رشا طبيلة (أبوظبي)

تمكنت الناقلات الجوية الإماراتية «الاتحاد، والإمارات، والعربية، وفلاي دبي» من استعادة جزء مهم من نشاطها، بعدما أعادت تشغيل ما يتراوح بين 50 إلى 70% من الوجهات التي كانت تسير لها قبل جائحة كورونا، ما اعتبره خبراء في القطاع مؤشراً إيجابياً في الطريق الصحيح نحو تعافي قطاع الطيران، وسط الالتزام بأعلى معايير الصحة والسلامة. وتعتزم الناقلات الوطنية ومطارات الدولة العمل على استعادة حركة الطيران مستقبلاً بشكل كامل، حرصاً على إعادة مؤشرات النمو للقطاع، الذي يعد من أهم القطاعات الحيوية الرافدة للاقتصاد الوطني. وأكد مسؤولون وخبراء في القطاع لـ«الاتحاد»، أن استثمارات الدولة في البنى التحتية المؤهلة من مرافق المطارات، وتوظيف أحدث التقنيات التكنولوجية والرقمية، وتبني الابتكار يسهم بشكل رئيسي في تعافي القطاع بشكل أسرع من أي دول أخرى. أشار هؤلاء إلى أن الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الصارمة التي قامت بها الحكومة، وبالتعاون بين مختلف الجهات ذات العلاقة، تسهم في زيادة ثقة المسافر عبر مطارات الدولة، وعلى متن رحلات الناقلات الوطنية، الأمر الذي رفع من مؤشرات الطلب على السفر مؤخراً، بعد تشغيل الناقلات الوطنية رحلاتها إلى أكثر من نصف وجهاتها حول العالم.

مرونة القطاع
وأكد سيف السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، أنه رغم التحديات الكثيرة المرتبطة بصناعة النقل الجوي، إلا أن قطاع الطيران الإماراتي نما بشكل إيجابي نتيجة للاستثمارات في البنية التحتية، وتبني الابتكار والاستثمارات في البحث والتطوير، مشيراً إلى أن قطاع الطيران الإمارات يعد واحداً من أكثر القطاعات تطوراً على المستوى العالمي والإقليمي، ويمتاز بالمرونة العالية لمواجهة التحديات.
وبين السويدي أن الإمارات برزت في مقدمة الدول إقليمياً وعالمياً في قدرتها الاستثنائية في التعامل مع الأزمة، مشيراً إلى أنه مع تخفيف قيود السفر شهدت الحركة الجوية للناقلات الوطنية ارتفاعاً خلال شهري يوليو وأغسطس.
وأشار إلى أنه تم الاعتماد مع تخفيف قيود السفر على أعلى مقاييس الإجراءات الصحية والاحترازية في مطارات الدولة وداخل الطائرات للحد من انتشار وباء كوفيد-19، للمحافظة على سلامة المسافرين منذ لحظة وصولهم للمطار وحتى وصولهم إلى وجهتهم.
وأضاف: «تعتبر الإمارات من أوائل الدول في العالم التي فتحت أجواءها لحركة المسافرين ضمن شروط صحية تم اتخاذها لضمان السلامة العامة، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في استئناف الرحلات الجوية من قبل ناقلاتنا الوطنية والناقلات الأجنبية، التي أعادت تشغيلها إلى مطارات الدولة حسب خطة كل شركة».

أعلى المعايير
وقال شريف هاشم الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمطارات أبوظبي: «إن مؤشرات التعافي من الفيروس بدت واضحة من خلال بدء استئناف تشغيل الرحلات الجوية عبر مطارات الدولة، وبدورنا نجحنا في مطارات أبوظبي في تشغيل العديد من رحلات الطيران لدول مختلفة، مع الالتزام بأعلى معايير الصحة والسلامة في مطار أبوظبي الدولي».
وأضاف: «نتطلع إلى مواصلة دورنا للمضي قدماً نحو معاودة حركة الطيران بشكل تام، والتي ستعيد مؤشرات النمو للقطاع من خلال استقطاب المزيد من الاستثمارات، فضلاً عن جهودنا الرامية لتحقيق مبادرات قيادتنا الرشيدة، عبر تقديم الدعم للدول المتضررة من الفيروس، من خلال الحفاظ على سير العمليات اللوجستية لسلسلة التوريد العالمية، التي تنقل الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية، انطلاقاً من أبوظبي أو مروراً عبرها إلى مختلف الدول لمساعدتها على تجاوز هذه الأزمة».
وأكد الهاشمي: «لعب قطاع الطيران الوطني دوراً فاعلاً ضمن الجهود الدولية المبذولة للحد من تداعيات فيروس كورونا، مبرهناً بذلك على مكانته الاستراتيجية، كونه أحد أهم القطاعات الاقتصادية التي تسهم في تعويض الخسائر الناجمة عن الوباء، وتعزيز الجهود نحو تحقيق التعافي الاقتصادي الكامل، وذلك من خلال البنى التحتية المؤهلة في مرافق المطارات، وتوظيف تقنيات التطور التكنولوجي والرقمي تحت إشراف نخبة من الكفاءات الوطنية، لاتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية بفاعلية، وفي سبيل توفير تجربة سفر آمنة للمسافرين كما هو الحال قبل انتشار الوباء».

تعافي الطيران
وقال صلاح الكعبي، المدير التنفيذي لبافاريا للعطلات: «إن تعافي قطاع الطيران بشكل أسرع من كثير من الدول إقليمياً وعالمياً مؤشر على قوة البنية التحتية والتخطيط السليم والعلمي، إضافة إلى الإجراءات الاحترازية والوقائية والقوانين الصارمة للالتزام بها يدعم تعافي القطاع بشكل سريع».
وأضاف: «بدأ القطاع بالتعافي منذ تخفيف قيود السفر، حيث يتركز الطلب حالياً من الوافدين الراغبين بالسفر إجازات لبلدانهم أو من رجال الأعمال».
وشدد الكعبي، على أن الإجراءات الاحترازية والوقائية مطبقة على أعلى المعايير، سواء في المطارات أو الطائرات وفي الفنادق والمطاعم، الأمر الذي يرفع من ثقة المسافرين لاستخدام مطاراتنا وناقلاتنا الوطنية»، متوقعاً قيام دول أخرى بتخفيف قيود السفر مثل الإمارات سيرفع من الطلب أيضاً. 

ارتفاع الطلب
وقال علاء العلي، مدير «نيرفانا» للسفر والسياحة،: قطاع الطيران دخل في منتصف مرحلة التعافي مع استعادة شركات الطيران للكثير من وجهاتها العالمية وتشغيل رحلاتها، حيث لاحظنا في الفترة الأخيرة ارتفاعاً في الطلب على السفر في الوقت الراهن بمطارات الدولة».
وأضاف: «إن الإجراءات الحكومية في مجال الصحة والسلامة من فحوص قبل السفر وعلميات العقيم والإجراءات الاحترازية في المطارات والطائرات، أسهمت بشكل كبير في إدخال عنصر الراحة والاطمئنان للمسافرين للسفر، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في ارتفاع الطلب على السفر».

99 وجهة لـ«طيـران الإمــارات»
ارتفع عدد المحطات التي تغطيها شبكة طيران الإمارات إلى 99 وجهة بعد إعلانها عن استئناف خدماتها إلى عدد من الوجهات، وذلك من إجمالي 143 وجهة كانت تشكل شبكة الناقلة قبل ظهور كوفيدـ 19، وتواصل الناقلة الاستئناف التدريجي لعمليات نقل الركاب، مع حرصها على سلامة وصحة المسافرين والموظفين والمجتمعات، لتكون الناقلة تقترب من استعادة نحو %70 من شبكتها العالمية. وتعمل طيران الإمارات عن كثب، مع السلطات الدولية والمحلية لاستعادة كامل شبكة الوجهات تدريجياً بحلول الصيف المقبل، وذلك لتلبية الطلب من مختلف محطاتها في الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وغرب آسيا والأميركيتين والشرق الأقصى.

52 وجهة لـ«الاتحاد للطيـران»
تشغل الاتحاد للطيران حالياً رحلات إلى 52 وجهة عالمية عبر آسيا وأستراليا وأوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشمالية، حيث استعادت تقريبا 70% من إجمالي وجهات شبكتها العالمية التي كانت قبل ظهور جائحة كورونا، حيث تضم شبكتها قبل الجائحة أكثر من 76 وجهة. وتسير الناقلة في القت الراهن إلى 10 وجهات عربية، و3 وجهات في شمال أميركا و16 وجهة في أوروبا و9 وجهات في آسيا واستراليا و14 وجهة في شبه القارة الهندية، بحسب الموقع الإلكتروني للاتحاد للطيران. وتذكر الناقلة المسافرين دائماً بضرورة تفقد آخر لوائح للسفر، وإلزامية إجراء اختبار «بي سي آر» لكوفيد-19، قبل السفر قبل 48 إلى 96 ساعة من موعد مغادرة الرحلة.

40 وجهة لـ«فلاي دبي»
نجحت شركة فلاي دبي في تشغيل أكثر من 40 وجهة في أفريقيا وآسيا الوسطى وأوروبا وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط، من إجمالي 90 وجهة والتي كانت قبل جائحة كورونا، لتكون شغلت قرابة %50 من إجمالي وجهاتها، بحسب الموقع الإلكتروني للشركة.
وتعمل فلاي دبي على زيادة عملياتها بشكل مطرد منذ يوليو الماضي، وتواصل تشغيل رحلات الشحن الكاملة ورحلات العودة إلى الوطن، بالإضافة إلى جدول الرحلات المنتظمة.
ويُذكر أن فلاي دبي قامت بإعادة تصميم تجربة فلاي دبي للمسافرين، لتمكين السفر في بيئة آمنة تقلل من اتصال الطاقم والركاب.

40 وجهة لـ«العربية للطيران»
نجحت العربية للطيران في تشغيل 40 وجهة، في حين بلغ إجمالي وجهاتها 80 وجهة.
ومنذ تفشي فيروس «كوفيد-19»، حرصت «العربية للطيران» على تحديث تجربة العملاء لتشمل كافة تدابير السلامة، التي تنسجم مع أرقى المعايير العالمية، حيث تشمل كل مقصورة ضمن أسطول طائراتها بالكامل نظام مرشحات الجسيمات عالية الكفاءة، الذي يساعد في توفير أجواء داخلية أكثر صحة وسلامة أثناء السفر، وتحرص الناقلة على تذكير العملاء، بضرورة الامتثال بالتدابير المطلوبة في دول المغادرة والوصول. ورغم جائحة كورونا، باشرت العربية للطيران أبوظبي إطلاق أول رحلاتها في يوليو الماضي لتشغل في الوقت الراهن 8 وجهات.