مصطفى عبد العظيم (دبي)
توقع تيم كلارك، رئيس «طيران الإمارات» أن يسهم التوصل إلى لقاح أو علاج ناجع لفيروس كورونا المستجد خلال الفترة المقبلة، في تسريع تعافي الطلب على السفر خلال الصيف المقبل في عام 2021، مستبعداً عودة شركات الطيران إلى مستويات التشغيل الطبيعية قبل عام 2022 وقد تمتد حتى 2024.
وأوضح كلارك أن أزمة «كوفيد - 19» تتجاوز في حدتها الآثار المجمعة للأزمات كافة التي مرت على صناعة الطيران خلال العقود الأربعة الماضية، مشيراً إلى أن الأشهر المقبلة ستكون صعبة للغاية على شركات الطيران التي دفعتها الأزمة لإعادة التفكير في ترتيب ألوياتها، موضحاً أن الأولوية القصوى للشركات حالياً تتمثل في كيفية القدرة على البقاء وعبور هذه الأزمة التي تهدد العديد منها بالإفلاس ما لم يكن هناك تدخل ودعم من الحكومات.
وشدد رئيس «طيران الإمارات»، خلال الجلسة الافتتاحية للنسخة الافتراضية لسوق السفر العربي 2020، على الدور المهم لحكومات ودول العالم وشركات صناعة الطائرات في فهم وإدراك ما يتطلب قطاع الطيران، الذي يمر بحالة حرجة وصعبة للغاية في الوقت الحالي، ويحتاج إلى مختلف أنواع الدعم والمساعدة كي يستعيد عافيته مجدداً، ويتمكن من جديد من نقل المسافرين حول العالم، لافتاً إلى أنه ليس بالضرورة إلى المستويات نفسها التي كان عليها قبل أزمة «كوفيد - 19»، ولكن على الأقل إلى مستويات تساعد شركات الطيران في الحصول على السيولة النقدية التي تحتاج إليها، مضيفاً: «إذا لم نشهد هذا الأمر، فإنني لست متفائلاً بما ستؤول إليه أوضاع بعض شركات النقل الجوي التي تعاني اليوم بالفعل، وتحتاج إلى من حلول عاجلة لإنقاذها».
وقال كلارك، إن عودة قطاع الطيران إلى حالته الطبيعية ستمتد من 2022 - 2023 حتى 2023 - 2024، متوقعاً أن تقوم «طيران الإمارات» بتشغيل شبكتها الكاملة في ذلك الوقت، مرجحاً أن يستمر الارتفاع في عامي 2023 و2024 ما لم تكن هناك صدمة كبيرة أخرى للاقتصاد العالمي.
وتوقع أن تشهد الرحلات القصيرة أو ربما الرحلات الطويلة تحسناً طفيفاً في حال ظهور لقاح محتمل أو علاج ناجع لفيروس كورونا، موضحاً أن «طيران الإمارات» في موقع جيد للاستفادة من هذا الأمر، خاصة أنها في جهوزية كاملة بشكل دائم، معرباً عن أمله في عودة السياح الدوليين إلى دبي في شهر يوليو المقبل.
  • تيم كلارك رئيس «طيران الإمارات»
وقال إن شركات الطيران في حالة حرجة وتحتاج بعض الشركات للحصول على سيولة أو لن يتمكنوا من البقاء خلال الأشهر القليلة المقبلة، لافتاً إلى أنه بات من الضروري أن تعود شركات الطيران للتحليق بأسرع وقت ممكن، خاصة مع أزمة شح التدفقات النقدية في ظل هذه الظروف، مشيراً إلى أن قطاع النقل الجوي لم يختبر أو يشهد مثل هذه الأزمة من قبل.
ولفت إلى أن الجائحة عصفت بالاقتصاد العالمي، وكبدته خسائر تزيد على 15 تريليون دولار كان الأثر الأبرز لها على قطاعات النقل والترفيه، مشيراً إلى أن ما نشهده اليوم هو تغيير هيكيلي وجوهري في صناعة الطيران، مشيراً إلى أن الاقتصاد العالمي يتحلى بالمرونة الكافية لتحمل تبعات هذه الصدمة، في حال لم تستمر لفترةٍ طويلة، وأن هنالك بعض النقاط التي من الممكن أن نبني عليها في طريقنا نحو التعافي، خصوصاً إذا ما تمكنّا من إجراء التعديلات اللازمة على أنماط حياتنا، وكذلك الطريقة التي نمارس بها أعمالنا، وتلك التي تحدد رغباتنا وتوجهاتنا في السفر. أرى بأننا الأمور قد تعود نسبياً إلى طبيعتها خلال عام 2021.
وأكد رئيس «طيران الإمارات» أن «التخطيط لاستئناف العمل مجدداً، أمر معقد للغاية، ونحن بدورنا نراقب التغييرات التي تحصل عن كثب وعلى مدار 24 ساعة، حيث بدأنا نرى بعض البلدان قد بدأت في تخفيف القيود تدريجياً، ولكنني لا أرى أنها ستعاود فتح أجوائها للسفر من جديد بالسرعة المطلوبة».
وتوقع أن تشهد صناعة السفر بعض التغييرات الجديدة، مع لجوء بعض الدول بموجبها إلى اختيار السفر إلى دول تكاد تكون خالية نسبياً من فيروس كورونا المستجد، وهو ما سيسمح بالسفر وتبادل الخدمات بين تلك الدول، مضيفاً: «لقد رأينا بداية هذه التغييرات الحاصلة، وحتى حصولنا على المزيد من المعلومات والإرشادات المتعلقة بالحجر الصحي وبروتوكولات الرحلات، وكيف ستتعامل المطارات مع الركاب، فإن الأمر لا يزال في بدايته كي نفهم ما سيحدث مستقبلاً».
وقال كلارك، إن شركات الطيران لها دور حيوي في طمأنة الركاب بالسفر عبر النقل الجوي، مشيراً إلى أن الناقلة أدخلت إجراءات متعددة لضمان مستوى السلامة والنظافة، من خلال إعطاء الركاب أدوات الحماية الخاصة، سواء كانت أقنعة أو قفازات أو مطهرات، لتنظيف مقاعدهم أو شاشات المقعد.
وأوضح أنه تم اعتماد معايير للنظافة في الأجواء أيضاً، فيما يخص عمليات التعقيم التي تشمل الطائرة والمرافق، بما في ذلك دورات المياه بشكل دوري، وتستخدم «طيران الإمارات» مرشحات HEPA القادرة على إزالة ما يزيد على 99% من الفيروسات من المقصورة.
وأشار كلارك إلى أن مطارات دبي اتبعت إجراءات في جميع مراحل السفر، بما في ذلك معايير التعقيم لجميع المرافق، ومنها الخاصة بركاب الترانزيت، لافتاً إلى أن فرض التباعد الجسدي على متن الطائرات من خلال عدم بيع مقاعد الوسط لن يكون عملياً، خاصة أن التحليق بطائرة نصف فارغة لن يكون مجدياً من الناحية البيئية والاقتصادية.