام 2014، والذي يشكل منصة رقمية تعمل كنافذة موحدة لتسهيل تدفق المعلومات بين أصحاب العلاقة ضمن الموانئ والمتعاملين والجهات الحكومية، بهدف زيادة كفاءة موانئ أبوظبي وإنتاجيتها، وتوسيع نطاق النظام ليشمل الجهات الحكومية الأخرى والجهات الخاصة ذات العلاقة، بالإضافة إلى تقديم حلول ذكية ومبتكرة للمتعاملين. 
 وأضافت أنه من أهم الإنجازات التي تم تحقيقها من خلال تبني حلول التحول الرقمي، تمثلت في تقليص حجم المعاملات الورقية، وربط نظام مجتمع الموانئ مع الأنظمة التقنية الأخرى التابعة للهيئات الحكومية ذات الصلة بقطاع التجارة والخدمات اللوجستية، وصولاً إلى إتاحة تبادل المستندات الرسمية رقمياً بطريقة آمنة وموثوقة بين جميع الأطراف من أصحاب العلاقة ضمن مجتمع الموانئ والمطارات. 
وقالت: بالإضافة إلى ذلك، وضمن جهود بوابة المقطع الرامية إلى تسهيل العمليات التجارية وتعزيز كفاءتها، تم إطلاق نظام «مارجو»، الذي يعد أحد الحلول الإلكترونية المبتكرة والمتكاملة لتخليص شحنات المستهلكين القادمة عبر ميناء خليفة ومطار أبوظبي الدولي، وإيصالها إليهم في أي مكان بدولة الإمارات. 
وأشارت إلى أنه في إطار عملها المتواصل لتحديث منصة (مارجو)، قامت بوابة المقطع بإطلاق حزمة خدمات جديدة على هذه المنصة تتيح إمكانية حجز مساحات تخزينية ضمن مرافق المستودعات النموذجية والمستودعات المتخصصة المبردة لحفظ السلع والبضائع بما يشمل المواد الغذائية والطبية لفترات قصيرة أو متوسطة للمتعاملين، عن طريق نظام رقمي مبسط يمكن من خلاله إتمام الإجراءات بكل يُسر وبتكلفة منخفضة.

تتبع جغرافي
وأوضحت أنه ضمن تسارع وتيرة التحول الرقمي عبر بوابة المقطع تم التوقيع على مذكرة تفاهم مع شركة «تركر»، أول وأكبر منصة رقمية للنقل بالشاحنات في المنطقة ومقرها سوق أبوظبي العالمي وتهدف هذه الخطوة إلى رقمنة قطاع النقل بالشاحنات في إمارة أبوظبي، كما تضمن التوافر الدائم للشاحنات، وتتبعاً مباشراً لها عبر نظام التموضع الجغرافي، وحلول إدارة الأسطول، وإمكانية الوصول إلى أكبر شبكة نقل مرخصة في الشرق الأوسط.
 وأوضحت أن جميع المؤسسات في إمارة أبوظبي وتماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة، تواصل العمل لتطوير بنيتها التحتية والرقمية بهدف تحقيق المزيد من التطور في منظومة أعمالها وتعزيز تنافسية اقتصادها وتنويعه لدعم استقطاب الاستثمارات الخارجية المباشرة. 

البنية التحتية 
وأكدت الدكتورة نورة الظاهري أن موانئ أبوظبي تدرك الدور المهم الذي تؤديه التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وتعلم الآلات وإنترنت الأشياء في إحداث التحوّل المنشود في تجارب المتعاملين وجودة الخدمات المقدمة إليهم.
وأشارت في هذا الإطار إلى دراسة لشركة «بي دبليو سي للأبحاث» توضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تدعم الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بـ96 مليار دولار بحلول 2030، وبالتالي فإن دمج وتكامل جميع تلك الحلول التقنية في منصة واحدة، يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية كبرى.
وانطلاقاً من ذلك وتحت إشراف دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، قامت موانئ أبوظبي مؤخراً بإطلاق مشروع النافذة الموحدة للخدمات اللوجستية والتجارة لإمارة أبوظبي الذي دشنه سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي بهدف الارتقاء بقطاع التجارة والخدمات اللوجستية إلى مستويات متقدمة تحفز بيئة الأعمال وتعزز تنافسية اقتصاد إمارة أبوظبي عالمياً.
وقالت الظاهري، إنه يتم تطوير وتشغيل هذه النافذة من قبل بوابة المقطع، لتشكل المنصة الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، من حيث شمولية خدماتها وعدد المؤسسات الحكومية والخاصة المشاركة فيها، والتي تلبي مختلف احتياجات أصحاب العلاقة في قطاع الخدمات اللوجستية والتجارة.

مهارات وطنية في مجال التقنيات الحديثة 
أكدت الدكتورة نورة الظاهري، رئيس القطاع الرقمي- موانئ أبوظبي، والرئيس التنفيذي لشركة بوابة المقطع الحرص على تنمية المهارات الوطنية في مجال التقنيات الحديثة وتحرص على تأهيلها، ومن أجل ذلك بذلت الكثير من الجهود في هذا السياق كان آخرها مبادرة «أطلق» التي تمت تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وجرى الإعلان عنها بالتزامن مع احتفالات الدولة بيوم المرأة الإماراتية 2020 تحت شعار «التخطيط للخمسين: المرأة سند للوطن». 
وتهدف هذه المبادرة إلى استثمار طاقات المرأة الإماراتية ودعمها كشريكة في بناء الإنجازات النوعية للدولة وفي المشاريع الاستراتيجية، وتسعى من خلالها إلى إشراك النساء الإماراتيات، في برنامج تطبيقي متكامل يمكّنهن من المساهمة في تطوير النافذة الموحدة للخدمات اللوجستية والتجارة في إمارة أبوظبي، بهدف جعل المرأة الإماراتية مساهماً رئيسياً ضمن مشاريع استراتيجية، وتطوير المهارات الوطنية وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا، وتوفير فرص عمل جديدة من خلال إمكانية المشاركة في البرنامج عن طريق العمل عن بُعد، ما يمكّن النساء المشاركات من تحقيق التوازن بين المتطلبات العملية والأسرية.