سيد الحجار (أبوظبي)
أكد رؤساء شركات ومواطنون عاملون في القطاع الخاص أهمية إعلان «أدنوك»، مؤخراً، عزمها إنفاق 160 مليار درهم في الاقتصاد المحلي خلال الأعوام الخمسة القادمة عبر برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة، والذي جاء بعد إعلان المجلس الأعلى للبترول عن اعتماد الميزانية التشغيلية للشركة للأعوام 2021 - 2025 بقيمة 448 مليار درهم، ما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات التي تدعم الصناعات المحلية. وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن البرنامج يسهم في خلق فرص تجارية جديدة للقطاع الخاص المحلي، وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين في القطاع الخاص، مشيرين إلى نجاح «أدنوك» في إعادة توجيه 32 مليار درهم إلى الاقتصاد المحلي خلال 2020 من خلال البرنامج، رغم الظروف الاستثنائية وتأثير جائحة «كورونا» على الأعمال، يبرز أهميته في دعم الاقتصاد الوطني.
ويعطي برنامج «أدنوك» لتعزيز القيمة المحلية المضافة، أفضلية في ترسية العقود على الشركات التي تعيد توجيه أكبر قيمة ممكنة إلى الاقتصاد المحلي، بحسب معايير دقيقة ومحددة.
وأطلقت «أدنوك» برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة في عام 2018؛ بهدف زيادة مساهمة «أدنوك» في دعم وتنويع الاقتصاد المحلي، وتوطين سلاسل التوريد الاستراتيجية، ومساهمة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واليوم وبعد مرور 3 سنوات على إطلاقه، استطاع البرنامج أن يعيد توجيه 76 مليار درهم للاقتصاد المحلي، منها 32 ملياراً خلال عام 2020، فضلاً عن خلق أكثر من 2000 فرصة عمل للمواطنين في القطاع الخاص، بالإضافة إلى جذب المزيد من الاستثمارات التي تدعم الصناعات المحلية.
شراكة استراتيجية
ومن جانبه، أكد أيمن خطاب نائب رئيس شركة «بيكر هيوز» في الخليج وشمال أفريقيا والهند، أنه في إطار برنامج «أدنوك» لتعزيز القيمة المحلية المضافة، فإن «بيكر هيوز» بالإمارات تهتم بتعزيز التوطين والاستثمار بالسوق المحلي، حيث يوجد للشركة استثمارات ضخمة بالإمارات، كما تم خلال العام الماضي افتتاح منشأة جديدة لخدمات رؤوس الآبار في أبوظبي، عبر شراكة مع شريكها المحلي ممثلاً بـ «الغيث للتوريدات وخدمات حقول النفط».
ولفت إلى اهتمام الشركة بالاستثمار في السوق الإماراتي وبما يسهم في توطين سلاسل التوريد، وتعزيز القيمة المحلية المضافة. وأعلنت «بيكر هيوز» مؤخراً نقلها المقر الرئيسي لقسم «مشاريع التحكم بالضغط السطحي (Surface Pressure Control Projects) من مدينة هيوستن الأميركية إلى أبوظبي، في خطوة تهدف من خلالها إلى الاقتراب أكثر من بعض عملائها الاستراتيجيين وكبار منتجي النفط في العالم.
وأكد خطاب أهمية هذه الخطوة والتي سيتبعها مزيد من التعاون مع الشركات المحلية، وتأهيل وتوظيف وتدريب عددٍ أكبر من الإماراتيين، فضلاً عن المزيد من التعاون في مجال الدراسات الهندسية وتبادل الخبرات مع شركات «أدنوك»، والجامعات، ومراكز الأبحاث.
وذكر خطاب أن انتقال المقر الرئيس لوحدة «مشاريع التحكم» إلى أبوظبي، سيكون له دور رئيس في زيادة التعاون مع الموردين والمصنعين بالسوق الإماراتي، ما يسهم في تعزيز أعمال الشركات المحلية التي ستنضم لسلاسل التوريد والتوزيع الخاصة بالشركة، فضلاً عن أهمية ذلك في توفير المزيد من فرص العمل، سواء في «بيكر هيوز»، أو الشركات المستفيدة من العمل معها.
وقال خطاب: تُعد منطقة الشرق الأوسط سوقاً رئيسية بالنسبة لنا، ويعكس نقلنا لمقر قسم مشاريع التحكم بالضغط السطحي إلى أبوظبي التزامنا المتواصل نحو المنطقة، وتركيزنا على دعم متطلبات القيمة المحلية للأسواق التي نعمل فيها.
وأوضح خطاب أن العلاقة مع «أدنوك» شهدت تطورات ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، حيث تم قبل نحو عامين توقيع شراكة استراتيجية بين «أدنوك للحفر»، و«بيكر هيوز»، وبما ساهم في تعزيز العلاقة الوثيقة القائمة بين الجانبين.
ويعمل لدى «بيكر هيوز» حالياً أكثر من 1000 موظف في الدولة، ولديها أيضاً مركزان للتدريب في دولة الإمارات، يقدمان خدماتهما إلى الموظفين والعملاء من أنحاء العالم كافة.
فرص أعمال
بدوره، أشار شامس بن علي خلفان الظاهري العضو المنتدب لمجموعة شركات علي وأولاه، إلى أهمية إعلان «أدنوك» خطتها لإعادة توجيه 160 مليار درهم «43.6 مليار دولار» إلى الاقتصاد المحلي، خلال الفترة بين 2021 و2025، عبر برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة، في دعم النشاط وتوفير المزيد من فرص الأعمال بالقطاع الخاص، وهو ما يسهم في تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأوضح أن نجاح برنامج «أدنوك» لتعزيز القيمة المحلية المضافة في إعادة توجيه أكثر من 76 مليار درهم «20.7 مليار دولار»، منها 32 مليار درهم خلال 2020، رغم الظروف الاستثنائية وتأثير جائحة كورونا على الأعمال، يبرز أهميته في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز التنمية المستدامة.
وأكد الظاهري أن برنامج «أدنوك» لتعزيز القيمة المحلية المضافة يسهم في تعزيز أعمال الشركات المحلية العاملة بخدمات النفط والغاز، لافتاً إلى أهمية البرنامج في تشجيع الشركات على زيادة استثماراتها بالسوق المحلي، لتعزيز فرصها للفوز بالمناقصات والعطاءات.
ولفت إلى أهمية البرنامج كذلك في توفير فرص عمل للمواطنين، عبر تشجيع الشركات العاملة بالسوق المحلي على استقطاب الكوادر الإماراتية المتميزة.
فرص عمل واعدة
أكدت وردة إبراهيم ، شريك في قسم خدمات التدقيق في أرنست ويونغ، أن برنامج «أدنوك» لتعزيز القيمة المحلية شجع الشركات العالمية على استقطاب الكوادر الإماراتية المتميزة، وليس فقط مجرد الاهتمام بزيادة نسبة التوطين وعدد الإماراتيين العاملين لديها.
وأوضحت أن نجاح «أدنوك» في إعادة توجيه 32 مليار درهم إلى الاقتصاد المحلي خلال 2020 من خلال البرنامج، رغم الظروف الاستثنائية وتأثير جائحة «كورونا»، يبرز أهميته في دعم الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن نجاح البرنامج كذلك في خلق أكثر من 2000 فرصة عمل للمواطنين في القطاع الخاص يبرز أهميته في تأهيل الكوادر الإماراتية للعمل بالعديد من المجالات الواعدة.
استقطاب الكوادر المواطنة
أكد أحمد الخلافي مدير عام شركة هيوليت بكارد إنتربرايز في الإمارات، أهمية برنامج «أدنوك» لتعزيز القيمة المحلية المضافة في توفير المزيد من فرص الأعمال بالسوق المحلي.
وأشار إلى اهتمام كثير من الشركات الأجنبية باستقطاب الكوادر المواطنة المتميزة، لاسيما في ظل وجود كثير من الإماراتيين ذوي الخبرة والكفاءة بكثير من المجالات، بجانب تفضيل كثير من الشركات للاستفادة من خبرات الكوادر الإماراتية في إدارة العمليات بالسوق المحلي.
وكانت شركة هيوليت باكارد إنتربرايز العالمية، قد أعلنت في أبريل الماضي تعيين المواطن الإماراتي أحمد الخلافي مديراً عاماً للشركة في الإمارات.
وأوضح الخلافي أن «هيوليت باكارد إنتربرايز» تم تأسيسها قبل نحو 80 عاماً في سيليكون فالي، حيث تقدم خدماتها الرائدة في مجال الخدمات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، فيما تعمل بالإمارات منذ نحو 30 عاماً.
وأكد الخلافي أن برنامج «أدنوك» لتعزيز القيمة المحلية المضافة يُعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط، لاسيما من حيث طريقة التقييم، والتي لا تعتمد فقط على مجرد عدد المواطنين الذين يتم توظيفهم بالشركات، ولكن مستوى الاستثمار الحقيقي بالسوق المحلي، ومدى التأهيل الملموس في الكوادر الإماراتية.